إن ولاة الأمور وحكام المسلمين هم نواب عن الأمة ، فالسلطة الحقيقية الأصيلة هي للأمة ، والحاكمون وولاة الأمر ليسوا بمعصومين ، وكل بني آدم خطاء والخطأ في الويلات أكثر وقوعاً من الخطأ في السأن الخاص ، وآثاره الضارة أكبر وأعم ، ومن ثم فالوزر عليه أشد وأثقل .. ولصاحب الحق الاصيل سلطان لا ينازع في مراقبة وكيله ونائبه وخليفته في أداء ما فوض إليه من مهام ، كي تنجز هذه المهام على النحو الذي أراده صاحب الحق عندما عقد لنائبه عقد الوكالة والإنابة والتفويض .
محمد عمارةإن حال المسلمين هو أكبر مطعن يوجهه الخصوم إلى هذا الدين الحنيف .. وإن تغيير هذه الحال ، وتبديل ذلك الواقع ، وإقامة النهضة الإسلامية الحقيقية هي " الحرب " التي لابد لكل داعية ومفكر إسلامي من أن يستنفر المسلمين إلى خوضها .. ذلك أن تجسيد " النموذج الإسلامي " على أرض عالم الإسلام هو " الجيش " الإسلامي المؤهل " لغزو " قلوب الإنسانية المتحضرة وعقول الأحرار في أقطار المعمورة جميعها .
محمد عمارةفتح الاسلام امام العقل المسلم افاق الاجتهاد .. ففي النصوص قطعية الدلالة والثبوت هناك اجتهاد في فهمها، وفى تقعيد و تقنين احكامها ،وفى تنزيل هذه الاحكام على الواقع ،وفى تقرير مدى توفر شروط اعمال هذه الاحكام .. وفى النصوص ظنية الدلالة، هناك اجتهاد في دلالتها .. وفى النصوص ظنية الثبوت ، هناك اجتهاد في ثبوتها .. اما مالا نص فيه ، فأبواب الاجتهاد فيه مفتوحة لقياس أحكامه على غيره مما فيه احكام نصية ، وبينهما علاقات
محمد عمارةلقد تعلمت هذه الأمة عبر تاريخها مع التحديات التي فرضها عليها أعداؤها التاريخيون أن الإسلام - عقيدة وحضارة - هو ذاتيتها المتميزة ، وهويتها الخاصة ، وحصنها الذي تتحصن به أمام المخاطر العُظمى ، وتنطلق منه وبه لمواجهة التحديات .
محمد عمارةوإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد علمنا أن هذا (التداول) هو الذي يجعل خط سير التاريخ يأخذ شكل (الدورات) .. فكما يتم التداول بين الليل والنهار، كذلك يتم التداول بين العدل والجور .. وبين الصعود والهبوط .. وبين التقدم والتخلف .. وبين النهوض والانحطاط .. وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول : " لا يلبث الجور بعدي إلا قليلا حتى يطلع، فكلما طلع من الجور شيء ذهب من العدل مثله حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره، ثم يأتي الله تبارك وتعالى بالعدل، فكلما جاء من العدل شىء ذهب من الجور مثله، حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره" .
محمد عمارةإن علينا أن نتعلم المنهج القرآني الذي لا يعمم ولا يطلق الأحكام على الآخرين .. منهج : " ليسوا سواء "
فالشيعة ليسوا سواء.
وأهل السنة ليسوا سواء.
والصوفية ليسوا سواء.
والسلفية ليسوا سواء.
إن الدولة العثمانية قد عرفت الطباعة العربية قبل مصر، ولكن حصيلة إنتاج المطابع فى تركيا خلال قرن من الزمان - وهو مقياس لا ينكر صدقه على حيوية الحركة الفكرية وجديتها وخصوبتها - إن حصيلة هذه المطابع خلال قرن (من 1728 حتى 1830م) لم تتعد الأربعين كتاباً، بينما أعطى الطهطاوى والحركة الثقافية التى أنشأها ورعاها للأمة أكثر من ألفى كتاب خلال أقل من الأربعين عاماً؟! ولا تسل عن النوعية التى تفرق بين ما طبع فى الآستانة وما طبع فى القاهرة، فالأول كان تكريساً للتخلف وإشاعة للخرافة ومزيداً من محاولات تعويق التقدم، أما الثانى فكان الأساس المتين والخلاق لبناء عصر التنوير والبعث والإحياء.
محمد عمارةإن المسلمين أمةٌ واحدة، خرجت من بين دفتي كتاب واحد، وما أوطانها وشعوبها وقبائلها وقومياتها إلا آيات وسور في هذا الكتاب.
محمد عمارةإن كون الإسلام دين الجماعة ورسالة الأمة لا يعني التجاهل ولا الإلغاء لذاتية الفرد أو الأسرة أو القبيلة أو العشيرة أو الشعب، وإنكار ما لهذه الكيانات الجزئية والداخلية من خصوصيات وتمايزات ، وإنما يعني نوظيف كل هذه الوحدات في إطار البناء الأعم والأشمل، بناء الأمة والجماعة، كلبنات متسقة تمثل فيه البنيان الواحد المرصوص.
محمد عمارةإن بلاغة القرآن هي بعض من إعجازه ، وهذه الحقيقة لا يمكن إدراكها ووعيها ، ومن ثم الإيمان بها إلا من قوم قد ارتقت بهم الحاسة الفنية إلى حيث يدركون ما في هذا الكتاب من أسرار الإعجاز وفنون البيان ، فالإيمان بالإعجاز القرآني مرهون بازدهار الحاسة الفنية لدى المسلم ، وبتحويل هذه الحاسة إلى قيمة ملحوظة في الحضارة الإسلامية ، ومن ثم فإن البداهه قاضية بأن يكون القرآن داعياً يزكي تنمية الحاسة الفنية لدى المسلمين !
محمد عمارة« first previous
Page 9 of 9.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.