المطلوب من الدعاة الراشدين أن يدركوا الأمة من الداخل ٬ ويقفوا حركة التمزيق الفكرى والروحى الوافدة من الخارج.وذلك يفرض علينا إحياء الإخاء الدينى ٬ وتنشيط عواطف الحب فى الله ٬ واختصار المسافات أو ردم الفجوات التى تفصل بين المنتسبين إلى الإسلام. ولكى لا يكون ذلك خيالا أو خطابة منبرية
نرى صب الأمة كلها فى تجمعات ذات أهداف حقيقية ٬
نريد نحن أن نقتبس من نتاج الفكر الإنسانى ما يمشى طيعا فى ضوء الوحى الإلهى. وأن نخرج من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين.
محمد الغزاليكم في الحياة من طامحين لا يملكون إلا الجرأة على الأمل، وكم من راسخين يطويهم الصمت، حتى إذا كلفوا أتوا بالعجب العجاب.
محمد الغزاليورب مخاصم اليوم من أجل باطل انخدع به ٬ أمسى نصيرا لمن خاصمهم ٬ مستريحا إلى ما علم منهم ٬ مؤيدا لهم بعد شقاق
محمد الغزاليوالحق أن فضيلة القوة ترتكز فى نفس المسلم على عقيدة التوحيد٬ كغيرها من الفضائل التى تجعله يرفض الهوان فى الأرض ٬ لأنه رفيع القدر بانتسابه إلى السماء ٬ ولأنه يستطيع فى نطاق إيمانه أن يكون أمة وحده ٬ وفى فمه قول الله عز وجل : “قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين” .
ومن فضائل القوة التى يوجبها الإسلام أن تكون وثيق العزم ٬ مجتمع النية على إدراك هدفك بالوسائل الصحيحة التى تقربك منه ٬ باذلا قصارى
جهدك فى بلوغ مأربك ٬ غير تارك للحظوظ أن تصنع لك شيئا ٬ أو للأقدار أن تدبر لك ما قصرت فى تدبيره لنفسك !! فإن هناك أقواما يجعلون من الملجأ إليه ستارا يوارى تفريطهم المعيب وتخازلهم الذميم ٬ وهذا التواء كرهه الإسلام
فعن عوف بن مالك قال : قضى رسول الله بين رجُلين. فلما أدبرا قال المقضى عليه: حسبى الله ونعم الوكيل ! فقال صلى الله عليه وسلم : إن الله يلوم على العجز !! ولكن عليك بالكيس ٬ فإذا غلبك أمرٌ فقل: حسبى الله ونعم الوكيل “ . أى أن المرء مكلف بتعبئة قُواه كلها لمغالبة مشاكله حتى تنزاح من طريقه ٬ فإن ذللها حتى استكانت له فقد أدى واجبه . وإن غلب على أمره أمامها بعد استفراغ جهده كان ركونه إلى الله عندئذ معاذا يعتصم به من غوائل الانكسار ٬ فهو على الحالين قوى ٬ بعمله أولا وبتوكله آخرا
والرجل الضعيف ٬ هو الذى يستعيده العرف الغالب ٬ وتتحكم فى أعماله التقاليد السائدة ٬ ولو كانت خطأ يجر معه متاعب الدنيا والآخرة.
محمد الغزاليﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺫﺭ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳُﺜﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻼ ﻳﺬﻛﺮ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ٬ ﻭﻻ ﻳﺠﻨﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻰ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﺍﻟمحامد ﻭﻃﻰ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﺐ. ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺡ ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻰ ﺇﻃﺮﺍﺋﻪ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻟﻤﺎﺩﺣﻴﻪ : *ﻻ ﺗﻄﺮﻭني ﻛﻤﺎ ﺃﻃﺮﺕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ! ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ . ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ: ﻋﺒﺪ ﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ *
محمد الغزاليالمؤمن الحق ٬ لا يكترث بأمر ليس له من دين الله سناد. وهو ٬ فى جرأته على العرف والتقاليد ٬ سوف يلاقى العنت. بيد أنه لا ينبغى أن يخشى فى الله لومة لائم ٬ وعليه أن يمضى إلى غايته ٬ لا تعنيه قسوة النقد ٬ ولا جراحات الألسنة . والباطل الذى يروج حينا ٬ ثم يثور الأقوياء عليه فيسقطون مكانته. لا يبقى علي كثرة الأشياع أمدا طويلا ٬
ورب مخاصم اليوم من أجل باطل انخدع به ٬ أمسى نصيرا لمن خاصمهم ٬ مستريحا إلى ما علم منهم ٬ مؤيدا لهم بعد شقاق . عن ابن عباس رضى الله عنهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه . وأسخط عليه من أرضاه فى سخطه ! ومن أرضى الله فى سخط الناس رضى الله عنه . وأرضى عنه من أسخطه فى رضاه !! حتى يزينه ويزين قوله وعمله فى عينيه “ . فليجمد المسلم على ما يوقن به وليستخف بما يلقاه من سخرية واستنكار عندما يشذ عن عرف الجهال ٬ويخط لنفسه نهجا ٬ يلتمس به مثوبة الله عز وجل ٬
من فضائل القوة التى يوجبها الإسلام أن تكون وثيق العزم ٬ مجتمع النية على إدراك هدفك بالوسائل الصحيحة التى تقربك منه ٬ باذلا قصارى
جهدك فى بلوغ مأربك ٬ غير تارك للحظوظ أن تصنع لك شيئا ٬ أو للأقدار أن تدبر لك ما قصرت فى تدبيره لنفسك !!
فإن هناك أقواما يجعلون من الملجأ إليه ستارا يوارى تفريطهم المعيب وتخازلهم الذميم ٬ وهذا التواء كرهه الإسلام . فعن عوف بن مالك قال : قضى رسول الله بين رجُلين. فلما أدبرا قال المقضى عليه: حسبى الله ونعم الوكيل ! فقال صلى الله عليه وسلم : إن الله يلوم على العجز !! ولكن عليك بالكيس ٬ فإذا غلبك أمرٌ فقل: حسبى الله ونعم الوكيل “ . أى أن المرء مكلف بتعبئة قُواه كلها لمغالبة مشاكله حتى تنزاح من طريقه ٬ فإن ذللها حتى استكانت له فقد أدى واجبه . وإن غلب على أمره أمامها بعد استفراغ جهده كان ركونه إلى الله عندئذ معاذا يعتصم به من غوائل الانكسار ٬ فهو على الحالين قوى ٬ بعمله أولا وبتوكله آخرا .
إن الإسلام يكره لك أن تكون مترددا فى أمورك ٬ تحار فى اختيار أصوبها وأسلمها ٬ وتكثر الهواجس فى رأسك فتخلق أمامك جوا من الريبة والتوجس ٬ فلا تدرى كيف تفعل. وتضعف قبضتك فى الإمساك بما ينفعك فيفلت منك ثم يذهب سُدى.
إن زوال إسرائيل قد يسبقه زوال أنظمة عربية عاشت تضحك على شعوبها، ودمار مجتمعات عربية فرضت على نفسها الوهم والوهن
محمد الغزالي« prima precedente
Pagina 143 di 157.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.