المسألة ليست هي النصر ..إنما هي تربية الجماعة المسلمة،التي تعد لتتسلم قيادة البشرية ..البشرية بكل ضعفها ونقصها وبكل شهواتها ونزواتها وبكل جاهليتها وانحرافها ..وقيادتها قيادة راشدة تقتضي استعدادا عاليا من القادة
Sayyid Qutb...وبدأ خلق الإنسان من طين"
قد يكون ذلك إشارة إلى بدء نشأة الخلية الحية الأولى في هذه الأرض، وأنها نشأت من طين، ومن الخلية الحية نشأ الإنسان. ولا يذكر القرآن كيف تم هذا، ولا كم استغرق من الزمن ومن الأطوار، فالأمر في تحقيق هذا التسلسل متروك لأي بحث صحيح، فليس في هذا البحث ما يصادم النص القرآني القاطع بأن نشأة الإنسان الأولى كانت من طين.
وقد يثبت التطور على نحو ما يقول دارون أو على أي نحو آخر، ولكن يبقى النوع الإنساني متميزا بأنه يحمل خصائص معينة تجعل منه إنسانا، ليست هذه الخصائص نتيجة تطور آلي إنما هي هبة مقصودة من قوة خارجية.
Sayyid Qutbينبغي أن يكون مفهوما لأصحاب الدعوة الإسلامية أنهم حين يدعون الناس لإعادة إنشاء هذا الدين ، يجب أن يدعوهم أولا إلى اعتناق العقيدة - حتى لو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين ، وتشهدد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون!- يجب أن يعلموهم أن الإسلام هو أولا اقرار عقيدة لا إله إلا الله بمدلولها الحقيقي ، وهو رد الحاكمية لله في أمرهم كله وطرد المعتدين على سلطان الله بادعاء هذا الحق لأنفسهم ، إقرارها في ضمائرهم وشعائرهم وإقرارها في أوضاعهم وواقعهم ..
Sayyid Qutbإن الرغبة يجب أن تنبثق من إخلاص العبودية لله والتحرر من سلطان سواه ، لا من أن النظام المعروض عليها في ذاته خير مما لديها من الأنظمة في كذا وكذا على وجه التفصيل ..
إن نظام الله خير في ذاته لأنه من شرع الله .. ولن يكون شرع العبيد يوما كشرع الله ولكن هذه ليست قاعدة الدعوة . إن قاعدة الدعوة أن، قبول شرع الله وحده أيا كان ، ورفض كل شرع غيره أيا كان ،هو ذاته الإسلام ، وليس للإسلام مدلول سواه ، فمن رغب في الإسلام ابتداء فقد فصل في القضية ، ولم يعد بحاجة إلى ترغيبه بجمال النظام وأفضليته .. فهذه إحدى بديهيات الإيمان !
ينبغي أن تطول مرحلة بناء العقيدة ، وأن تتم خطوات البناء على مهل ، وفي عمق وتثبت ،،ثم هكذا ينبغي ألا تكون مرحلة دراسة نظرية للعقيدة ، ولكن مرحلة ترجمة لهذه العقيدة أولا بأول في صورة حية متمثلة في ضمائر متكيفة بهذه العقيدة ومتمثلة في بناء جماعي وتجمع حركي ، يعبر نموه من داخلة ومن خارجة عن نمو العقيدة ذاتها ، ومتمثلة في حركة واقعية تواجه الجاهلية وتخوض معها المعركة في الضمير وفي الواقع كذلك ،لتتمثل العقيدة حية ، وتنمو نموا حيا في خضم المعركة .
Sayyid Qutbبربك علّمي اللحْنا، يرجع غنوةَ الأملِ
ويبهجُ هذه الدنيا، ويبعث نشوة الجذِلِ
فيدعو الكون للعملِ!
كأنها همس جن او ملائكة ،،، أسرّ عن عالم الإنسان كتمانا
تسيل في النفس والأسماع مرهفة ،،، وإن للنفس مثل الجسم آذانا !
إن هناك حزبين اثنين في الأرض كلها: حزب الله وحزب الشيطان.
حزب الله الذي يقف تحت راية الله ويحمل شارته. وحزب الشيطان وهو يضم كل ملة وكل فريق وكل شعب وكل جنس وكل فرد لا يقف تحت راية الله.
Tags: سيد-قطب
إن الإسلام يلقى بذوره، ويقوم على حراستها؛ ويدعها حينئذ تنمو نموها الطبيعي الهادئ وهو واثق من الغاية البعيدة.. ومهما يحدث من البطء أحياناً، ومن التراجع أحياناً، فان هذا شأن الفطرة.. والزارعة قد تسفى عليها الرمال… وقد يأكل بعضها الدود.. وقد يحرقها الظمأ. وقد يغرقها الري. وقد تصاب بشتى الآفات … ولكن الزارع البصير يعلم أنها زرعة للبقاء والنماء، وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى الطويل. فلا يعتسف، ولا يقلق. ولا يحاول أن ينضجها بغير وسائل الفطرة الهادئة اليسيرة... ومن ثم يصاحبها اليسر، وتسهل تكاليفها على النفوس..
Sayyid Qutb« first previous
Page 8 of 8.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.