فرغم الوعي، من جهة، بضرورة وجدوى ما قام به الخليفة الثالث "عثمان بن عفان" من تقنين المصحف، فإنه يبقى لزوم الإشارة إلى ما صاحب هذا العمل مما يُقال أنه الإنتقال من القرآن "الناطق" إلى القرآن "الصامت"، وبما ينطوى عليه هذا الإنتقال من إهدار ثرائه وحيويته. ومن جهة أخري، فإن ما قام به الأمويون، إبان صراعهم السياسى مع الإمام على بن أبى طالب، من رفع المصاحف على أسنّه الرماح والسيوف كان الواقعة الكاشفة عن إرادتهم فى تثبيت القرآن كسلطة حارسة لسلطانهم، وذلك بعد أن تبدى لهم جلياً أن فاعليته فى إنقاذ هذا السلطان تفوق فاعلية السيف بكثير. وغنيٌّ عن البيان أن هذا التمييز بين قرآن النبى الحى وبين القرآن المنحبس وراء التقييدات التى تفرضها السلطة، إنما يعكس ما يكاد يكون تقابلاً يعرفه دارسو الأديان على العموم بين "دين التقليد" الذى تحرسه مؤسسات السلطة لتسوس به الناس، وبين "الدين الحي" الذى يقصد إلى إذكاء الوعى وتحرير الإرادة. وإذ تحرس المؤسسة دين التقليد، لأنه يكون حارساً لها بدوره، فإن سعياً إلى تحرير الدين من سطوة التقليد، واستعادته فى انفتاحه وحيويته الأولي، سوف يعرى تلك المؤسسة مما تستر به عورتها. ومن هنا أن انتقام المؤسسة من هؤلاء الساعين إلى استعادة الدين الحى يكون قاسياً حقاً، لأن ذلك يكون بمثابة تعرية لها من غطائها الإيديولوجي
علي مبروكMots clés religion philosophy-of-religion
Faith is the only vehicle the angels of God,can allowed to enter through the gate of heaven.
Ekere chimaraoke prospectMots clés philosophy-of-religion
تعتمد هذه الدراسة مجمل الخطاب الديني موضوعاً لها. وذلك دون الأخذ في الاعتبار تلك التفرقة - المستقرة إعلامياً- بين (المعندل) و(المتطرف) في هذا الخطاب، والحقيقة أن الفارق بين هذين النمطين من الخطاب فارق في الدرجة لا في النوع، والدليل على ذلك أن الباحث لا يجد تغايراً أو اختلافاً، من حيث المنطلقات الفكرية أو الآليات بينهما.
ويتجلى التطابق في اعتماد نمطي الخطاب على عناصر أساسية ثابتة في بنية الخطاب الديني بشكل عام، عناصر أساسية غير قابلة للنقاش أو الحوار أو المساومة. في القلب من هذه العناصر عنصران ستتعرض لهما هذه الدراسة بالمناقشة وهما "النص" و"الحاكمية".
وكما يتطابق نمطا الخطاب من حيث المنطلقات الفكرية، يتطابقان كذلك من حيث الآليات التي يعتمدان عليها في طرح المفاهيم، وفي إقناع الآخرين واكتساب الأنصار والأعوان. وتتعدد آليات الخطاب وتتنوع بتعدد وسائل طرح هذا الخطاب وأدواته، ومع ذلك فهناك جامع مشترك يمكن رصده وتحليله خاصة إذا استبعدنا من مجال تحليلنا آليات الأداء الشفاهي، وفصرنا تحليلنا على الآليات الذهنية والعقلية التي توجد في كل -أو معظم- وسائل هذا الخطاب وأداوته. وتتوقف هذه الدراسة عند ما تعتبره أهم آليات هذا الخطاب، وهي تلك الآليات الكاشفة عن المستوى الإيديواوجي لهذا الخطاب، وهو المستوى الذي يجمع بين الاعتدال والتطرف من جهة، وبين الفقهاء والوعاظ من جهة أخرى، هذه الآليات يمكن إجمالها فيما يلي:
1- التوحيد بين الفكر والدين وإلغاء المسافة بين الذات والموضوع.
