طبعا.. ستتعلمين كيف تتخلين كل مرة عن شيء منك، كيف تتركين خلفك كل مرة أحدا..أو
مبدأً..أو حلما. نحن نأتي الحياة كمن ينقل أثاثه وأشياءه. محملين بالمباديء.. مثقلين بالأحلام..
محوطين بالأهل ولأصدقاء. ثم كلما تقدم بنا السفر فقدنا شيئًا ، وتركنا خلفنا أحدا، ليبقى لنا في
النهاية ما نعتقده الأهم. والذي أصبح كذلك، لأنه تسلق سلم الأهميات، بعدما فقدنا ماكان أهم
منه!
كيف.. وقد كنا شعباً يصدر إلى العالم الثورة والأحلام، أصبحنا نصدر البشر، ونستورد الأغنام؟
أحلام مستغانميأطالب لحبنا بشرعية الضوء. أريد أن أراكِ..أن
ألمسك.. أن أقول لك أشياء دون أن نكون مجبرين على الكلام.
إنه زمن عجيب حقًا، اختّلت فيه المقاييس، وأصبحت فيه الشعوب تصنع تماثيل لحكامها. على
قياس جرائمهم.. لا على قياس عظمتهم!
الأجمل يأتي دائماً متأخراً.. يا سيدتي!
أحلام مستغانميلا أدري كيف مات غضبي.
الآن فقط اكتشفت أنه مات. وأنني فقدت ذلك الحريق الجميل، الذي كثيرا ما أشعل قلمي
وأشعلني في وجه الآخرين.
ألا تكون لك قدرة على الغضب، أو رغبة فيه، يعني أنك غادرت شبابك لا غير. أو أن تلك
الحرائق غادرتك خيبة بعد أخرى. حتى أنك لم تعد تملك الحماس للجدل في شيء. ولا حتى في
قضايا كانت تبدو لك في السابق من الأهمية، أو من المثالية، بحيث كنت مستعدا للموت من
أجلها!
فالحب كالموت. هما اللغزان الكبيران في
هذا العالم. كلاهما مطابق للآخر في غموضه.. في شراسته.. في مباغتته.. في عبثيته.. وفي
أسئلته.
أقاوم رغبة جارفة في البكاء، وكأنني كنت أنتظرها لأنهار باكية. ولكنني لا أفعل؛ أواصل
الاستماع إليها تحكي.. وأنا سرا أبكي.
أدري أن كل إنسان عفيف، يحمل في داخله قدرا كافيا من القذارة، قد تطفو يوما فتغرق
حسناته، تماما كما أن في أعماق كل إنسان سيء، شعلة صغيرة للخير، ستضيء داخله يوما ،
في اللحظة التي يتوقعها الأقل.
أتذكر تلك المقولة الساخرة "ثمة نوعان من الأغبياء: أولئك الذين يشكون في كلّ شيء. وأولئك
الذين لا يشكون في شيء."!
« ; premier précédent
Page 34 de 170.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.