اذا اصطدمت بأنسان في أول مره تلتقين به ..وأحسست انه اثقل الناس طلا ..وتساءلتي كيف يطيقه الأخرون !!! بل كيف يطيق هو نفسه ..وانتويت الاساءه اليه بعنف..فلا تتعجلي الأمور.ولا تغلقي كل الابواب..فقد يكون هذا الانسان من بين كل البشر هو نصفك الأخر الذي زعمت كل الأساطير اليونانيه انك تبحثين عنه منذ ميلادك
عبد الوهاب مطاوعوتساءلت بعدها ... : تُرى لماذا يحرص ركاب القطار أو الطائرة الذين تجمعهم الأقدار في رحلة سفر على أن يتعاملوا فيما بينهم برقة وأدب وعطف متبادل واستعداد للمجاملة والحرص على مشاعر الآخرين؟
وأجد الجواب دائماً في أنهم يعرفون أنهم رفاق سفر لن يطول وسوف يتفرقون بعده ويذهب كل منهم إلى وجهته.. لهذا فهم يترفعون خلال الرحلة القصيرة عن الصغائر..
فإذا كان الأمر كذلك.. فلماذا لا يهوِّن رفاق رحلة الحياة على أنفسهم وعلى شركائهم متاعب السفر بنفس هذه الروح وبحسن المعاشرة وبالتعاطف المتبادل ورحلة الحياة مهما طالت قصيرة..
والحقيقة مهما كانت مؤلمة أفضل كثيراً من الوهم. والجراح تبرأ بعد حين أما الاستمرار في تجاهل الحقيقة فلا عائد له في النهاية إلا الضياع
عبد الوهاب مطاوعإن إدارة البشر من أصعب المهام الإنسانية علي وجه الإطلاق، ونيل رضاهم جميعا في نفس الوقت من الأحلام شبه المستحيلة، لأن بعض البشر لا يرضيهم إلا أن تعطيهم ما لا حق لهم فيه، وإلا أن تتغاضي عن تقصيرهم وأخطائهم، وتسوي بينهم وبين من يكدحون ويعملون، وينتظرون أن تميزهم عن غيرهم من الكسالي، فإن أرضيت هؤلاء، خسرت الآخرين، وإن أرضيت الجميع، خالفت العدل والحق والضمير.
أما حين تصبح مسئولا عن "إدارة" نفسك وحدها، فالأمر متروك لك كله، إن شئت أحسنت الإدارة وحققت العدل مع نفسك، وجنيت ثمار ذلك، وإن شئت أسرفت علي نفسك، وأسأت إدارة قدراتك، ودفعت ثمن ذلك أيضا راضيا.
بكى أحد الحكماء على قبر ولده فقيل له : كيف تبكي وأنت تعرف أن الحزن لا يفيد ؟
فنظر إلى سائله طويلاً ثم قال متحسراً : إن هذا هو ما يبكيني !
وهكذا نحن أيضاً ..نبكي في أحيان كثيرة ونحن نعرف أن الحزن لا يفيد ..لكننا مع ذلك نجد راحتنا في الدموع ونلتمس فيها السلوى والعزاء ..وحسناً نفعل كلما اشتدت الحاجة لذلك , فالإنسان القادر على البكاء حين تثقل عليه همومه أو حتى أفراحه إنسان طبيعي يتخفف بدموعه من توتره النفسي ويغسل أشجانه ويبرد بها لهيب أحزانه كما تخفف مياه الرداياتير من حرارة موتور السيارة وتحميه من الانصهار أو الانفجار , ولقد أثبت العلماء أن للدموع أفضالاً كثيرة على الإنسان ولولاها لما احتمل كثيرون حياتهم والمواقف المؤلمة فيها ..فالإنسان في تعاسته يفرز جسمه مواد كيماوية ضارة تساعده الدموع على التخلص منها وتزيد من ضربات القلب فتعتبر تمريناً مفيداً للحجاب الحاجر وعضلات الصدر والكتفين ..وعند الانتهاء من نوبة البكاء تعود ضربات القلب إلى سرعتها الطبيعية وتسترخي العضلات ويتسلل إلى الإنسان شعور غريب بالراحة يساعده على أن ينظر للهموم التي أبكته نظرة أكثر وضوحاً وموضوعية ..
قد يعاشر المرء الآخرين سنوات طويلة بغير أن " يكتشفهم " ويعرف حقيقة جوهرهم ، إلى أن يواجه محنة عاصرة فتكون كوهج النار الذي يذيب الصدأ عن معادن البشر فتظهر له حقيقتها إما نفيسة وإما رخيصة
وفي هذا المعنى قال الشاعر العربي :
جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها عدوي من صديقي
لأن النجاح التام لا يعنى سوى انتهاء مهمة الإنسان فى الحياه ولا يصبح صالحاً بعده إلا للموت تماماً كذكر العنكبوت الذى تقتله الأنثى بعدنجاحه فى مهمة اخصابها !
عبد الوهاب مطاوعلقد أصبحت أشك دائماً في أن هذا الميل الغريزي للحزن داخلنا هو من ثمار تربية خاطئة في بيئات أسرية حزينة تستجيب لدواعي الحزن بأكثر مما تستجيب لدواعي السرور وتستغرب السعادة وتتوقع لها دائماً نهايات مأساوية ... بل وتتوجس من السرور خوفاً مما سوف يليه من أحزان
عبد الوهاب مطاوعواكتشفقت منذ ذلك اليوم أن اليأس هو الحل الأسهل لأية مشكلة لأنه يعفيك من من عناء المحاولة ويوفر قطرات العرق ويحى الجسم والأعصاب من الإجهاد لكنه من الناحية الأخرى يهديك " هدية " أخرى جليلة الشأن هى الفشل والنظرة السوداوية للحياة وشيخوخة النفس ولو كنت فى عنفوان الشباب
عبد الوهاب مطاوعإننا نعرف جيدا أن الشر مزعج بطبيعته ولهذا فهو يلفت النظر ويستوقفنا, فى حين يمضى الخير فى دربه فلا نكاد نشعر به, مع أنه الأغلب والأعم فى كل زمان ومكان.
عبد الوهاب مطاوع« prima precedente
Pagina 13 di 24.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.