2- تفسير الظواهر بردها جميعاً إلى مبدأ أو علة أولى، تستوي في ذلك الظواهر الاجتماعية أو الطبيعية.
3- الاعتماد على سلطة "السلف" أو "التراث" وذلك بعد تأويل النصوص التراثية -وهي نصوص ثانوية- إلى نصوص أولية تتمتع بقدر هائل من القداسة لا تقل -في كثير من الأحوال- عن النصوص الأصلية.
4- اليقين الذهني والحسم الفكري "القطعي" ورفض أي خلاف فكري -من ثم- إلا إذا كان في الفروع والتفاصيل دون الأسس والأصول.
5- إهدار البعد التاريخي وتجاهله، ويتجلى هذا في البكاء على الماضي الجميل، يستوي في ذلك العصر الذهبي للخلافة الرشيدة وعصر الخلافة التركية العثمانية.
Mots clés religion philosophy-of-religion
When God lays His finger on your heart it cannot help but be filled with love for others; if that doesn't happen there is nothing wrong with God's finger there is something wrong with your heart
rassool jibraeel snymanMots clés philosophy religion philosophical motivation religious philosophy-of-life philosophy-of-religion
For underlying all philosophies and all religions are the facts of the human soul, which may ultimately be the arbiters of truth and error.
C.G. JungMots clés philosophy-of-religion
الوحي لا يفرض نفسه كبنية مغلقة ومطلقة تعلو على البشر (تفكيراً وتاريخاً)، بل كتركيب يقوم على الحوار المفتوح مع تاريخهم ونظام تفكيرهم
علي مبروكMots clés religion philosophy-of-religion islamic-quotes
وإذ تتحول التجربة إلى «أصل» فإنها تُثْقِل على كل التاريخ اللاحق، وذلك من حيث تغدو موضوعاً للامتثال والتكرار، بدل أن تكون ساحة للتمثُّل والحوار. وإذن، فإن «الأطلقة» - وليس سواها - هي ما يُحيل تجارب البشر من «تاريخ حي» إلى «نصٍ أو أصلٍ جامد» يقف خارجه؛ على النحو الذى يكون معه أشبه بالشاهد المصمت المُعلق على قبر صاحبه، والذي لا يعرف الخَلَف اللاحق إلا التعبُّد في ظلاله. وتلك هي جوهر الممارسة السلفية؛ على أن يكون معلوماً أن هذه الممارسة لا تقف عند حدود من يُقال أنهم سلفيو هذا الزمان، بل تتجاوزهم إلى من يُقال أنهم حداثيوه أيضاً. و سواء مورست هذه «الأطلقة»، تحت يافطة الدين أو العلمانية، فإنها تمثل خطراً داهماً على الدولة
علي مبروكMots clés religion secularism philosophy-of-religion
إذا كان القرآن قد تنزل بما هو أحد تجليات المعرفة الإلهية المتعالية، فإنه يبقي أن كل ما يصدر عنه من معرفة تتمثل في منظومات( التفسير والفقه والعقائد والأصول وغيرها), إنما يكون من قبيل( المعرفة الإنسانية) المشروطة تاريخياً ومعرفياً.
وهكذا فإنه لا ينبغي التمويه بحقيقة صدور القرآن عن مشكاة العلم الإلهي غير المحدود؛ وهي الحقيقة التي لا يمكن أن تكون موضوعاً للشك أبداً، علي حقيقة أن ما يصدر عنه من معرفة تبقي، هي نفسها، من قبيل المعرفة الإنسانية التي يستحيل استيعابها خارج إطار التحديدات- بل وحتي الإكراهات- الزمانية والمكانية. ولسوء الحظ، فإن ثمة من يقوم بهذا التمويه، فيضيف ما يتميز به القرآن( بما هو أحد تجليات العلم الإلهي غير المحدود) من الثبات والكمال والقدرة علي تجاوز تحديدات الزمان والمكان إلي ما نشأ وتخلق حوله من منظومات أنتجها الفهم الإنساني علي النحو الذي يجعل تلك المنظومات الإنسانية في جوهرها، تكتسب- أو تكاد- كل سمات العلم الإلهي من الثبات والاكتمال وعدم القابلية للتجاوز أبداً. وغني عن البيان أن الأمر- ضمن هذا السياق- لا يتجاوز حدود السعي إلي تأبيد تلك المنظومات- وذلك عبر فك روابطها مع تاريخها والتعالي بها إلي فضاء تكتسب فيه حصانة ضد التفكير والمساءلة- للتغطية بها علي أنظمة سياسية وأوضاع اجتماعية تريد أن تحقق لنفسها دوام الحضور وثبات الهيمنة.
Mots clés religion islam philosophy-of-religion
إن عمليات التفسير والتأويل ليست في الحقيقة أنشطة مفارقة لبنية النصوص؛ إذ إنها تتفاعل تاريخياً وإنسانياً مع النص، بحيث يكون الحديث عن "النص الخام" وهماً يتصوره البعض، في محاولة لنفي الإنساني وعزله عن الإلهي.
وفي النهاية فإن "العقائد" القرآنية التي خاطبت المعاصرين لفترة التأسيس في حاجة دائمة إلى الصياغة الفكرية الإنسانية؛ لأن ما يخاطب جيلاً في سياق ثقافي بعينه يعجز عن مخاطبة جيل آخر في سياق آخر، فأين "الإلهي" و"الإنساني" في "الإسلام" الحي التاريخي الذي نتواصل معه عبر بنية التراث؟
Mots clés religion islam philosophy-of-religion
لزم السعي إلى التحرر من سطوة العوالم (القديمة وامتداداتها الحديثة) والتفكير خارج فضائها الآسن، وعلى النحو الذي يفتح الباب حقاً لخطاب الفجر الذي ينبلج الأن. وضمن هذا السياق، فإنه يلزم التنويه بأن هذا التحرر لا يتعلق أبداً برفض أي من الدين أو الحداثة، بقدر ما يتعلق بضرورة تجاوز خطاب "القوة" الذي استبد بهما، إلى خطاب "الحق" الذي جرى تغييبه فيهما. وبقدر ما يؤدي هذا التجاوز إلى بناء دولة الحق التي يرنو إليها الكافة في العالم العربي، فإنه سيسمح أيضاً لكل من الدين والحداثة أن يستعيدا روحيهما الحقة.
وفي كلمة أخيرة؛ فإنه الانتقال من الاشتغال بآلية الجمع "التجاوري" الذي يتحدد بحسبها بناء كلٍّ من الواقع والخطاب اللذين يسودان عالم العرب إلى التأسيس المعرفي للمفاهيم التي يتداولها الكافة من الأيديولوجيين السابحين ( على تنوع تياراتهم وأطيافهم) على سطح خطاب راكد، من غير تدقيق وفحص وضبط، بل عبر ضروب فادحة من التعميم والتلفيق التي حالت، وستظل تحول، دون أن تتجاوز مصر، ومعها العرب، واقعاً فرضت عليه إكراهات الأيديولوجيا أن يعيش انقساماً فاجعاً بين جوهره ومظهره؛ وهو الانقسام الذي يسعى العرب، بثوراتهم، إلى تخطيه ورفعه، وغنيٌ عن البيان أن ذلك لن يكون ممكناً إلا بترسيخ خطاب التأسيس.
Mots clés religion philosophical philosophy-of-religion
« ; premier précédent
Page 4 de 5.
suivant dernier » ;
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.