كلب ينبح
لا لأي شيئ
إلا ليقتل الوقت
لم يكنّ ينخلن
كنَّ يرقصن على إيقاع المناخل
ثم يخرجن من حجرات المعيشة
ملائكة بيضاء
بغبار الدقيق
إلى أن يلطمهن الأزواج فجأة
فيعُدن مرة ثانية
أشباحاً
في ملابس سوداء
وكلما توجهت رصاصة لصدره
بدقة تامة،
تمر
،لحسن الحظ
من ثقب قديم في القلب
ظل مسجوناً
إلى أن أضاء بياض شعره
ظلام زنزانته
تحللت الموسيقى إلى ماء قذر . تعوي اليوم في آلات تنبيه السيارات.في المطاعم ، في المصاعد ، في الشوارع ، في قاعات الإنتظار ، في التليفونات ، و في الآذان المسدودة بالووكمان.
تحول المستقبل إلى نهر هائل.طوفان من النغمات ، تطفو فيه جثث الموسيقين بين الاوراق الميتة و الأغصان المقتلعة.
أكره قوس قزح
أخاف منه . أخبئ عينيّ في المرات النادرة التي يلون فيها وجه السماء . أحمر . أزرق . أخضر . أصفر . برتقالي . بنفسجي .
كنت الطفل الوحيد في العالم الذي يكره قوس قزح.
ما السبب ؟
أبي كان يمسك دائماً خيزرانة . لم أره ابداً من دون خيزرانة . كأنها إصبع طويل نابت في يده.
وسيلة التفاهم مع الكلاب ، و البهائم ، و .......................... أمي .
تفك ملابسها لتستحم . تقف ، بجسمها السمين ، في الطشت ، و تريني آثار الضربات .أحمر . أزرق . أخضر . أصفر . برتقالي . بنفسجي
أقواس قزح صغيرة تملأ ظهرها و كتفيها.
أبي هو الآخر ، فنان كبير .
يرسم ، بعصاه ، رسوماً ملونة على لحم أمي
أكره قوس قزح.
أكره الأحمر . الأزرق . الأخضر . الأصفر . البرتقالي . البنفسجي.
أحب السواد
علبة سلمون .. كوبي
و لحافي شِوال قديم
دوبارة رباط جزمتي
و حبيبتي كلبة الجيران .
الناموس فراشات دارنا
نجفة السقف عنكبوتة
حفلة السواريه صوت صرصار.
شجرة الصفصاف شمسية
شاطئ الترعة البلاج
و سحابة آيس كريم.
عمي بنْته البلهارسيا
أمي ملكة شعب الدجاج
أبي
آه من أبي ،
ربّاني
بكل خبرته
في تربية البهائم.
يدكِ :
أحب يدك
صديقة الأواني و الأكواب و الملاعق
الناعمة
من دهان السمن في الطاسات
الدافئة
من لسعات الطواجن
الراقصة البارعة مع السكين
ملكة المطبخ.
أحب يدك.
يداك التي لا تكتب
و لا تعزف
و لا ترسم
يدك التي بلا قبلة و لا وردة
بلا مانيكير
و لا خواتم
أحبها تحديداً
لهذا الوسخ الخفيف
تحت الأظافر.
شِرش الجزر
مغرفة الأرز
صحن القطة
منفضة المخدات
فرشاة البلاط
لوفة ظهري
بطة طشت الغسيل.
و أنا أمشي معك
أمسك بها بقوة
أعرف أنك ستطعمينها ،
دون تردد ،
لطفل جائع !
جسدها الذي سَيُدفَن ويختلط بالتراب
لن يُنبِت تفاحة أو وردة .
سينبتُ صبّارة .
مُسَكَرة !
سأكونُ نذلاً و أبتسم .
عماد أبو صالح« first previous
Page 3 of 7.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.