إننا لا نكتبُ بالمِداد، و لكن بدم القلب .. فمعذرةً إذا ظهر في سطورنا أثرُ الجراح
عصام العطارأَيُّها الإِخوةُ السورِيُّون
نَحْنُ جَميعاً في زَوْرقٍ واحد، نَغْرقُ جميعاَ أوْ نَنْجُو جميعاً، فلا تَتْرُكُوا زَوْرَقَنا يَغرقُ في طُوفَان الأَنانِيَّاتِ والصَغائِرِ والتَّفاهَات، وَلْنَتَعاوَنْ جَميعاً لِنَصِلَ بزَوْرَقِنا إلى شاطِئِ الْحُرَّيةِ والكَرامَةِ والسَّلامَةِ والأَمان
Tag: سوريا
مفتاحُ القلوبِ وكُنوزِ القلوبِ مَحَبَّةٌ صادِقَةٌ وَكَلِمَةٌ طَيِّبَة
عصام العطارفاجأَنِي اِتْصالٌ هاتِفيٌّ مِنْ رَجُلٍ مَعرُوفٍ ما كُنتُ أَظُنُّ أَنَّ مِثْلَهُ يَتَّصلُ بِمثْلي:
قَالَ لِي: لَقدْ بَدَأتُ أَقرأُ كلِماتِكَ ، وَلا أَدْري ما السِّرُّ الذي جَعَلَها تُؤَثِّرُ بِي، وأَلاَنَ لَها قَلبِي؟!
قُلْتُ: لَقدْ أَسْعدْتَني كثيراً بِاتِّصالِكَ بِي يا أَخِي
أَما السِّرُّ فَهُوَ فِي مَكامِنِ الْخيْرِ في نَفْسِكَ، فلاَ تَبْحَثْ عَنْهُ في كَلِماتِي القاصِرَةِ الْمُتَواضِعَة
في قُلُوبِ النَّاسِ كُنُوزٌ مِنَ الْخَيْر ؛ فَفَتِّشُوا عن هذه الكُنوز
عصام العطارجراحاتُنا العميقةُ النّازِفةُ تُؤلِمُنا وتُؤَرِّقُنا؛ ولكنّها لا توهِنُ أبداً عزائِمَنا وإرادَتنا، وإصرارَنا على مُتابَعَةِ طريقِنا؛ ولا تنالُ أبداً أبداً من ثقتنا المطلقةِ بنصرِ اللهِ عزّوجلّ.
عصام العطارلا يجمعُ القلوبَ و الجهود، ويبعثُ الرجاءَ والأمل، ويُحيي العزائمَ والهِمَم، مثلُ عملٍ إيجابيٍّ بطوليٍّ شُجاعٍ بصيرٍ آنَ أوانُهُ، ونَضِجَتْ ظروفُه وبواعثُه، ووجدَ ما تَطَلَّبَهُ من الجهدِ الصادقِ، والتضحياتِ الكبار، وهذا ما رأيناه ورآه العالم كلُّه في ثورةِ شبابنا الفريدةِ العظيمةِ في سورية
ولا يفرِّقُ القلوبَ والجهود، ويميتُ الرجاءَ والأمل، والعزائمَ و الهمم، مثلُ التحرُّكاتِ الجاهلة، والأنانياتِ القاتلة، والنزاعات الصغيرة، والانتهازية الحقيرة، والاشتغالِ وشَغْلِ الناس بالصغائر والتفاهات عن الواجبات
فحافظوا أيها الإخوة السوريون على ثورةِ شبابكم وثورتكم العظيمة، وعلى تَطَوُّرِها البصير السليم، فهي فُرْصَتُكُمُ التاريخيَّةُ للحرية والكرامةِ، والمستقبلِ الكريمِ المأمول على كُلِّ صعيد
الوِحْدَةُ الوطنيَّة
الوحدةُ الوطنيةُ الحقيقيةُ الصادقةُ الواعيةُ ليست ضرورة من ضرورات التحرر و الخلاص من الظلم و الاستبداد و الفساد في بلادنا فحسب؛ و لكنها أيضاً ضرورةٌ من ضروراتِ بناءِ المستقبلِ الحرِّ الزاهرِ الكريم، و الحياةِ المطمئنَّةِ السعيدة، و مواجهةِ تحدياتِ حاضِرِنا و مستقبَلِنا و عالمِنا و عصرِنا.
و المُواطنَةُ عندي كما أفهمها و أُحِسُّها و أُمارِسُها ليست تعايُشاً اضطِرارِيّاً قَسْرِيّاً بين فئاتٍ متبايِنَةٍ من الناس...
المواطنةُ عندي أُسْرَةٌ كبيرةٌ تَجْمَعُها جامعتها الراسِخَةُ المتينةُ من وراء كُلِّ تَبايُنٍ أو خِلاف
المُواطنةُ عندي هي دائرَةُ الجِوارِ الصغيرَةُ الحَميمَةُ بما تَنْطَوي عليه مِنْ مَشاعِرَ و حُقوقٍ و واجِبات و قد اتَّسَعَتْ حَتّى شَمِلَتْ كُلَّ حُدودِ البِلاد
المُواطَنَةُ عِندي رابِطَةٌ حَقيقِيَّةٌ إيجابِيَّةٌ حُلْوَةٌ جامِعَةٌ نافِعَة
المُواطَنَةُ في روحِها تَعارُفٌ و تَآلُفٌ و مَحَبَّةٌ و تَعاطُفٌ و تَكاتُف، و تَعاوُنٌ قَلْبِيٌّ و فِكْرِيٌّ و اجتِماعِيٌّ صادِقٌ في مُخْتَلِفِ المجالات
رُدّوا – أيها الإخوَةُ و المواطنون السوريون الأعزاء – إلى هذه المُواطَنَةِ روحَها و حقيقَتَها و دَوْرَها، فنحنُ أحْوَجُ ما نَكونُ إلى ذلك، ليسَ في هذه الأيّام وحدها؛ و لكن في سائرِ الأيّام.
إلى كلّ مؤمن أصابه بَلاءٌ ويأسٌ وإحباط، ففقدَ النشاطَ والأَمل، وقعدَ عن الواجب والعمل، حاول ولا تعتذر
يَا مَنْ أَصابَكَ مَا تَدمى القلوبُ لَهُ ..... وَفَلَّ عَزْمَكَ مَا جَاءَتْ بِهِ الْغِيَرُ
وَمَنْ قَعَدْتَ عَنِ الْجُلَّى وَمَطْلَبِهَا ..... وشَلَّكَ الْوَهْنُ، لاَ تَأْتي وَلاَ تَذَرُ
وَمَنْ يئست مِنَ الدُّنْيا فَلا أَمَلٌ ..... وَرُحْتَ عَنْ يَأْسِكَ الْقَتّالِ تَعْتَذِرُ
حَاوِلْ ولا تَعْتَذِرْ يَأْساً وَمَعْجِزةً ..... فَأَنْتَ باللَّهِ -إنْ أَخْلَصْتَ- مُقْتَدِرُ
مَنْ كانَ يَمْلِكُ إِيمَاناً ومَعْرِفَةً ..... وَالْفِكْرَ وَالْعَزْمَ وَالإقْدَامَ يَنْتَصِرُ
وَإِنْ عَثَرْتَ فَلاَ تَرْضَ الْعِثَارَ وَقُمْ ..... فَتَبَّ مَنْ رَكَنوا لِلأَرْضِ إذْ عَثَرُوا
إِنْهَضْ تَقَدَّمْ تَأَلَّقْ رِفْعَةً وَسَنىً ..... فالْمَجْدُ يَدْعُوكَ، وَالأَيَّامُ تَنْتَظِرُ
مَا قِيمَةُ الْعُمْرِ لَوْلاَ مَطْلَبٌ جَلَلٌ ..... إِنْ طالَ أَوْ قَصُرَتْ أَيّامُهُ الْعُمُرُ
ـــــــــــــــــــــ
الغِيَرُ: غِيَرُ الدهر: أحوالُه وأحداثُه المتغيّرة.
الْجُلّى: الأمر الشديد والخطب العظيم. وفي المثَل: "لا يُدْعَى للجلّى إلاّ أخوها"، أيْ: لا يُندَبُ للأمر العظيم إلا من يقوم به ويصلح له.
شَلّك الوهن: غلبك.
الْمَعجزة: العجز.
تَبَّ فلان: خسر وهلك.
ركنوا للأرض: سكنوا إليها، ولم يتركوها وينهضوا منها.
مطلب جَلَل: مطلبٌ كبير عظيم.
لماذا يَنْتَظِرُ أحَدُنا أن يَطْرُقَ عليهِ مُواطِنهُ الآخَرُ بابَهُ، لِيَكونَ بينهما التّعارُفُ والتآلُفُ والتفاهُمُ والتعاوُن؟!
لماذا لا يُبادِرُ هو بالسَّعْيِ إلى مُواطِنيهِ الآخرين؟!
لماذا نحتاجُ - ونحنُ أبناءُ وطنٍ واحِد ومَصيرٍ واحد - إلى القناطِرِ الإقليمِيَّةِ والدوليّةِ، لِنتلاقى ونتحاوَرَ ونتعاوَنَ على ما يُحَقِّقُ مصالِحَهُمْ هُمْ قبلَ مَصالِحِنا، ولو تناقَضَتْ معَ مصالِحِنا؟!
تواصَلوا تواصَلوا، وتعارفوا وتفاهموا وتعاونوا – أيها الإخوة السوريون – ففي ذلك نجاتُكم ونجاحُكم جميعاً، وخيرُكم، وخيرُ بلادِنا الغالية سورية
« prima precedente
Pagina 2 di 5.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.