إِنَّ اَلْحَقّ إِذَا اِسْتَنْفَدَ مَا لَدَى اَلْإِنْسَان مِنْ طَاقَة مُخْتَزَنَة لَمْ يَجِد
اَلْبَاطِل بَقِيَّة يَسْتَمِدّ مِنْهَا .
هل يُعد نجاحاً ذاك الذي يشتري نجاحه بقرحه في المعده و لغط في قلبه.. و ماذا يفيده المرض إذا كسب العالم أجمع و خسر صحته؟؟
لو أن أحداً ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد, و ما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم, فما فرق بينه و بين الفاعل الذي يحفر الأرض؟!؟
لعل الفاعل أشد إستغراقاً في النوم و أوسع إستمتاعاً بطعامه من رجل الأعمال ذي المال و السطوه
إِنَّ " اَلرِّضَا بِالْقِسْمَةِ " أَصْبَحَ سَبَّة فِي اَلتَّفْكِير اَلْإِسْلَامِيّ , لِأَنَّ اَلَّذِينَ
تَلَقَّوْا اَلْأَمْر وَضَعُوهُ فِي غَيْر مَوْضِعه , فَسَوَّغُوا بِهِ اَلْفَقْر وَالْكَسَل
اَلْخُمُول , بَدَل أَنْ يُهَوِّنُوا بِهِ كَبَوَات اَلسَّعْي اَلْجَادّ , وَهَزَائِم اَلْعَامِلَيْنِ
اَلْمُرْهَقِينَ , وَمَتَاعِب اَلْمَظْلُومِينَ فِي وَظَائِفهمْ , وَهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ
حِيلَة ! ! .
اِجْتَهَدَ أَلَّا تَسْلُك طَرِيق ضَلَالَة , فَإِذَا سَلَكَتْهُ - تَحْت أَيّ ضَغْط أَوْ
إِغْرَاء - فَاجْتَهَدَ أَلَّا تُوغِل فِيهِ .
وَعَدَ مِنْ حَيْثُ جِئْت فِي أَقْرَب فُرْصَة , وَفِي أَسْرَع وَقْت . .
إن كان تغيير المكروه في مقدورك فالصبر عليه بلاده, و الرضا به حمق
محمد الغزاليإن وخزات الأحداث قد تكون إيقاظاً للإيمان الغافي و رجعه بالإنسان إلى الله
و هذه النتيجه تحول الداء دواء, و المحنه مِنحه, و تلك لا ريب أشهى ثمرات اليقين و الرضا بما يصنعه رب العالمين
إن الإنسان عندما يرتفع عن سطح الأرض تتغير الأشكال و الأحجام في عينه, و تكون نظرته إلى ما دونه أوسع مدى و أرحل أفقاً
و هو هو لم يتغير
كذلك إرتفاع الإنسان في مدارج الارتقاء الثقافي و الكمال الخلقي
إنه يغير كثيراً من أفكاره و أحاسيسه
و يبدل أحكامه على كثير من الأشخاص و الأشياء
و المرء في طور الصبا غيره في طور الرجوله, و هو في طور الشباب غيره في طور الكهوله
و نحن نسطيع أن نصنع من انفسنا مُثلاً رائعه إذا أردنا
و سبيلنا إلى ذلك تجديد أفكارنا و مشاعرنا, كما تجدد الرقعه من الصحراء إذا انضاف إليها مقدار ضخم من المصبات و المياه
إننا نتحول أشخاصاً آخرين كما تتحول هذه الصحراء القاحله روضة غنّاء
إن القاضي النزيه يكمل بعدله نقص القانون الذي يحكم به, أما القاضي الجائر فهو يستطيع الميل بالنصوص المستقيمه.
و كذلك نفس الإنسان حين تواجه ما في الدنيا من تيارات و أفكار, و رغبات و مصالح
الرجل العظيم حقاً كلما حلق في آفاق الكمال اتسع صدره أو امتد حلمه و عذر الناس من أنفسهم و التمس المبررات لأغلاطهم ,فإذا عدا عليه غِرّ يريد تجريحه, نظر إليه من قمته كما ينظر الفيلسوف إلى صبيان يعبثون في الطريق
محمد الغزاليفَالنَّفْس اَلْمُخْتَلَّة تُثِير اَلْفَوْضَى فِي أَحْكَم اَلنُّظُم , تَسْتَطِيع اَلنَّفَاذ مِنْهُ
إِلَى أَغْرَاضهَا اَلدَّنِيئَة . وَالنَّفْس اَلْكَرِيمَة تُرَقِّع اَلْفُتُوق فِي اَلْأَحْوَال
اَلْمُخْتَلَّة , وَيُشْرِق نُبْلهَا مِنْ دَاخِلهَا , فَتُحْسِن اَلتَّصَرُّف وَالْمُسَيَّر وَسَط
اَلْأَنْوَاء وَالْأَعَاصِير .
إِنَّ اَلْقَاضِي اَلنَّزِيه يُكْمِل بِعَدْلِهِ نَقَصَ اَلْقَانُون اَلَّذِي يَحْكُم بِهِ , أَمَّا
اَلْقَاضِي اَلْجَائِر فَهُوَ يَسْتَطِيع اَلْمَيْل بِالنُّصُوصِ اَلْمُسْتَقِيمَة . وَكَذَلِكَ نَفْس
اَلْإِنْسَان حِين تُوَاجِه مَا فِي اَلدُّنْيَا مِنْ تَيَّارَات وَأَفْكَار , وَرَغَبَات
وَمَصَالِح .
« prima precedente
Pagina 17 di 157.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.