سافرت اكثر مما سافر السندبادوشاهدت اعظم المدن والبحار وقابلت حمقى يتصورون انهم يوجهون العالم ودخلت اغنى القصور وافقر الاكواخ واستمعت الى منطق الفلاسفة وهذيان العشاق وجربت النجاح والفشل والحب والكراهية والغنى والفقر وعشت حياة مليئة بالتجربة والسفر والقراءة والتأمل لكننى اعترف باننى لم اكتشف معنى السعادة الا خلال هذه اللحظات التى كنا نسجدها فى بيت الله الحرام فى مكة
أحمد بهجتمتى يتحول الانسان من "بحر " الى " مستنقع " ؟؟
عندما ينحصر فى ذاته ولا يحزنه البؤس الانسانى ولا تحركه النماذج الثائرة فى التاريخ حين يتوقف الانسان عن الحب يتحول من بحر الى مستنقع يركد ويلوثه الاعتياد اليومى
والجنة على الارض هى اقتران رجل كالبحر بامرأه كالمدينة
فليس هناك أصفى من مدينة يرقد البحر عند مشارفها وتهب عليها الرياح البحرية من بوابات الارض المتصله
فالصيف من الفصول قليلة القيمة أما الشتاء فله وقاره واحترامه فهو مثل رجل فى الأربعينيات وقد بدأ الشيب يغزو رأسه
وليس هناك شىء يثير المشاعر مثل رجل وقور يبكى
تأملت الشجرة هذا الرحيل المفاجىء بغضب وكبرياء وصمت .. لم تتكلم الشجرة .. ولكنها أصيبت بالكآبة .. وقررت أن السحابة لم تكن تحبها ...
ابتعدت السحابة أكثر حتى اختفت من زاوية الرؤية ... زاد حزن الشجرة وأحست بالفرح فجأة حين سرى فى جذعها سؤال : اذا كانت السحابة لا تحبنى فلماذا غازلتنى بالمطر .؟؟
نعم .. يكفى ان تبتسم الحقيقة أو تفكر فى الابتسام حتى تولد الجنة ... ويتضوع الجو بالأريج المسكر
أحمد بهجتهناك أناس لهم بعدان..
البعد الافقى والبعد الرأسى .. طوله كذا وعرضه كذا
وهناك اناس لهم ثلاثة ابعاد..
البعد الافقى والبعد الرأسى وبعد ثالث هو العمق ..
وقد أضاف اينشتاين بعدا رابعا هو الزمن ..
ولا بأس ان نضيف بعدا خامسا للانسان هو الحب ..
وبغير هذه الابعاد الخمسة لا يستطيع الانسان ان يمارس وجوده كانسان
و أحياناً يغمض الإنسان عينيه و يموت ، دون أن يعرف إجابة هذا السؤال القديم : لماذا جاء إلى هذه الحياة !؟
أحمد بهجتإن أي ورقة تسقط من شجرة تسقط لحكمة ، و ربما خفيت هذه الحكمة عن الشجرة نفسها ، و ربما كان خفاء الحكمة جزء من ابتلاء الأقدار
أحمد بهجتمع كل بعث جديد لهذا الشهر يستيقظ في قلبي شئ .. شئ لست أدرك كنهه أو أعرف حقيقته .. شئ يشبه عذوبة الحب الأول .. أو يشبه غموض الأيام القلقة التي لا نعرف فيها هل وقعنا في الحب أو نتوهم ...
أحس في الليلة الأولى من شهر رمضان أنني أرى من خلال النفس كل نفوس الآخرين في الوجود .. وينمو داخلي الحنين فأود أن أعثر على النملة التي كلمت سيدنا سليمان لأقبّلها .. وأتمنَّى أن ألقى الحوت الذي ابتلع يونس لأربت على رأسه .. وأحلم أن أجد الحمار الذي بعث أمام عُزَير لأحمله على ظهري .. وأفكِّر عبثاً في قبر الهدهد الذي حمل الرسالة لبلقيس وعاد ليحكي لسيدنا سليمان عن عبادتها للشمس ... أين يقع قبر هذا الهدهد .. أي روعة أن يبعث الهدهد لنتحدث قليلاً عن عبادة الشمس ..
في بدايات شهر رمضان أحس نحو الكائنات ، كل الكائنات ، بالحب .. وأحس بالرفق والضعف إزاء قصص الحب الإنسانية والحيوانية والنباتية والجمادية .. ويملؤني إدراك للعلاقة بين تنهد القمر ومدّ البحر وجَزره ، كما أفهم سر الهوى المتبادل بين زهرة عبّاد الشمس التي تحول وجهها نحو أمّها ، حتى يجئ الليل فتنكس عنقها وتنام ..
في شهر رمضان .. أشعر بأن كل شئ في الدنيا يقوم على الحب ، هو الناموس المسيطر الحاكم في الدنيا .. وإن أفسده الناس بالكراهية والرحيل ....
« first previous
Page 11 of 21.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.