فجأة قذفت الريح على القضبان الحديدية للشراقة صفحة كاملة من جريدة علقت هذه الصفحة بين القضبان !.أنظار جميع من في المهجع تعلقت بهذه الجريدة العالقة بين القضبان في السقف ، تهزها الريح ويسمع الجميع صوت خشخشتها سمعت البعض يدعون ويبتهلون إلى الله ان يسقط الجريدة داخل المهجع وان لا يجعلها تطير بعيدا
كما تمنى الجميع تمنيت أنا أيضا أن تسقط الجريدة داخل المهجع ، منذ أن أصبحت في بلدي لم أر حرفا واحدا مطبوعا الجميع مثلي شوق حقيقي لرؤية الحرف المتلصقة الكلمات المطبوعة!.هذه جريدة وفي الجريدة أخبار ونحن منذ أكثر سنتين تاريخ قدوم آخر نزيل إلى المهجع ، لم نسمع شيئا عما يدور خارج هذه الجدران الاربعة .
سمعت نسيم يقول : يارب .. يارب .. ولك يال انزلي .
كان يخاطب الجريدة ، نظرت اليه ، أنظاره معلقة بالجريدة عاليا .
الكثير من الناس وقف منتصبا ، الكثير أزاحوا عن وجوههم القمشة التي تلثموا بها ، من لم يقف اعتدل في جلسته ، بعض من وقف مشى بشكل عفوي إلى تحت الشراقة ، الرأس مرفوع والعين معلقة .. الانظار تتابع تراقص الجريدة بين القضبان !.
واحد من الواقفين تحت الشراقة ، وهو من الفرقة الفدائية ، نظر إلى الناس وقال بصوت مسموع للجميع :- يا شباب .. هرم ؟. على أثر سؤاله هذا قفز العديد وهم يقولون : - هرم .. هرم .. هرم ! .
لم تستغرق عملية بناء الهرم البشري وانزال الجريدة أكثر من عشر ثوان تقريبا ، لكنها ثوان مرعبة .. خانقة وحابسة للنفاس !. ان من الممكن أن تكلف العديد حياتهم ، لكنها مرت بسلم . وأصبح لدينا جريدة !

مصطفى خليفة

Tags: السجن التعذيب-إقرأ جريدة سوريا



Go to quote


هناك شيئًا في داخلي يرفض الفرح .. يرفض لأنه لا يستطيع ،
لا يستطيع أن يقفز فوق جدار عال ٍ
وصلد من الحزن المتراكم طوال هذه السنوات

مصطفى خليفة


Go to quote


الفائض الرئيسي في السجن هو الوقت ،
هذا الفائض يتيح للسجين أن يغوص في شيئين ..
الماضي .. و المستقبل
وقد يكون السبب في ذلك هو محاولات السجين الحثيثة للهرب من الحاضر و نسيانه نسيانًا تامًا .
و الغوص في هذين الشيئين قد يحولان الإنسان إما إلى ..... إنسان حكيم هادئ ،
أو إلى شخص نرجسي عاشق لذاته ومنكفئ لا
يتعاطى مع الآخرين إلا في الحدود الدنيا ،
أو إلى ..... مجنون !.

مصطفى خليفة


Go to quote


أنا أؤمن بقول يقول إن الإنسان لا يموت دفعة واحدة ،
كلما مات له قريب أو صديق أو واحد من معارفه
فإن الجزء الذي كان يحتله هذا الصديق أو القريب ...
يموت في نفس هذا الإنسان !..
ومع الأيام وتتابع سلسلة الموت ...
تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا ...
تكبر المساحة التي يحتلها الموت ...
و أنا يا لينا ... أحمل مقبرة كبيرة داخلي ، تفتح هذه القبور أبوابها ليلاً ...
ينظر إليّ نزلاؤها .. يحادثونني ويعاتبونني .

مصطفى خليفة


Go to quote


الصلاة ممنوعة منعًا باتًا بأوامر من مدير السجن ، وعقوبة من يقبض عليه متلبسًا بجرم الصلاة الموت ، ورغم هذا كانوا لا يفوتون الصلاة

مصطفى خليفة


Go to quote


في السجن الصحرواي ، سيتساوى لديك الموت والحياة ، وفي لحظات يصبح الموت أمنية

مصطفى خليفة


Go to quote


حفلة الإعدامات ، تتم في يومي الإثنين والخميس ، أعتدت مشاهدتها حتى ذهبت تلك الرهبة التي كانت تصيبني عند رؤيتها

مصطفى خليفة


Go to quote


أتجوّل هائمًا على وجهي في الشوارع و الطرقات و الحدائق
حولي الكثير من الناس , لكني لا ألحظُ الوجُوه !
أحسُّ الناس كتلة هلامية , أو كتلة أثيرية ,
جزء من الهواء المُحيط بي , لا أُلاحِظُ شيئًا أو وجهًا !
فالإنسانُ عادةً لا يَرَى الهواءَ المُحيط به !

مصطفى خليفة


Go to quote


لكل إنسان لغة تواصلٍ خاصة به , يستخدمُها بإقامة العلاقات المتفاوتة بالبعد و القرب عن الناس ..
هذهِ اللغة , لغتي الخاصة بالتواصل مع الناس , مفقودة / ميّتة !
و الأكثر من ذلك أنّهُ ليس لديّ الرغبةُ بالمطلق في إيجاد لغة تواصلٍ جديدة , أو إحياء القديمة !

مصطفى خليفة


Go to quote


إذا أردت لأفراد تنظيم ما أن يأكلوا بعضهم,اسجنهم سوياً

مصطفى خليفة


Go to quote


« first previous
Page 2 of 4.
next last »

©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab