هاهي الجسورُ تنقطعُ ثانيَةً،وقواربُ الوَصْل تغوصُ في الأعماق..إنَّ المدَى بينهُما يتّسِع،وهُوَ يُحسُّ الآنَ بأنّ اطمئنانَهُ القَديمَ أخَذَ يَهتز..ويتمنّى أن يصرُخَ طالباً منها ان تعود إليه..ولكِن هيهات..أيمثِّلُ دوراً هو غيرُ مؤمِنٍ به؟أيدَّعي ما هو غيرُ قديرٍ عليه؟ مالها وما يجري في البلد؟ إنها امرأة على ايَّ حال،وخير لها ان تأوي إلى مرافئ الحب والسكينة،من ان تجتازَ البحر المرعب،لكي يفقدَها مُرغماً في النّوء،والرِيح،والعاصِفة!
عماد الدين خليللمحتهُم سلمَى،كانُوا يُحسُّونَ بسعادَةٍ بالِغَة،وهُم يَفترشُونَ الأرض بانتظارِ الخُطبَة،وكأنَّهُم بالإيمان والتوحد،تجاوزوا حدود المخاطرِ المُنتظرَة ودخلوا مملكة الامنِ والرّضا،هثنالِك،حيثُ يكُون الإنسان على استعداد كامل لأنْ يمُوتَ وهُوَ قريرُ العَيْن..
عماد الدين خليللا تندفعي وراء المثاليات يا سلمى،فإنّ النّاس إذا ما دهمهم الخطر يجدون أنفسهم مدفوعين للبحثِ عن الأمان..
عماد الدين خليلإنّ شرَفَهُ يحتِّمُ عليه أن يقِف مع إخوانه متحدياً..ألاَّ يهرُبَ على الأقل!
عماد الدين خليلليس بمقدور المرء أن يصدر حكماً على علاقة يمسك بها طرف واحد،أما جانبها الآخرُ فيظلُّ سائباً..ذلك انّ سَلمَى من جهتها لم تشعُر به أغلب الظن-ولعلّها شعرت-ولكنّها ليسَ ذلك الشّعور المتفرّد الذي يناديها ويلح عليها:إنهُ هُو!
عماد الدين خليلودعنا من المثاليات التي تستخدم ستاراً لممارساتٍ نقيضة في أغلب الاحيان..
عماد الدين خليل« ; premier précédent
Page 3 de 3.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.