الإنسان مجبول أن يرى الحقيقة من خلال مصلحته ومألوفات محيطه. فإذا إتحدت مصلحته مع تلك المألوفات الإجتماعية صعب عليه أن يعترف بالحقيقة المخالفة لهما ولو كانت ساطعة كالشمس في رابعة النهار. ص76
علي الوردي Ali Al-Wardiإذا قلت لأحدهم " إنك مخطئ " ظن أنك تقول له " إنك غبي " وهو قد يشهر الخنجر في وجهك أو قد يغمده في بطنك؛ وهو إذا لم يفعل ذلك تأدباً أضمر لك حقداً لا ينساه حتى ينتقم منك. ص84
علي الوردي Ali Al-Wardiعلمتنا التجارب أن كل شيء مهما بدا في نظرنا سخيفاً قد يكون صحيحاً في يوم من الأيام عندما تتبدل المقاييس الفكرية التي اعتاد الناس عليها في تفكيرهم. ص143
علي الوردي Ali Al-Wardiرأيت ذات يوم رجلاً من العامة يستمع إلى خطيب وهو معجب به أشد الإعجاب. فسألته: ( ماذا فهمت ؟ ) أجابني وهو حانق : ( وهل أستطيع أن أفهم ما يقوله هذا العالم العظيم! ).
يظن هذا المسكين أن من شروط العظمة في المفكر أن يكون غامضاً غير مفهوم، فإذا اتضح كلامه وأدرك المستمعون معناه بسهولة، انحط من مكانته العالية التي كان عليها. ص167
بدأ الإسلام في أول أمره ديمقراطياً لكن الديمقراطية اختفت منه بعدما رفع معاوية المصاحف وقال للمسلمين: تعالوا نحتكم إلى كتاب الله. وكانت نتيجة الاحتكام إلى كتاب الله أن تولى يزيد أمر المسلمين وقال:
لعبت هاشم بالملك فــلا ... خبر جاء ولا وحي نزل ص178
إذا كان معاوية مجتهداً، فكل الظَلَمة الطغاة مجتهدون مثله. إذن فما فائدة هاتيك الشرائع الصارخة التي جاء بها الأنبياء والمصلحون الاجتماعيون. إن اللص الذي يقطع الطريق على الناس يستطيع أن يدعي أنه مجتهد مأجور. وكذلك يستطيع نيرون أن يقول مثل هذا. وكل مجرم يملك من الأعذار الشرعية ما يبرر بها جرائمه وفضائع أعماله. ص236
علي الوردي Ali Al-Wardiإنها مسألة عدل اجتماعي ينعم به سواد الناس. وليست هي مسألة خاصة. وهنا يتبين منشأ التطرف في عقيدة الشيعة وأهل السنة. أولئك يبغضون عمر وينسون عدله وهؤلاء يحبون معاوية وينسون ظلمه. وبين هؤلاء وأولئك ضاعت النمرقة الوسطى. ص237
علي الوردي Ali Al-Wardiلعلنا لا نخطئ إذا قلنا: أن الإنسان كلما ازداد تجوالاً في الآفاق وإطلاعاً على مختلف الآراء والمذاهب انفرج عنه إطاره الفكري الذي نشأ فيه واستطاع أن يحرر تفكيره من القيود قليلاً أو كثيراً. وكلما كان الإنسان أكثر انعزالاً كان أكثر تعصباً وأضيق ذهناً. ص47
علي الوردي Ali Al-Wardiالذي لا يفارق بيئته التي نشأ فيها ولا يقرأ غير الكتب التي تدعم معتقداته الموروثة لا ننتظر منه أن يكون محايداً في الحكم على الأمور. إن معتقداته تُلون تفكيره حتماً وتبعده عن جادة البحث الصحيح. ص47
علي الوردي Ali Al-Wardiالنزاع بين علي ومعاوية عميق جداً، إنه نزاع جذري على تعبير أهل هذا العصر، فهو لا يدور حول أخطاء بسيطة، إنما هو يدور حول مصير الأمة: هل تجري في طريق العدالة الاجتماعية أم تجري في طريق الحكم الطاغي الذي لا يعرف عدلاً ولا مساواة. ص54
علي الوردي Ali Al-Wardi« ; premier précédent
Page 40 de 47.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.