وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله"، وقوله تعالى "من مثله" فيه وجهان:
أحدهما: أن الضمير في "مثله" للقرآن المُعبَّر عنه بقوله "مما نزلنا".
والثاني: أنه لعبدنا، وهو أرجح، بدليل "مِن" الداخلة على "مثله" الدالة على النشوء، أي فإن كان أحد ممن يماثل الرسول بالأمية يقدر على الإتيان بسورة فليفعل.
ذلك مهب البلاء على كل حاكم، ومنبع الشقاء لكل أمير: أن يتّخذ له عمّالاً في الخفية غير الذين أقامهم على الأعمال في الجهر..
محمد عبدهو زد على ذلك اكبر بدعة عرضت على نفوس المسلمين و هد بدعة الياس من انفسهم و من دينهم, و ظنهم ان فساد العامة لا دواء له, و ان ما نزل بهم من ضر لا كاشف له, و انه لا يمر عليهم يوم الا و الثانى شر منه. مرض سرى فى انفسهم و علة تمكنت من قلوبهم, لتركهم المقطوع به من كتاب ربهم و سنة نبيهم, و تعلقهم بما لم يصح من الاخبار او خطئهم فى فهم ما صح منها, و تلك علة من اشد العلل فتكا بالأرواح و العقول و كفى فى شناعتها قول جل شانه(إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ (إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
محمد عبدهولا بد في تحقق الإيمان من اليقين، ولا يقين إلا ببرهان قطعي لا يقبل الشك والارتياب. ولا بد أن يكون البرهان على الألوهية والنبوة عقليا، وإن كان الإرشاد إليهما سمعيا. ولكن لا ينحصر البرهان العقلي المؤدي إلى اليقين في تلك الأدلة التي وضعها المتكلمون، وسبقهم إليها كثير من الفلاسفة الأقدمين، وقلما تخلص مقدماتها من خلل، أو تصح طرقها من علل، بل قد يبلغ أمِّيٌّ عِلم اليقين بنظرة صادقة في ذلك الكون الذي بين يديه، أو في نفسه إذا تجلت بغرائبها عليه. وقد رأينا من أولئك الأميين ما لا يلحقه في يقينه آلاف من أولئك المتفننين، الذين أفنوا أوقاتهم في تنقيح المقدمات وبناء البراهين، وهم أسوأ حالا من أدنى المقلدين.
محمد عبدهو زد على ذلك اكبر بدعة عرضت على نفوس المسلمين و هى بدعة الياس من انفسهم و من دينهم, و ظنهم ان فساد العامة لا دواء له, و ان ما نزل بهم من ضر لا كاشف له, و انه لا يمر عليهم يوم الا و الثانى شر منه. مرض سرى فى انفسهم و علة تمكنت من قلوبهم, لتركهم المقطوع به من كتاب ربهم و سنة نبيهم, و تعلقهم بما لم يصح من الاخبار او خطئهم فى فهم ما صح منها, و تلك علة من اشد العلل فتكا بالأرواح و العقول و كفى فى شناعتها قول جل شانه(إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ (إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
محمد عبدهو الحاصل أن الفكر الصحيح يوجد بالشجاعة و هي ههنا قسمان: شجاعة في رفع القيد الذي هو التقليد الأعمى و شجاعة في وضع القيد الذي هو الميزان الصحيح الذي لا ينبغي أن يقرر رأي و لا فكر إلا بعد ما يوزن به و يظهر رجحانه، و بهذا يكون الإنسان حرا خالصا من رق الأغيار، عبدا للحق وحده
محمد عبدهوقد عُهِدَ من أهل البصيرة الاقتداء بالحيوانات، والاستفادة من خصالها وأعمالها. ويُحكى عن بعض كبار الصوفية أنه قال: "تعلمتُ المراقبة من القط."، وعن بعض حكماء المسلمين، أنه قرأ كتابا نحوا من ثلاثين مرة فلم يفهمه، فيئس منه وتركه، فرأى خنفسة تتسلق جدارا وتقع، فعَدَّ عليها الوقوع فزاد على ثلاثين مرة، ولم تيأس حتى تمكنت بعد ذلك من تسلقه والانتهاء إلى حيث أرادت، فقال: "لن أرضى أن تكون هذه الخنفساء أثبت مني وأقوى عزيمة."، فرجع إلى الكتاب فقرأه حتى فهمه.
محمد عبدهوأي إفساد أكبر من إفساد مَن أهمل هداية العقل وهداية الدين، وقطَع الصلة بين المقدمات والنتائج، وبين المطالب والأدلة والبراهين؟! مَن كان هذا شأنه فهو فاسد في نفسه، ووجوده في الأرض مُفسد لأهلها، لأن شره يتعدى كالأجرب يعدي السليم.
محمد عبدهوإن حب الراحة يوقِع في تعب لا نهاية له، وهو تعب البطالة والكسل أو العمل الاضطراري. ومن لا يذوق لذة العمل الاختياري لا يذوق لذة الراحة الحقيقية، لأن الله تعالى لم يضع الراحة في غير العمل.
محمد عبدهفإن من أوجد هذا الإنسان الكريم، وجعله في أحسن تقويم، وركب صورته من تلك الذرات الصغيرة، والنطفة المهينة الحقيرة، والعلقة الدموية أو الدودية، والمضغة اللحمية: لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها.
محمد عبده« ; premier précédent
Page 6 de 9.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.