بل إن الباطل المشرق أضرى وأفتك بالبشر من صنوه وأخيه المظلم. للباطل المظلم ردة، كرَدَّة الوجه القبيح، يزوى لها الناظر ما بين عينيه، ويردُّ بصره معرضًا عما يرى فيه من قبح. أما الباطل المشرق المضيء، فله فتنة تنادي، كفتنة وجه الحسناء الخبيثة المنبت، تأخذ بعين الناظر، فيقبل عليها ملقيًا بنفسه في مهالك هذا الجمال الآسر، وإذا المنبت الخبيث درَّة مستهلكة في هذا التيار المترقرق من فتن الحسن والهوى.
وهذه الرقعة المتراحبة من حدود الصين إلى المغرب الأقصى – والتي تسكنها أمم ورثت اسم الإسلام، فنُسبت إليه، ووُصفت به – تعيش اليوم في بريق متلالئ من هذا الباطل المشرق
ورأس كل ثقافة هو "الدين" بمعناه العام, والذى هو فطرة الإنسان, أى دين كان, أو ما كان فى معنى الدين, وبقدر شمول هذا الدين لجميع ما يكبح جموح النفس الأنسانية ويحجزها عن أن تزيغ عن الفطرة السوية العادلة, وبقدر تغلغله إلى أغوار النفس تغلغلا يجعل صاحبها قادرا على ضبط الأهواء الجائرة, ومريدا لهذا الضبط, بقدر هذا الشمول وهذا التغلغل فى بنيان الإنسان, تكون قوة العواصم التى تعصم صاحبها من كل عيب قادح فى مسيرة "ما قبل المنهج", ثم فى مسيرة المنهج الذى ينشعب من شطره الثانى, وهو شطر "التطبيق
محمود محمد شاكر« first previous
Page 5 of 5.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.