دار رعد ليستْ مكانا،هي أيضا زمن
زمن النهوض مع صلاة الفجر من أجل مذاق التين المقطوف على ضوء الفجر الذي شطبه الندى ونقرته العصافير النشيطة ، زمن جرار الزيت القادم من بابور أبو سيف إلى الرغيف الساخن قبل الذهاب الى المدرسة
وهي ذلك الاحتكاك المفاجيء (والبريء؟) بثدي ابنة الجيران أثناء اللعب والذي فور إحساسك به لا تعود إلى البراءة ولا تعود البراءة إليك .خَلَص لقد عرفت الآن ولو في هوجة اللهو ملمس ثدي الأنثى وما العارف ببريء !
الكتابة غربة ، غربة عن الصفقة الاجتماعية المعتادة ،غربة عن المألوف والنمط والقالب الجاهز ،غربة عن طرق الحب الشائع وعن طرق الخصومة الشائعة . الشاعر يجاهد ليفلت من اللغة السائدة المستعملة إلى لغة تقول نفسها للمرة الاولى ،ويجاهد ليفلت من أظلاف القبيلة فإذا نجح وصار حرا صار غريبا . كأن الشاعر يكون غريبا بقدر ما يكون حرا .نه يتشبث بطريقته الخاصة في استقبال العالم ،وطريقته الخاصة في إرساله . فمن الحتمي أن يستخف به أصحاب الوصفات الجاهزة وأهل العادة والمألوف . يقولون أنه (هوائي) (متقلب) (ولا يعتمد عليه) إلى آخر هذه النعوت المرصوصة كالمخللات فوق رفوفهم .أولئك الذين لا يعرفون القلق أولئك الذين يتعاملون مع الحياة بسهولة لا تليق .
مريد البرغوثيقالت لي السيدةُ المُجَرِّبَة: ثمراتُ التينْ، قَشِّرْها.. عناقيدُ العنب، المسها بشفتيك أولا.. القهوة، خُذها ساخنة.. الزوابع، دع وقارك جانبًا وهي تلوب وتصيح.. الزيارة، اجعلها مرحة.. الشمس، اقترب منها بمقدار وابتعد بمقدار.. القصيدة، لا تنزعج من غموضِها.. اللوحة، لا تدقق كثيرًا في تفاصيلِها.. المسرحية، لا تغادرها قبل النهاية.. الكلمة، لا تحاول استعادتها إذا ذهبت.. المَرْأة، اصنع معها ذلك كُلَّهْ.
مريد البرغوثيسنجعل انقطاع الكهرباء عن بيوتنا حدثاً مهماً لأنه حدث مهم .
سنجعل نظرة الطفل إلى مقعد زميله الفارغ في الصف الرابع الابتدائيّ فصلاً في كتاب الأحياء و القتلى ، و نجعل قصة غرام دمرها الجنود أو دمرها شيخ العائلة أو دمرها غباء العاشقين ذاتهما أمراً مدوّناً في السجلاّت ينبه العالم لـ ضياع قصة غرام تخص العالم ..!
قال الصمت:
الحقائق لا تحتاج إلى البلاغة،
الحصان العائد بعد مصرع فارسه
يقول لنا كل شيء
دون أن يقول أي شيء.
قال الكهل: لم يعد يتحلى بالجرأة سوى الأطفال يؤمنون أن السور بني لنقفز عنه وأن الأصابع خلقت لتلمس النار ولا يرون السلطان العاري في الحكايات مكسوا أبداً.
مريد البرغوثيقالت الأفعى: رغم أن البشر يلعنونني أظل أفضل من بعضهم وعندما ألدَغُ أحداً فإنني، على الأقَلّ، لا أدَّعي صداقتَه!
مريد البرغوثييختلف الناس فى سر القهوة و تختلف اّراؤهم:الرائحة,اللون,المذاق,القوام,الخلطة,الهال,درجةالتحميص,شكل الفنجان و غير ذلك من الصفات.أما أنا فأرى أنه"التوقيت".أعظم ما فى القهوة "التوقيت", أن تجدها فى يدك فور أن تتمناها.فمن أجمل أناقات العيش,تلك اللحظة التى يتحول فيها "ترف" صغير إلى "ضرورة" .
مريد البرغوثيو القهوة يجب أن يقدمها لك شخص ما.القهوة كالورد,فالورد يقدمه لك سواك,و لا أحد يقدم ورداّ لنفسه.و إن أعددتها لنفسك فأنت لحظتها فى عزلة حرة بلا عاشق أو عزيز,غريب فى مكانكزو إن كان هذا اختيار فأنت تدفع ثمن حريتك,و إن كان اضطراراً فأنت فى حاجة إلى جرس الباب.
مريد البرغوثيو القهوة ألوانها مذاقات و أذواق,الشقراء و الغامقة و المحروقة و الوسط,و من ملامح من يقدمها لك,و ظروف تقديمها,تكتسب معانيها المختلفة.فقهوة التعارف الأولى غير قهوة الصلح بعد الخصومة,و غير قهوة يرفض الضيف احتساءها قبل تلبية ما جاء يطلبه.و قهوة الكتابة غير قهوة القراءة ,و هى فى السفر غيرها فى الإقامة,و فى الفندق غيرها فى البيت ,و قهوة الموقد غير قهوة الاّلة. و هى من وجه مرح مليح فى المقهى غيرها من وجه متجهم منكود.و إن قال لك زائر الفجر و هو ينتزعك عن عائلتك و يقتادك بلطف رسمى و ابتسامة مسلحة ,نريدك على فنجان قهوة"عندنا" فهذا أحد أنواع الخطف أو القتل.فالغبى هو من بطمئن لقهوة الحكومة.و قهوة العرس غير قهوة العزاء حيث تفقد القهوة السادة كل معانيها,يديرها على الجالسين المنكوبين ساق منكوب لا يعرف ضيوفه و لا يسألهم كيف يفضلونها,فلا الساقى هو الساقى و لا القهوة هى القهوة و فنجانها مخروطى بلا أذن ,لا يعنيك توقيتها و لا مذاقها و هى اّخر ما يهمك فى يوم كذلك اليوم.كأن اسمها سقط عنها إلى الأبد.
مريد البرغوثي« ; premier précédent
Page 28 de 48.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.