نفضت يدي من آمالي، وجلست على شاطئ الماضي أستعرض هذه الآمال التي لفّها العدم بضبابه الكثيف وهي تمر بي كما يمر فلم من أفلام السينما، مغسولةً صفحاتُها بماء قلبي الذي صببته عليها من عيني يوم ودعتها، فأراها تتغلغل في الظلام ليلقيها القدر في هوة الفناء، ونظرت إلى الأمام فلم أرَ فيه إلا ظلاماً حالكاً، فأخذت قلمي لأكتب صفحة جديدة في سِفْر الأحزان.
علي الطنطاويأن حياة الأنسان لا تقاس "بطول" السنين بل "بعرض" الأحداث ..
علي الطنطاويكذلك كل ما تسمعه لا سيما إن سمعتَه في الصغر، إنه بذرة خير أو بذرة شرّ، إذا جاءها "الظرف المناسب" وضعتك على طريق الجنة أو على سبيل النار.
علي الطنطاويلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً إلا إن خالفوا عن أمر ربهم وتنكّبوا صراط شريعتهم، فيكون ذلك تنبيهاً لهم، فإذا عادوا إلى الطاعة والامتثال عادت إليهم الحرية والاستقلال.
علي الطنطاويإن الرقيق المولود في قيد العبودية والناشيء فيها لا يأسى على فقدان الحرية لأنه ماعرفها ولا ذاق طعمها، إن الذي يأسى عليها إن فقدها هو الحر الكريم، الذي عاش عليهاولم يألف غيرها ..
علي الطنطاويوهذه هي الدنيا: علو وانخفاض، وقوة وضعف، نهار مضيء بعد ليل مظلم، وشتاءباكٍ بعده ربيع ضاحك بالزهر، لايدوم على حال إلا الكبير المتعال، ثم تذهب الدنيا ويذهب هذا كله معها، ولا يبقى للإنسان إلاّ إحسان قدمه يرجو ثوابه أو عصيان يخشى عقابه، إلاّ إذا مات على الإيمان وأدركته نفحة عفو الرحمان..
علي الطنطاويوهذه سنة المستعمرين في كل زمان ومكان، عملهم قطع رابطة الإيمان بين المسلمين وربطه بروابط الجاهلية، قانونهم "فرق تَسُد" وعملهم كسر الحزمة عوداً عوداً لما عجزو عن كسرها جملة. لكن لا تخافوا، فالذي عقَدته يد الله لا تحلّه يد بشر، وقانون (إنما المؤمنون إخوة) لا ينسخه قانون "الوطنية" ولا "القومية" ولا الروابط الحزبية والعقائدية البشرية، ولا تميّعه وتضيّعه الدعوة "الأممية" و"الإنسانية"، فالإسلام حقٌّ بين باطلين: بين القومية والأممية.
علي الطنطاويلأن من أراد الموت لا يموت ومن استعان بالله لا يغلبه بشر ومن نادى من قلبه (الله أكبر) لا يقوى عليه قوي ولا يكبر كبير
علي الطنطاويلقد رأيت في هذا العمر الذي عشته من تبدّل الدول وتحول الأحوال ماهو عبرة من العبر لمن شاء أن يعتبر. إنه مامرّ بنا عهدٌ- على كثرة ما مر من عهود- إلاّ بكينا فيه منه، وبكينا بعده عليه! أفقدّر علينا أن نستكبر الشرّ فنأباه، ثم نرى ما هو أكبر منه فنطلبه فيأبانا؟
استكبرنا التقسيم في فلسطين ثم رأينا ماهو أكبر منه فطلبنا التقسيم، وأبينا ما كان قبل سنة 1967 ثم عدنا نطالب بإزالة آثار العدوان والعودة إلى ما قبل 1967! وأمثلة كثيرة على هذا الأصل.
هذا واقع السياسة وموقف أهلها. أما نحن، نحن المسلمين، فلا نَهنُ وإن مسّنا الضر، ولا نحزن وإن حاق بنا الأذى، ولا نساوم في دين الله ولا نوالي عدوّ الله، ونؤمن بأن الله الذي نزّل الذكر هو الذي يحفظه وأن العاقبة للتقوى. لا نرتاب بديننا ولا نشك بوعد ربنا .
الذي يخرج من القلب يدخل القلب والذي خرج من اللسان لم يجاوز الآذان.
علي الطنطاوي« ; premier précédent
Page 17 de 21.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.