التجاهل جورٌ أقسى من العدوان.
إبراهيم الكونيقادته تجربته الطويلة مع الانتظار إلى المجهول دون أن يدري. استدرجته ديمومة الانتظار إلى دهليز أطلق عليه اسم الغيبوبة من باب الاستعارة. أدرك بهذهِ التجربة أن الشقوة ليست في أن نفشل، و لكن في أن ننتظر. أدرك أنّ القصاص ليس أن نيأس، و لكن أن ننتظر. أدرك أن البليّة ليس أن نهلك، و لكن أن ننتظر. و العلة ليست في الخيبة (خيبة الطلب)، و لكن لاستحالة أن يستمرئ الإنسان الانتظار أبدًا. بلى، بلى. الانتظار هو ما استعسر على الطبيعة الثانية المسماة في معجم الحكمة: العادة.
في الآونة الأخيرة استعان على هذا الغول بالغيبوبة. لا ينكر أنه روَّض نفسه عليها طويلًا مستنجدًا بوصايا أمّه الكبرى، الصحراء؛ لأن الحياة في ذلك الوطن المفقود ليست سوى انتظار طويل، بل انتظار أبدي لا يضع لأبديته نهاية إلّا النهاية الطبيعية التي هي الموت.
اللهفة على وحدة الهوية، لا تجيز لنا أن نطلق النار على التاريخ.
إبراهيم الكونيلا مكان بيننا لمن لم يؤمن بأن القوانين لم توجد إلا لتكون تلك الأحبولة المثيلة لبيت العنكبوت، حيث يتورط الضعفاء في حين يفلت الأقوياء.
إبراهيم الكونيلا يجب أن ننسى أنّ للحقيقة طبيعة متحولة.
إبراهيم الكونياليأسُ أيضًا خلاص.
إبراهيم الكونيالبليّة ليس أن نهلك، و لكن أن ننتظر.
إبراهيم الكونيكلّ قرار في سبيل الحريّة فوز حتّى لو تبدّى خسارة.
إبراهيم الكونيكأنّ الأبناء يهرمون ما إن يخرجوا من بيوت ذويهم، لأنهم إن لم يتسلحوا بوسم الشيخوخة في خروجهم إلى الدنيا، فإن الدنيا ستستخفّ بهم؛ لِتُنزل بهم الهزيمة في أول مبارزة.
إبراهيم الكونيسارا عبر الحقول الميّتة صامتين. سارا متجاورين صامتين كأنّهما في حلم. كأنّهما يؤدّيان طقسًا مرسومًا بعهدٍ قديم قِدَم الإنسان. كأن صمتهما إدانة لدنس اللسان. كأنّ صمتهما إكبار لبكارة السكون. كأنّ صمتهما إعادة اعتبار لقداسة الصمت مقابل خطيئة اللسان.
إبراهيم الكوني« prima precedente
Pagina 5 di 17.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.