إنني باسم الإسلام أقول لغيري ممن لا يدينون بديني ، لكم عندي المبرة و العدالة ، و لكم عندي حقوق الرحم الإنسانية الجامعة! وغاية ما أنشده أن تتركوني وما اقتنعت به ، وأن تتركوا غيري حرا في اتباعي إذا شاء ...
محمد الغزاليصلة المسلم بالمسجد تنبع من أعماق ضميره ! فهو البيت الذي يرنو إليه ويتردد صباحا ومساء عليه ، وفي ساحته الطهور يناجي ربه ، وتشرق على روحه أشعة من تكبير الله وتحميده ، يلتقي برجال مثله جمعتهم أخوة الإيمان وطاعة الرحمن ...
إن الجماعات المتصلة في المساجد واحات من الخير والحق على ظهر الأرض ، ومثابة يأرز المؤمنون إليها هاربين من زحمة الأثرة والشهوة ، وسعار المآرب العاجلة مقبلين على الله راجين الدار الآخرة..!.
فلا عجب إذا كان بين السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة رجل"قلبه معلق بالمساجد".
إن شرا مستطيرا يصيب الإسلام من تقوقع بعض أتباعه في آراء فقهية معينة شجرت في ميدان الفروع ، ويراد نقلها من مكانها العتيد لتعترض عقائده ، وقيمه الكبرى .
والرجل الذي يخسر السوق كلها لأنه يفضل دكانا على دكان أو سمسارا على سمسار لا يسمى تاجرا .
فليست الرحمة لونا من الشفقة العارضة ، وإنما هي نبع للرقة الدائمة ودماثة الأخلاق وشرف السيرة
محمد الغزاليمن المنتاقضات الباعثة على الحزن ، أن المسلم ينفق أوقاتا وأموالا في الخطبة والمهر والأثاث والهدايا والعرس قد تكون ألوف الجنيهات في أيام طوال. ثم بعد ذلك كله يقول عليه الطلاق إن عاد إلى التدخين ، ثم يدخن وتذهب امرأته في سيجارة و ينهار بيت أنفق في إقامته الكثير !!.
محمد الغزاليوبعض الرجال طُلَعَة ! يحب أن يتجاوز ما لديه إلى غيره ، وأن يستكشف من فنون الجمال ما يزيد رغبته حدة ! ومن ثم يلجأ إلى التطلع والتلصص فما يزيده ذلك إلا جماحا وهبوطا ، ويعجبني قول الشاعر :
وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك المناظر!
رأيت الذي لا كله أنت قادر.... عليه ، ولا عن بعضه أنت صابر!
إن غض البصر أدب رفيع ، وحصانة من الانزلاق إلى مهاوي الرذيلة ، وعلى المجتمع كله أن يتذكر حدود الله ، وأن يحرسها بذكاء وتلطف ، وأن يضع نصب عينيه تيسير الزواج فإذا مهد الطريق إليه انتصب ماردا جبارا يحمي البيوت ويحفظ الأسر الناشئة ، ويوفر لها كل أسباب الازدهار ..
الحق أن قضيا المرأة تكتنفها أزمات عقلية وخلقية واجتماعية واقتصادية ، كما أن الأمر يحتاج إلى مراجعة ذكية لنصوص وردت ، وفتاوى توورثت وعادات سيئة تترك طابعها على أعمال الناس .
لابد من دراسة متأنية لما نشكو منه ، ودراسة تفرق بين الوحي وما اندس فيه ، وبين ما يجب محوه أو إثباته من أحوال الأمة .
إن الأقلام التي تنسى الله ، والدار الآخرة ، ومدارج الكمال الإنساني آن لها أن تحتجب أو تنكسر ، فإن بقاءها ذريعة فناء ماحق لكل ما في العالم من خير.
محمد الغزاليوهناك رجال يحسبون أن لهم حقوقا ، وليست عليهم واجبات ، فهو يعيش في قوقعة من أنانيته ومآربه وحدها ن غير شاعر بالطرف الآخر ن وماينبغي له ! والبيت المسلم يقوم على قاعدة عادلة " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" وهي درجة القوامة أو رياسة هذه الشركة الحية .. ! وما تصلح شركة بدون رئيس.
وبديه ألا تكون هذه الرياسة ملغية لرأي الزوجة ، ومصالحها المشروعة أدبية كانت أو مادية ...
إننا نخاصم أسباب الأرض وبركات السماء في وقت واحد ، فمن أين يجيء الإنقاذ؟.
محمد الغزالي« prima precedente
Pagina 134 di 157.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.