أمك الساقطة وليست غرناطة
رضوى عاشورTag: humor
كيف احتملت ؟ كيف احتملنا وعشنا وانزلقت شربة الماء من الحلق دون أن نشنق بها ونختنق ؟ وما جدوى استحضار ما تحملناه واعادته بالكلام ؟ عند موت من نحب نكفنه. نلفه برحمة ونحفر في الأرض عميقا .نبكي.نعرف أننا ندفنه لنمضي إلى مواصلة الحياة . أي عاقل ينبش قبور أحبابه ؟ ما المنطق في أن أركض وراء الذاكرة وهي شاردة تسعى إلى الهروب من نفسها
رضوى عاشوركانت سليمة تتطلع إليه تلك النظرة الواضحة المباشرة فيرى فى عينيها الزرقاونين ذلك الضوء الذى أثره منذ سنوات
رضوى عاشوريأتيه وجه سليمة بسمرته ونحوله، وعيناها الزرقاوان، تحتارإن كانتا تشعان جرأة عنيدة أم رهافة تستحى فتدعى العناد
رضوى عاشورما الذى يقوله أهل القرية عنه وهو يذهب كل يوم إلى حيث تذهب النساء، ينتفل من الفرن الكبير إلى الفرن الصغير، ومن المعصرة إلى الطاحونة إلى مضرب الأرز إلى عين الماء؟ لا يحمل بين يديه حاجة يقضيها سوى رغبة ملحة فى رؤيتها. يستغرب هذا العشق الذى لا يسعى إلى لمسها وضمها وتذوق الشهد من شفتيها. لا تطلب روحه سوى رؤيتها
رضوى عاشورتطلعت إليه وهى تسأل عن أخيها فأخذ بالنظرة الصريحة. كانت تقف مشدودة الجذع، مضمومة القدمين كجندى مستنفر. وبدت نبرة صوتها واثقة.الوجه مرآة الروح، وفى هذه الصبية شىء من ماء الدمع يندفع بقوة آسرة، تشعل فيه نار العشق ولوعة السهاد.
رضوى عاشورحكام البلاد يسمون من يهاجم الشواطيء أو سفنهم قراصنة أما نحن فنسميهم مجاهدين
رضوى عاشورلو كنت أعرف أن الزواج يجعلك هكذا وديعة لزوجتك يوم تعلمت الكلام!
رضوى عاشورليس هكذا الانتظار , فهو ملازم للحياة لا بديل لها . تنتظر على محطة القطار , وتركب في الوقت نفسه قطارات تحملك شرقاص وغرباً وإلى الشمال وإلى الجنوب . تخلف أطفالاً وتكبرهم , تتعلم وتنتقل إلى الوظيفة , تعشق أو تدفن موتاك . تعيد بناء بيت تهدم على رأسك , أو تعمر بيتاً جديداً . تأخذك ألف تفصيلة وأنت وهذا هو العجيب , واقف على المحطة تنتظر , ماذا تنتظر ؟
رضوى عاشورالذاكرة لا تقتل , تؤلم ألماً لا يطاق ربما . ولكننا إذ نطيقه تتحول من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه . نقطع المسافات . نحكمه ونملي إرادتنا عليه
رضوى عاشور« prima precedente
Pagina 44 di 50.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.