نفسي ينتهي هالاحتلال قبل ما يخلص هالدفتر.
Ibrahim Nasrallahيقتلك أن هذا العدد الهائل من الأطفال لن يروا الشمس.
الرصاصات التي كانت تطال عيون الأطفال بالذات، كانت تعذبها أكثر، وكانت الإصابات تزداد.
- حين أسير في الشارع أظل أتلفّت أمامي، حولي، باحثة عنها، عيونهم!.
أقولُ لعلّ واحدة سقطت هنا، ويفزعني تناثر الألوان على بعض الجدران، فأقول لعلها عيونهم. بالأمس جاؤوا بعيون زجاجية، عيون خضراء، وزرقاء، وبنية ، وعسلية، وسوداء، عيون صغيرة، وكبيرة، عيون ميتة.
فزعتُ .
وقلتُ لعلها بعض عيون هؤلاء الأطفال، يقتلعونها وبعد أن يسرقوا الحياة منها يعيدونها إليهم.
أحدُ الأطفال اقترح أن يغمض كل طفل عينه الباقية ويتناول عيناً عن الطاولة. رفضنا ذلك، رفضنا، ولكنهم أخذوا يبكون، وصرخ أكثر من واحد منهم: هذا عدل! فقبلنا، لكنّ الأمر تحول إلى مأساة، حين فتح الأطفال عيونهم ورأينا عيناً خضراء إلى جوار عين سوداء، وعينا عسلية إلى جوار عين زرقاء .. ضحكوا في البداية ، لكنهم راحوا يبكون بفزغ كما لو أنهم التقوا فجأة بوحوش صغيرة تسكنهم دون أن يدروا. تماسكتُ قدر استطاعتي، جمعنا العيون، أخرجنا الأولاد من الصالة. وصحوتُ من نومي أكثر فزعاً !
.. ولكن،
ما الذي يُمكن أن تفعليه حين تقول لك بنت لم تبلغ الثامنة من عمرها فجأة وهي تصرخ: هذه عيون ميتة، وأنا أريد عيني الحقيقية، أريدها الآن، الآن!.
وتسقط أمامكِ غير قادرة على السيطرة على أعضائها المرتجفة، تفرفط كجناحي عصفور مذبوح!
Mots clés politics
كنت اعتقد أنها ستطير، أن لها جناحين. وقد رأيتها، ألم تر جناحيها؟ كانا واضحين، لماذا لم تستخدمهما؟ لقد وصلت بهما ألى هنا. أليس كذلك؟ هل كانت عاجزة عن الطيران إلى هذا الحد؟ هل كانت تعرف أنها ستعود للقفص؟
Ibrahim Nasrallahلأن كل ما حولنا هنا، يريدنا أن نعيش على الفتافيت، فتافيت الخبز، الكتب، الأمل، الحلم، فتافيت الوطن، وفتافيت الذّكريات. لأنهم لا يريدون أن تكون هنالك خلفنا، حتى، ولو ذكرى واحدة كاملة تكفى لأن نعود إليها.
Ibrahim Nasrallahلقد عمر الناس بيوتهم التي هُدمت، ومسحوا آثار القذائف وكان بوسعهم أن يسدّوا ثقباً في باب، أو عامود اسمنتي، لكنهم لم يفعلوا ..أعترف لك أن البشر يحاولون أن يمحو الآثار الكبيرة التي تُذكرهم بفجائعهم، وأنا منهم، حتى يُظن أنهم تناسوا مصائبهم، لكنهم دائماً يتركون في الزوايا المهملة بعض الآثار الصغيرة الأشد وقعاً والأكبر معنى، تلك التي تختزل الحكاية كلها بتواضع جريح ...
Ibrahim Nasrallahكلما أصبحت جزءً من فكرتك، قالوا إنك موشك على الجنون، أمّا حين تصبحها فإنك الجنون نفسه! أليس كذلك؟ كأن هناك مسافة أمان لا بدٍّ منها بينك وبين نفسك، إذا تجاوزتها ستخسر كلٍّ شيء.
Ibrahim Nasrallahلقد أُعطيت الإنسانية مدّة كافية لتثبت أن لها ضميراً في المسألة الفلسطينية، لكنها للأسف أثبتت، حتى اليوم، أنها بلا ضمير
Ibrahim Nasrallahلكنني أفهمته أن حكمة الأشجار تدفعها لأن تكبر وتُعطي، وأنك لا تستطيع أن تتغلب على شجرة تنمو في حوش كهذا، محاطة بكل الحب.
Ibrahim Nasrallahلم يعد هناك من يبحث عن إنسان حيّ بهذه اللهفة في هذا الزمان، وها أنت تملك القُدرة لتبحث دون كلل عن شخص ميت. كأن الدنيا لم تزل بخير !
Ibrahim Nasrallahوهكذا ...
لسنوات
ظلوا كلّ ليلة يأتون، ويأخذون شهيداً.
« ; premier précédent
Page 42 de 45.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.