ذهب سعد وراح نعيم يتأمل ذلك الأمر العجيب بإغلاق الحمامات. أن يقاتلك عدوك مفهوم، ولكن ما الحكمة في إغلاق حمام أو إجبار الأهالي على التنصر؟ القشتاليون قوم غريبون مختالو العقول على ما يبدو، ولكن ما السبب في اختلال عقولهم؟ ألم تلدهم امهاتهم أطفال أصحاء عاديين مثل باقي الخلق؟ كيف تفسد عقولهم فيأتون بهذه الأفعال الغريبة؟ فكر نعيم في ذلك ولم يجد إجابة إجابة شافية. لعله البرد القارس في الشمال يجمد جزءا من رؤوسهم فلا يسري الدم فيه فيموت أو يفسد، أو ربما هو لحم الخنزير الذي يصرفون في أكله فيصيبهم بالخبل؟
رضوى عاشورلا افهم كيف يدافع النبلاء عن مصالح العرب وقد مولوا الحروب ضدهم وقدموا لفرديناند وايزابيلا انفسهم ورجالهم لغزو غرناطة ؟!
انهم لا يدافعون عن العرب يا ابا هشام بل علن مصالحهم ومصالح مملكة اراجون اثرياء العرب قوة مالية تحتاجها المملكة والاهم من ذلك ان اغلبية اهلنا فى اراجون يعملون فى فلاحة اقطاعية النبلاء وتفرض علينا جميعا اغنياء وفقراء ضرائب اكثر مما يفرض على باقى اهالى المملكة فى هجرة العرب خراب الاقطاعيات وفى تنصيرهم تقليص لما يحصل عليه النبلاء والدولة من مال
هل في الزمن النسيان حقا كما يقولون ؟ ليس صحيحا الزمن يجلو الذاكرة , كأنه الماء تغمر الذهب فيه , يوما أو ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمع.
لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ.
لايسقط الزمن الأصيل من حياة الإنسان يعلو موجه صحيح.
يدفع إلى القاع يغمر ولكنك إذ تغوص تجد شجيرات المرجان الحمراء وحبات الؤلؤ في المحار. لا يلفظ البحر سوى الطحالب والحقير من القواقع, وغرناطة هناك كاملة التفاصيل مستقرة في القاع غارقة
في وحشة سجنك ترى أحبابك أكثر , لأن في الوقت متسعا , و لأنهم يأتون حدبا عليك في محنتك , و يتركون لك أن تتملى في وجوههم ما شئت و إن طال تأملك
رضوى عاشوراستغربت مثلكم عندما وجدت ان اهل مصر يكرهون حكامهم كما نكره حكامنا الاسبان واستغربت اكثر عندما رايت بعينى وسمعت كيف يشير التركى او المملوكى الى الرجال من اهل البلاد فيقول "مصرى فلاح ! " يقولها بتعال وازدراء وكأنه واحد من الاسبان يشير لواحد منا " بعربى كلب "
لا إله إلا الله !
لماذا بقى الصوت حاضراً إلى هذا الحد؟ لماذا تصون الذاكرة أشياء دون أشياء.
رضوى عاشورغريب أمر الأباطرة يمنحون المدن أسماءهم. يتصورونها بغالاً أو أحصنة. يركبونها. يأبدون صورتهم على صهواتها في تماثيل الحديد.
للمدن دهاؤها، تبقي الاسم لنفسها، تسقط عنه صاحبه وتمضي في أمان الله، لا تلوى على شئ.
من ذا الذي ينتحب صباح مساء ولا يفارق حبيبته ولا يطولها؟
رضوى عاشوراحيانا اقول ان الحياة تقسو بلا معنى ولا ضرورة واحيانا اقول حظنا منها وان ساء اقل قسوة من الآخرين , اقل بكثير
رضوى عاشورلماذا يألف المسافر النخيل ؟! لانه فارع الطول كرماح أجداد راسخين أم لان الجمال يؤنس وحشة الروح حين ترى العين الجمال غابة نخيل مكلله جذوعها بالسعف العميم والعراجين تسخو مثقلة بالثمار ؟
رضوى عاشور« prima precedente
Pagina 32 di 50.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.