إن لم يكن الفنان محتاجًا إلى المال ليعيش فهو محتاج إليه أحيانًا لينتج .. فالفنان أحيانًا كاالغانية يجب أن يؤخذ بوسائل الإغراء !.. إن المرأة إذا لم تحب من كل قلبها فلابد من إغراقها ببريق الذهب.. و الفنان إذا لم يتفجر ينبوع نفسه لغير شئ ,فلابد من طرقه بفأس من ذهب !.. إنها طبيعة غريبة لا علاقة لها بالطمع و لا بالجشع و لا بالرغبة في الترف.. إنما هي أحيانًا شئ يدخل في نطاق سر النفس الآدمية.أن قلب الفنان و قلب المرأة سيان كلاهما كنز مسحور إن لم يفتح من تلقاء نفسه لأول عابر فلابد من أن يحرق أمامه كثير من البخور.
توفيق الحكيمإن هذا الشئ الحقير الذي سميناه جحشا هو في نظر"الحقيقة العليا" مخلوق يثير الاحترام .. في حين أن كثيرًا ممن سميناهم زعماء و عظماء فركبوه، و لم يبصروا الغرور و هو يركب رءوسهم..هم في نظر "الحقيقة العليا" مخلوقت تثير السخرية !
توفيق الحكيمهنالك مواضيع إذا وخزنى فيها واخز لابد أن أفرز كلاما ..ثم أعود بعدها الى صمتى ووحدتى والتفافى حول نفسى
توفيق الحكيمما الذى روّعه ؟
أهو منظر العظام قى ذاتها، أم فكرة الموت الممثلة فيها، أم المصير الآدمى و قد رآه أمامه رأى العين ؟
و لماذا لم يعد منظر الجثث و العظام يؤثر فى مثلى و فى مثل الطبيب ، و حتى فى مثل اللحاد أو الحراس هذا التأثير ؟ يخيل إلىَّ أن الجثث و العظام قد فقدت لدينا ما فيها من رموز. فهى لا تعدو فى نظرنا قطع من الأخشاب و عيدان الحطب و قوالب الطين و الآجر. إنها أشياء تتداولها أيدينا فى عملنا اليومى. لقد انفصل عنها ذلك الرمز الذى هو كل قوتها؟
.
.
ما مصير البشرية و ما قيمتها لو ذهب عنها الرمز ... "الرمز" هو فى ذاته كائن لا وجود له. هو لا شئ و هو مع ذلك كل شئ فى حياتنا الآدمية. هذا اللا شئ الذى نشيد عليه حياتنا هو كل ما نملك من سمو نختال به و نمتاز على غيرنا من المخلوقات.
وتمثلت له تلك الجمهورية الجميلة التي تخيلها الشعراء والفلاسفة في كل زمان :
جمهورية لا تعرف الفقر ولا تعرف الغني لأنها لا تعرف الذهب , وتعرف السلام لأنها لا تعرف الجشع , الكل فيها مثل فرد واحد .. , والكل يأكل والكل يقرأ , والكل ينعم ,
والكل يلعب ويمرح , أما الذهب فإنهم يصنعون منه مصابيح الطرقات وحوافر الجياد ..
يا للسمـــاء ~ !!
أومستطاع لمثل هذا الحلم الجميل أن يتحقق يوماً علي هذه الأرض ؟!
كأنهم يسمعون شيئا يحسونه كلهم دائما، و لكنهم ما كانوا يجرءون على التعبير عنه او انهم كانوا يجهلون ما يحسون .. يجهلون وجود الجمال في العالم ! و يجهلون وظيفة القلب في كيانهم .. و يجهلون المعنى الاسمى للحياة
توفيق الحكيمما كان ذلك عن طبيعة فيها ، بل هو حياء مصطنع ، لعله ارق سحر تتميز به المصرية!
توفيق الحكيمإني أعيش فى الظاهر; كما يعيش الناس فى هذه البلاد.. أما فى الباطن فمازالت لى آلهتى و عقائدى و مثلى العليا
توفيق الحكيمإننا -أهل الأرض- لننشغل أحياناً بما نصادف من فوز أو لذة أو متعة؛ فنقع فى غشية من غرورنا...
ننسى معها أنفسنا و ننسى السماء وأهلها ... عند ذاك تتركنا السماء فى حقارتنا الأرضية ووحدتنا الباردة ؛ فلا نستيقظ ونرى ما صرنا إليه ؛ إلا يوم نحتاج إلى حرارة العزاء وإلى العطف العلوى .
ما الغرور إلا وجه من وجوه الجهل ، و ما أري الحياة قاسية مفظعة في قسوتها إلا علي الشباب ، لا لشئ إلا لأنه يجهلها ، وهو في جهله لها يثق بها ، و يعتقد أنه يعرفها ، و أنها في متناول يده
توفيق الحكيم« ; premier précédent
Page 39 de 44.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.