فِي مَوسِم الأحزَانِ يَا قَلبِـي
لا تُقاوم إعصَار الوجَع
مُتظَاهراً بِقوةٍ لستَ تملكُهَا
فَسوفَ يكسَرك
فقَط ..
انحني له
حَتَى يَمرَّ بِسَلام
وَ تَمسَك بالصَلاةِ لربِّ الوجَع
كَي يَمنَحكَ ِصَبراً جَميِلاً ...
وأنا طفلة ...
كنتُ أحلمُ دوماً أن يكونَ لي غرفةٌ
سقفها أزرقُ كالسَماءِ
جدرانها زهريةٌ كطفولتي
لها بابٌ سري صغير
يُطلُّ على السحاب
كُنت أراني أسيرُ فوقَ الغيمِ
أرفعُ طرفَ فستاني الأبيض
كي لا يبتلَّ .. فالسَماءُ تبكي
هناكَ .. حيثُ تقيمُ غيمةٌ وحيدة
زرعتُ زهر الليلكَ الجميل
ليمنحَ لونهُ المشرق حياةً جديدة
لغيمٍ حزين ..
كنتُ أتوهجُ وأنا أراقصُ الشمسَ
في المدى ..
وأرى زهرَ الليمونَ
ينبتُ بينَ كفيَّ
وفي خصلاتِ شعَري
شمساً ثانية ...
كانَ حُلماً طفولياً .. بعيدَ المنَال
في مدينةٍ تُمارسُ بالحُلمِ حق الاغتيَال
كَبرتُ أحزانُ مدينتي
وكبرتُ بعدَ حُلمي كثيراً ..
لكنّي لم أكبُر عليه ..
فمازالَ يستفيقُ داخلي
كُلَّ صباحٍ ..
أمنيةً صَبرُها طَويل
...
أدركُ أنَّ بعضَ أمنِيَاتِنَا ليسَت سِوى وهمٍ كَبير
يَبتَلعُنا سَوادهُ مَراتٍ كَثِيرة ...
بَعدَ أنْ يُغرقَنا بِبَريقِ حُضِوره الأول ...
الحُزنُ جزءٌ من إنسانيتِنا
فَـــ ... بِالحُزنِ تَنكشِفُ إنسانيتِنا ونعرفُ حجمَ نقَاءنا
أما الفَـرح ... فهو ضيفٌ عَارض
يحضر لزيارتنا مراتٍ ..
وَ مراتٍ أكثر قد لا يحضُر ...
وحدهُ الحُزنُ من يُرافقُ ُكلَّ مواسِمنا
يهذبُ أنفسَنا ...
يُعلمها الصَبّرَ الجَميِل
الخُلقَ الجَميِل ...
وَ الرقي فِي التَعاملِ مَع الكَائناتِ منْ حولها
فقط كُلّما تذكرنا إنَّ لِكُلٍّ منها " من الوجعِ ما يكفيه
لا شَيء يُحرِقُنَا كَجَمرِ انتِظَارنَا
عَلى شُرفَاتِ الْوقتِ الْضَـائــع
صُـورةٌ مُهْتَرِئة
ورقٌ يحْتَضرْ
قُرابة الأرض كَلِمَاتْ
ذَاك مَا عُدّتْ به من عُمرٍ طَوقْتَهُ بِذراعيك
الْتَفِتوا لِقُلوبِكم منْ وقَتٍ لآخَـر ...
عَانِقُوهَــا ..
قَبِلوهَا ..
اعتَذروا لهَـا وَمنْهَـا
كَمَا تَعتذرونَ للآخَرينْ
فَهي تَستَحق
كَثيِــراً تَستَحق
خُلقتُ غَيمَةً
مِنْ حَرف
وَ خُلقتَ ورقَاً أبيَض
تَنهَمِرُّ عَليهِ رُوحِي
كِلانَا مَطَـر ..
كِلانَا سَمَــاء ..
هناكَ أماكن تبقَى فينَا بعدَ الرحِيل
وثمةَ أماكن نرتحلُ عنها ونحنُ فيها
ثمةَ جُدران أكثر وفاءً من سَاكنِيها ...
تبكينا كما ليسَ يفعلون
وتحفظُ ذكرياتنا كَما لا يحفَظون ..
فَاللجُدرانِ أرواح ٍ
و للأماكنِ أرواحٍ ...
إنَّهُ الْصُبحُ تَفَتَح في عُيونِ الْوردِ
كَابتِسَاماتِ الْصِغَارْ ...
كُنْ نَقِياً أيُهَا الْصُبحُ الْجَميِل
فَأنَــا أَفتَقِدُ الْطُهر فِي زمانٍ
شَابهُ زيفَ الكِبَار ْ ...
« ; premier précédent
Page 8 de 15.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.