ولا بد هنا من إشارة إلى الهدر الذي تفرضه نُظم التحريم ، والذي يتآزر مع الهدر الذي تُمارسه العصبيات والاستبداد ، وهو الحب المهدور وملفه الكياني الممنوع .
العاطفة بما هي أشد وأسعى مُحركات الوجود الإنساني تُصادر وتُمنع . ومعها يُبتر كيان الانسان وتوقُه إلى الوجود النابض بالحيوية ، المُتعطش إلى الامتلاء العاطفي وما يحمله من طمأنينة ذاتية ، تجعل الإنسان يُحس أنه بخير وأن الدنيا وناسها بخير ، وأنه مُتآلف مع هذه الدنيا وناسها . هدر العاطفة يُكمّل ثلاثي هدر العقل والوعي والانتماء . يُصادر الحب كما يُصادر العقل والوعي وبالتالي نكون بصدد كيان سُلبت منه حيويته وحياته : ممنوع أن تكون فكريًا ، محروم أن تكون انتماءً و افتخارًا وثقة وطمأنينة على مستوى الهوية ، ممنوع أن تكون عاطفيًا . وهكذا تُفرض هزيمة كلية كيانية في أوطان مهزومة وحُكام يتربّعون على أنقاض كيانات وطنية . وتسوغ الهزيمة بمبررات شتّى تغذيها جوقة أبواق السُلُطات ، وتُستكمل بهزيمة ذاتية على مستوى العقل والوعي ، كما على مستوى العاطفة والحب وما يُفجرانه من زخم حي . تلك هي إحدى حالات الحِصار الكلي وقمقمة الوجود . ومن هنا تعلق الناس بخفقات الحياة التي يجدونها في شعر بعض الشعراء في الحب والوطنية ، حيث يشعر المرء للحظات بعودة الروح . يُشكل هؤلاء الشعراء صوتًا ناطقًا نيابة عن الناس يصرّ على التعبير عن فرحة التعبير عن الكيان المليء حبًا ووطنية .
ليس من منافس لملوك الدنيا في السيطرة على الناس,سوى ملوك الآخرة:الملك يحكم الأبدان ويتصرف بالأرواح من خلال رجال الدين .
وهكذا يقع الناس في القيد المزدوج أو الخطر المزدوج على العقول والنفوس من خلال ثنائية التجريم السلطوي والتحريم الديني
يبرز التخلف كهدر لقيمة الانسان. انه الانسان الذي فقدت انسانيته قيمتها, قدسيتها, و الاحترام الجدير به.
مصطفى حجازيMots clés انسان قهر التخلف-الاجتماعى-العلم
فالاستبداد ليس مجرد حجب الديموقراطيه او منع الحقوق بل هو علاقه مختلفه نوعياً تقوم علي اختزال الكيان الانساني للاخرين علي مستوي ((الرعيه)) التي تعني لغوياً القطيع من الاغنام او الاكباش الذي يمتلكه السلطان و يحميه و يرعاه و الذي يهلك بدون هذه الحمايه و الرعايه لانه لا يملك القدره او الاراده علي الامساك بزمام المصير
مصطفى حجازيالذهن المتخلف يعاني من قصور الفكر النقدي, إنه متحيز بشكل تلقائي نظرا لتدخل العوامل الانفعالية والعاطفية في أوالية التفكير. وهو قطعي في تحيزه, فإما أن يكون مع أو ضد أمر ما. ويبدو قصور الفكر النقدي بالتالي من خلال العجز عن الجمع في سياق واحد بين الأوجه الموجبة والأوجه السالبة لمسألة ما, بين المميزات والعيوب.
فقط هذا الجمع يسمح بتلطيف الأحكام, وزيادة قدرتها التمييزية, وبالتالي زيادة فعاليتها من خلال التقدير الفعلي لوزن ومدى الأوجه المختلفة للظاهرة.
ليس أشد قسوة وبطشا في التعامل مع المواطن المستضعف [...] من الشرطي الذي كان مستضعفا ومسحوقا قبل دخوله سكل الشرطة. إنه يتحول من انسان مهدد إلى مستبد يتشفى ممن لازالوا مستضعفين. يصب عليهم كل عنته وحقده المتراكم، في حالة من التنكر التام لانتمائه الأصلي وشرطه الانساني السابق. وهو يشتط في استعراض بعض مظاهر وروموز القوة والسلطة في وضعه الجديد.
مصطفى حجازيإذا أصابني سوء أو فشل أو تعثر فليس بسبب قلة حيلة وتدبير، أو جهد، بل لنتيجة حسد الآخرين الذي يتربصون بي ويريدون تحطيمي أو بقائي في موقع الفشل والمعاناة.
مصطفى حجازيالانسان المقهور يراهن على خلاصه على يد الزعيم المنقذ دون أن يعطي لنفسه دورا في السعي لهذا الخلاص، سوى دور التابع المعجب المؤيد دون تحفظ، والمنتظر للمعجزة.
مصطفى حجازيأينما وجدت عناصر المصادفة والحظ كان احتمال القابلية للتطير كبيرا. ولذلك يأتي في مقدمة المتطيرين: المقامرون، والصيادون والمحاربون" ونضيف إليهم المقهورين الذي على مقدراتهم لا يسيطرون
مصطفى حجازيكلمة (خناقة) مثيرة في دلالتها الرمزية، فكأن الصراع لا يمكن أن يكون أقل من عملية خنق متبادلة.
مصطفى حجازي« ; premier précédent
Page 8 de 15.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.