إن الذنب بالمعنى المألوف دينيا ودنيويا لا يفهم إلا في إطار البناء الشمولي للمجتمع وهو بناء ينتمي للنموذج التملكي لوجودنا, حيث مركزنا الإنساني لا يوجد في داخلنا, ولكنه موجود في السلطة التي نخضع لها, وحيث نحقق الرفاهية من خلال نشاطنا الذاتي الخلاق, ولكن بالطاعة السلبية للسلطة, ومن ثم استحسانها لما نفعل, ونحن نملك قائدا دنيويا او روحيا, ملكا او ملكة او راعي كنيسة ونملك ايمانا به, ومن ثم نملك الأمن والأمان طالما نحن لا شيء, اي لا كيان مستقل لنا, قد لا نكون واعيين بخضوعنا للسلطة إلى هذا الحد وقد تكون السلطة في مظهرها صارمة أو قد تكون رقيقة, وقد لا يكون البناء الاجتماعي مكتمل الشمولية.. ولكن كل هذا يجب ألا يجعلنا غافلين عن حقيقة أننا نعيش في النمط التملكي إلى الدرجة التي صار البناء الشمولي لمجتمعنا جزءا من ذاتنا واصبح مبدأ داخليا هاديا لمشاعرنا وسلوكنا.
ونحن نتفق مع الفونس أوير حين يؤكد بوضوح أن رؤية توما الأكويني للسلطة وعدم الطاعة والخطيئة هي رؤية تتفق تماما مع النزعة الانسانية, حيث يذهب إلى أن الخروج على سلطة غير عقلانية ليس ذنبا أو إثما, وإنما الإثم يكون في انتهاك الحياة الانسانية الكريمة.
"لا يمكن أن نسيء إلى الرب إلا إذا كانت أفعالنا انتهاكا لحياتنا وكرامتنا نحن".

إريك فروم


Vai alla citazione


لا يوجد الا طريق واحد للتغلب على الخوف من الموت تدلنا عليه تعالم يوذا والمسيح والرواقيين والمعلم ايكهارات وهذا الطريق هو نبذ التشبث بالحياة والتعلق بها. والكف عن النظر اليها وممارستها كما لو كانت شيئا يمتلك .. والحق أن الخوف من الموت ليس كما تدل الظواهر خوفا من توقف الحياة. فكما يقول ابيقور: الموت لا يعنينا, لانه طالما نحن هنا فالموت ليس هنا, وعندما يكون الموت هنا فلن يكون لنا وجود على الإطلاق.

إريك فروم


Vai alla citazione


خلف الواجهة المسيحية نشأ دين سري جديد "الدين الصناعي" جذوره مغروسة في بنية الشخصية في المجتمع الحديث, وإن يكن غير معترف به كدين والدين الصناعي متعارض مع المسيحية الحقيقية اذ ينحدر الانسان الى خادم للاقتصاد وللآلة التي صنعها بيديه.
وللديانة الصناعية اساسها في الشخصية الاجتماعية الجديدة, ومركزها هو الخوف من السلطات الذكرية القوية والخضوع لها, وغرس الشعور بالذنب إذا خرج احد عن طاعتها, وحل روابط التضامن الإنساني بإعلاء المصلحة الذاتية وإذكاء العداء المتبادل, ولا قدسية في الحضارة الصناعية إلا للعمل, والملكية والربح والسلطة. وإن كانت قد نمت الفردية والحرية في حدود مبادئها العامة, واذ تحولت المسيحية إلى ديانة ابوية خالصة ظل من الممكن التعبير عن الديانة الصناعية بألفاظ ومصطلحات مسيحية.

إريك فروم


Vai alla citazione


« prima precedente
Pagina 4 di 4.


©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab