إن السعادة الإنسانية الصحيحة هي في العطاء دون الأخذ, فما المرءُ إلا ثمرةً تنضج بموادها, حتى إذا نضجتْ واحلوّت؛ كان مظهرَ كمالها ومنفعتها في الوجود أن تهبَ حلاوتها, فإذا هي أمسكت الحلاوة على نفسها ؛ لم يكن إلا هذه الحلاوةَ بعينها سببٌ في عفنها وفسادها من بعد. أفهمت؟
مصطفى صادق الرافعيMots clés العطاء
النوم والقدر والموت كالشئ الواحد أو ثلاثتهما أجزاء لشئ واحد
فالنوم غفلة تُخرج الحي هُنيهةً من الحياة وهو فيها على حالة أخري
والموت غفلة تُخرجه من الحياة كلها إلى حالة أخري
والقدر منزلة بين المنزلتين يقع هيناً على أهل السعادة بأسلوب النوم ويجئ لأهل الشقاء عنيفً فى أسلوب الموت
ولن يجلب شيئاً أو يدفع عن نفسه شيئاً من هذه الثلاثة إلا الذي لم يُخلق على الأرض .
ذلك الذي يستطيع أن يفتح عينيه على الليل والنهار فلا ينام
أو يحفظ نفسه على الصغر والكبر فلا يموت ، او يضرب بيديه على مدار الفلك فيُمسكه ما شاء أو يُرسله .
السعادة تنصرف عنا فى أكثر الأحيان ليكون تلهفنا عليها واهتياجنا لها سعادة على وجه آخر
وكأنما أوشكت لنا من هذه الجهة وهى ذاهبة
وإذا لم يكن الانسان بأشد حاجة إلى الطعام فى وقت منه إلى الجوع فى وقت غيره
فكذلك هو فى غذاء روحه وعواطفه يفقد السعادة وقتاً كالجوع ووقتاً كالصوم
دع الدماغ يحلم نائماً أو متنبهاً
ولكن متى انعدل الليل راجعاً إلى مآبه واستدار النصف المضئ من الكرة
فلا تجعل حُلُمَ الرأس الذى هو أداةُ الخيال سبباً فى عذاب الحواس التى هى أدوات الواقع
واقطع من نفسك أسباب المطمعة الخيالية تجد كل شئ قاراً فى موضعه لا ينحرف ولا يضطرب ولا يتململ
وتذهب احلام النوم فى النوم ، وتأتى حقائق اليقظة مع اليقظة
والتى كنا فى انتظارها فلا يُفاجئنا منها شئ
إن الابرة الممغنطة التى تهدى السفن باتجاها لهى القلب الذى تحمل فيه السفينة روح الأرض
والقلب الإنسانى هو كتلك الإبرة غير انه يحمل روح السماء
ولولا حاسة الإتجاه الإلهى فيه لتمزقت علينا جهات الأرض فى أنفسنا فضَلِلنا فيها
وارتبكنا فى فُتُوقها الواسعة حتى لا يهتدى إنسان إلى الجهة الإنسانية
ولكنا نتغافل عن الحاسة فيه وترى أكثر الناس لا يُقبلون بأنفسهم إلا على جهة أجسامهم
ويطوى أحدهم الدهر الفسيح من عمره وما ارتفع قليلاً ولا كثيراً
بل يكون كالطير فى قفصه يتخبط بين أرض وسماء ، وما بين سمائع وأرضه إلا علو ذراع !
وإن أشد ما كانت الحياة وأشدّ ما هى كائنة على من لا يجد لذة قلبه فيها
وأصعب ما تكون الإنسانية على من يعظم بحيوانيته وحسب
فتراه وكأن مئة حمار ركَّبت منه فى حمار واحد ولكنه حمار عظيم !
هؤلاء الفلاسفةُ الذين تقومُ فلسفتهم على قاعدة علمية, وهي أن الأشياءَ الكثيرةَ لا تكثرُ في النفسِ المطمئنَّةِ.
وبذلكَ تعيشُ النفسُ هادئةً مستريحةً, كأنْ ليسَ في الدنيا إلا أشياؤها المُيَسَّرةُ.
أما النفوسُ المضطرِبَةُ بأطماعِها, وشهواتِها, فهي التي تُبتَلَى بهمومِ الكثرةِ الخياليَّةِ.
ومثَلُها في الهمِّ؛ مثَلُ طُفَيْلِيٍّ مُغفّلٍ, يَحزَنُ لأنَّه لا يأكُلُ في بطنينِ...
Mots clés نور
إذا لم تكثر الأشياء الكثيرة في النفس، كثرت السعادة ولو من قلة. فالطفل يقلِّب عينيه في نساءٍ كثيرات، ولكن أمَّه هي أجملهن وإن كانت شوهاء.. فأمه وحدها هي أمّ قلبه، ثم لا معنى للكثرة في هذا القلب.
هذا هو السر؛ خذوه أيها الحكماء عن الطفل الصغير!
Mots clés قلب كلمات الرافعي نور
إذاَ استقبلتَ العالَمَ بالنفسِ الواسعةِ, رأيتَ حقائقَ السرورِ تزيدُ وتتسِعُ, وحقائقَ
الهمومِ تصغُرُ وتَضيقُ, وأدركتَ أنَّ دنياكَ إن ضاقتْ فأنتَ الضيِّقُ لا هيَ.
Mots clés نور
الدين الصحيح من الدين الصحيح كالأخ من أخيه، غير أن نسب الأخوة الدم ونسب الدين العقل.
وحي القلم - الرافعي
لا حرية هنا في عمل يُفسد خشب السفينة أو يمسه من قرب أو بعد، ما دامت ملجِّجة في بحرها، سائرة إلى غايتها، إذ كلمة ( الخرق) لا تحمل في السفينة معناها الأرضي، و هناك لفظة ( أصغر خرق) ليس لها إلا معنى واحد و هو ( أوسع قبر)...
مصطفى صادق الرافعيMots clés نور
« ; premier précédent
Page 12 de 70.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.