من علمّك أن تتخذ من الأبواب مشاجب لأيامك.. وتمضي؟
هديل الحضيفلا أعرفنـــي مــؤخـرا
لا استطيع التأكــد,مـا إن كـــانت هــذه المـــلامـــح تخصنــــي.. أم تعـــودإلــى..
من أصبحتهـــا..!
اعتدت على أصــدقـاء ذاكرتني, الذين يمضون ولا يعــودون..
والعتمــة التـــي اكتنفتنــي طويــلا.
فجــــأة,
أصـبحــت أقــرأنـــي كثيــــرا
وأسمعنــي كثيـــرا
ولا أتعـــرف علــيّ أبـــدا..
لــم أعتــــد هـــذه المـــرايــا..
ولا شكـــل الأبــواب حين تفتـح..
الستـــائـــركــانت تخفي عني ركــض الخــارج..
وأنـــا كنت ألـــوذ كثيــــرا بـــوحـــــدتـــــي..
مخيــــف أن أعــــود للنهــــار, دون أن يعبــــرنــــي فجـــــر!!
حواسي تضمر..
ينهش من أطرافها ليل خلى منك، ورسائل لا يعود ساعي البريد بـ ( جواباتها ) !
هذا ضباب كثيف . .
رؤية غائمة .. وأرواح يعتريها التيه
..لا أحد هنا يا أصحاب ..كلهم يحبذون الاختفاء ..
لا يريدون من يذكرهم بأيامهم القديمة ، بعد أن حققوا انتصاراتهم ..
ويفضلون ان يموت الجميع قبل أن يخرج إليهم وجه قديم .. يذكرهم بالزمن الحالك ..
يا أصدقاء :
لاتنسوا الرفاق القدامى في خضم بهجاتكم ..
لاتديروا لهم وجها أسودا ؛ لأنهم مازالوا يستجدون سماواتهم ..في حين أن سماءكم أمطرت .. وأخرجت لكم الأرض من خيراتها . .
يا أصدقاء :
لا نريد منكم أن تقتسموا أفراحكم ، أو أن تقتطعوا منها لتعطونا ..
لانريد أن تبخسوا من ضحكاتكم شيئا ..
إن كان وجودنا يغمز خاصرة بهجتكم ..لنا في الحياة متسع بعيد عنكم . . وإن كان سيعترينا ألم لن تشعروا به ..
أن تصحو مستعاراً، على وقع منبه مستعار، و هاتف لا يخصك يرن بالقرب من رأسك، فضلاً عن رسائل من المفترض أن لا تصل إليك.
كل ذلك محتمل، ومن المحتمل أن يكون صوتك لا يشبهك، وعيناك تحدقان في ما لا يعنيك عادة.
كان من الممكن أن أستمر في مهنة الاستعارة هذه، إلى أجل،
لولا نوافذي التي فقدتها، وأبوابي التي غدت جدراناً، وموتاً أصبح جديراً بي، لكني لن أجد من يعيرني نافذة أو باباً.. ولا حتى موتاً يليق! !
القلوب التي تتفتح لأول مرة؛ يطعنها أن لا تجد المطر بانتظارها..
لكنها ستتعلم كيف تكون أقوى حيال شمس قارسة ،
وتتقن مع الوقت التحايل على الموت المتربص بها..
وربما ستدلّ تلك القلوب طرق الهجرة إلى سماوات تعرف لغة الماء!
بالمناسبة، لا تصيب القلوب من المرة الأولى!
لم يمت أحد صباح اليوم.. أليس كذلك؟ ولا حتى عصفور قلبي الذي طار وحيداً ولم يعد!
هديل الحضيفيبدو وكأن أواني قد فات..
وكأن كل ما كان، من أجل أن يعتدل مزاج قلبك الذي أرهق في الفترة الماضية..
كان يجب أن أعرف ذلك من البداية، كان يجب أن أعرف أني كنتُ سلّما لا أكثر..
« first previous
Page 7 of 12.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.