كان دعائه الدائم:
اللهم رضني بقضائك, و بارك لي في قدرك, حتى لا أحب تعجيل ما أخرت, ولا تأخير ما عجلت
و لما كان جوهر السلطه في نظر القداسه, الخضوع المطلق لحقوق الناس الذي يلي الخليفه أمرهم, و يحمل مسؤولية مصائرهم, فإن مكانه إذن أن يكون بين أيديهم, و ليسوا هم الذين بين أيديه
خالد محمد خالديقول عمر بن عبد العزيز:
لو أن كل امرىء لا يأمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر حتى يٌلزم بذلك نفسه, لما كان هناك أمر بالمعروف و لا نهي عن المنكر, و لقل الواعظون و الساعون لله بالنصيحه
كان يدعو ربه دائماً فيقول:
اللهم انفعني بعقلي
و نلتقي به, و قد قامت فرقة من الخوارج هم "حرورية الموصل" يسيحون في البلاد ناشرين أراءهم و أفكارهم.. و يكتب إليه حاكم الموصل, يستأذنه في قمعهم و اسكاتهم.
يجيبه أمير المؤمنين و يقول:
إذا رأوا أن يسيحوا في البلاد في غير أذى لأهل الذمه.. و في غير أذى للأمه, فليذهبوا حيث شاؤوا.. و إن نالوا أحداً من المسلمين, أو من أهل الذمه بسوء فحاكمهم إلى الله.
بالله ما أعدله, و ما أروعه
إنه لا يرى لنفسه حقاً -أي حق- في الحجر على آراء الأخرين و لا في الوصايه عليهم
و لكم كان صادقاً حين قال:
لو وكلني الله إلى نفسي لكنتُ كغيري
و امير المؤمنين -عمر- لا يدرك عظمة الشورى و قيمتها إدارك حاكم عادل صالح فحسب... بل إنه ليدرك كذلك جوهرها إدراك فيلسوف.
فهو لا يرى فيها مجرد تنظيم عادل لعلاقة السلطه بالأمه , و تبادل المسئوليه تجاه الدوله و المجتمع... بل يمضي في اتجاه التحليل النهائي لجوهرها و وظيفتها, ليرى ذلك متمثلاً في ظفر كل فرد بحقه في اختيار اقتناعه.. و حق هذا الإقتناع في التعبير عن نفسه, في غير زيف و لا غموض.
ذلك أن الناس حين يزيفون اقتناعهم بسبب رغبه أو رهبه, فإنه يستحيل في الوقت نفسه و للسبب نفسه معرفة آرائهم
إن شر ألوان الخوف، هو الخوف من أنفسنا
إنك قد تخاف "شبحا". و لكن خوفك سينتهى باكتشاف حقيقته
و قد تخاف "ظالما" و لكن خوفك سينتهى بانتهاء ظلمه
و قد تخاف فقرا، أو مرضا، أو كربا و لكن خوفك سينتهى بمجاوزة الفقر إلى الغنى، و المرض إلى العافيه، و الكرب إلى الفرج
أما حين تخاف نفسك .. فإنك تصاب بشر ما يمزقك
لماذا ..؟؟
لأن نفسك لا تفارقك أبدا، و لو غادرت الأرض إلى السماء، و إذا فستظل مخاوفك معك، تحيط بك، و تملى لك، و تفقدك سكينه نفسك، و تتبر وجودك تتبيرا
و خوف النفس ينميه الفهم المغلوط لطبيعتها و المبالغة فى تجسيم أخطائها
عندئذ يلفح الضمير نوع ردئ قاس من الشعور الحاد بالإثم، يشطر الذات الواحدة شطريين، و يقسمها إلى معسكريين ..
و يشعل فى الشخص الواحد المنقسم على ذاته "حربا أهليه" مضنيه
وتكون افعالنا شريرة , لا بقدر ما تحمل من شر , فليس للشر وجود ذاتى , بل بقدر ما تعزلنا عن العلاقات الرشيدة الصحيحة الفاضلة التى تربطنا بالحياة وتربط الحياة بنا ...
خالد محمد خالدإني لاأرفض إنسانا لأن فيه خطأ أو اثنين أو عشرة وأرفض معه بقية فضائلة فقد توجد فضيلة واحدة تزن صلاح مائة عابد
خالد محمد خالد« first previous
Page 2 of 5.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.