نظرتُ إلى الثوب الممزَّق في تمثال يسوع، ثم إلى الرداء الموشَّى للأسقف! ملابسُ يسوع أسمالٌ باليةٌ ممزقةٌ عن صدره ومعظم أعضائه، وملابسُ الأسقف محلاةٌ بخيوط ذهبية تُغطيه كله، وبالكاد تُظهر وجهه. يَدُ يسوع فارغة من حطام دُنيانا، وفى يد الأسقف صولجان أظنه، من شِدَّةِ بريقه، مصنوعاً من الذهب الخالص. فوق رأس يسوع أشواكُ تاج الآلام، وعلى رأس الأسقف تاجُ الأسقفيةِ الذهبي البرَّاق.. بدا لي يسوع مستسلماً وهو يقبل تضحيته بنفسه على صليب الفداء ، وبدا لي كِيرُلُّس مقبلاً على الإمساك بأطراف السماوات والأرض.
يوسف زيدانTags: عزازيل يوسف-زيدان
فهذا العالم بكل ما فيه، وكل من فيه ، لا يستحق قلق المؤمنين.
يوسف زيدانيظل الظنّ يندفع فينا بظنًّ جديدٍ، حتى يأتينا اليقين بعد حين. أو لا يأتي، فنبقى متقلَّبين بين غَفَلات الظنون.
يوسف زيدانوأدرك أنه صار ميتاً مثل كثيرين من حوله يتحركون ولكن لا يعرفون أنهم فارقوا حياتهم.. لحظتها مَسَّ قلبه يقين الموت، فارتاح، لأن الفناء راحة
والحياةَ مِحَالٌ.
فأدركت أنه نهر كبقية الأنهار، وأن بقية الأشياء كبقية الأشياء، لا يتميز منها إلا ما نميزه نحن بما نكسوه من وهم و ظن و إعتقاد
يوسف زيدانفي جوف ليلةٍ غبراءَ هجمت عليه أسئلة صوادم: أتراني متُّ يوم عودتي من الإسكندرية، آخر مرة، أو بعدها بقليل؟ فما أنا إلا روحٌ حائرة تُراوح بين المحال، وتتنقل هائمة من دون بدن يثقلها. أم تراني على العكس، صرتُ بدناً توارت عنه الروحُ من بعد فراق نورا.
يوسف زيدانTags: فراق
سأل نفسه: لماذا يستزيد الناسُ دوماً من المال، ويحبون اكتنازه مهما زاد عن الاحتياج؟ أتراه يعطيهم شعوراً خادعاً بالأمان، أم يشاغلهم عن الانشغال بفنائهم المحتوم في نهاية المطاف؟
لم يجد إجابة واضحةً فطوى السؤال، وردم عليه برمال الميل الدنيوي والطبيعة الداعية جميع البشر إلى الاستكثار مما يمكن عدّه، إلا الأنفاس الآخذة في التناقص حتى لحظة النفاذ. لا ينفلت من هذا القيد إلا الذين اصطفاهم الله ونجَّاهم من الأوهام، أو قهرهم حين حرمهم من الأحبة.
Tags: مال-فناء
ليلتها أراد استعادة ذاته فانتفض قائماً من سريره، وأضاء غرفته التي كانت حالكة، وبيدٍ ترتجف وقلبٍ يضطرب، أخرج صفحات أشعاره وراح يحدق فيها كغريق ينظر إلى خشبةٍ تطفو بعيداً، بعدما عجز عن التعلق بها.
يوسف زيدانقرَّ في قلبه أنه وجودٌ جمد فيه الوجود. وآمن بأن الحياةَ مُحال.
يوسف زيدانTags: وجود
شَعر لوهلةٍ بأن للأبقار في الحياة حظوظاً متفاوتة، فقد ذكّرته الأبقار الراضية هنا، الهانئة، بأبقار السودان اليابسة العجاف،الكادحة طيلة النهار لطلب الكلأ الشحيح من الأرض المجدبة. مع أن النيل يجري بقلبها. لا نيل هنا، ولا أنهار، لكن الأبقار لا تشكو الجوع في ربيع أو خريف، لأن حظوظها أفضل...
أفضل حتى من بعض الناس في السودان ومصر، ممن لا يحلمون بالأجواء المكيفة، والرعاية التامة، والاهتمام. ابتسم بمرارةٍ حين أدرك أن من البقر ما هو أسعد حالاً من البشر.
Tags: حظوظ
« first previous
Page 16 of 57.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.