شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل
مصطفى محمودالإنسان يتعرض في كل لحظة من لحظات حياته حتى موته لامتحان تلو الآخر، و تطرح كل لحظة على الإنسان موقفاً و تتطلب منه اختياراً بين بديلات، و هو في كل اختيار يكشف عن نوعية نفسه و عن مرتبته و منزلته دون أن يعلم، فشهوته على سبيل المثال تدعوه كي يشبعها. و قد تكون هناك شهوة أخرى إلى طعام أو إلى جاه، و إشباع هذه الشهوة أو تلك يستدعي تأجيل شهوة أخرى، و هكذا تكشف النفس عن منزلتها بما تفضله، و يقول لنا سلوكنا من نحن بين هؤلاء الشهوانيين؟ و أي نوع من الحيوانات نحن؟ فإذا رفضنا هذه الشهوات جميعها و استجبنا إلى نداء المنطق و الاعتدال، فإننا من أهل النظر و العقل و سندخل في إطار كلمة إنسان بكل أبعادها و نبتعد عن مصطلح الحيوان
مصطفى محمودكنت أحلم بالقيم المثلى و المبادئ الرفيعة التي تسمو بالنفس و ترتفع من شأنها، كنت أحلم بأن أكون مثل والدي رمزاً للخير و الفضيلة و الورع
مصطفى محمودإن الصوفية التي تنادي بإهدار العقل و تُمجّد الفقر و لبس الخرق على أنها الطريق إلى الله هي انحراف في الدين و ابتعاد عن جادة الصواب، و لا ينبغي للمسلم أن يرفض الدنيا، و إنما عليه أن يجعل منها مطية إلى الآخرة. إن مفهوم الزهد عند المسلم هو رفض عبودية المال، لا رفض المال لكونه أجراً كريماً على عمل أو جهد
مصطفى محمودلو اجتمعت سلطات العالم على قلب رجل واحد لما استطاعت أن تُغيّره كُرهاً....هناك في أعمق الأعماق روح أعتقها الله من كل القيود لا سلطان لأحد عليها. حتى الشيطان يقول له الله {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَٰانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } ٤٢ الحجر. و الغاوون هم أولئك الذين اتبعوا الشيطان بإرادتهم و هواهم و دون سلطان منه
مصطفى محمودرحمي:بذمتك فيه في الدنيا عدالة ؟! القاتل الذكي اللي بيقتل عيني عينك في حروب النهب و العدوان حد بيقول له تلت التلاتة كام.. مش بياخد نيشان وترقية على جريمته .. و يقولوا عنه البطل إللي دافع عن الديمقراطية و الحرية و حرر الشعب من نير العبودية إلخ .. إلخما هو كل واحد حيلاقي له شعار و كلام يقوله، و مدام معاه أوامر و ورقة ممضية حايقدر يعمل أي حاجة .. يقتل يسرق ينهب يسجن ..(...)
مصطفى محمودالشرقاوي: طيب و قضيتي أنا فضل الشرقاوي.
رحمي: و دي فيها إيه كمان قاتل و معترف و متلبس .. قتل مع صبق الإصرار و الترصد .. عايز تاخد إيه .. جايزة نوبل ؟
الشرقاوي : أيوة لكن قتلت مين ؟
رحمي : ميشيل مارديكيان صاحب شونة التسليف .. الراجل اللي سلفك .
الشرقاوي : بالربا الفاحش .
رحمي : مفيش إثبات ..
الشرقاوي: واخد أرضي ..
رحمي : لسداد الدين المذكور أعلاه .
الشرقاوي : و قتل أولادي السبعة .
رحمي : بإيه؟ بالتنمويم المغناطيسي ؟
كورس : بالجوع .. بالجوع يا بيه يا متعلم !
رحمي : دة سلاح غير وارد في المادة ٢٣٤ عقوبات .
الشرقاوي: دة سلاح بيقتل مجتمعات بحلها يا حضرة القاضي العظيم ..
رحمي : و أنا عايز وقائع .. حيثيات شهود .. اعترافات .. أحراز .. مش كلمة ..عايمة .. زي الجوع .
الشرقاوي : الشهود كانوا قدامك .. في كل مكان .. في الحواري و الغيطان عيونهم بتقولك كل حاجة .
تذكرتك يارب و أنا أمشي في هذا العالم فشعرت بالغربة و الانفصال و لم أجد أحدا أكلمه و يكلمني و أفهمه و يفهمني.. نبذوني كلهم و رفضوني كما نبذتهم و رفضتهم.. و أحسست بنفسي وحيدا غريبا مطرودا.. ملقى على رصيف أبكي كطفل يتيم بلا أم.
و سمعت في قلبي صراخا يناديك.
كانت كل خلية في بدني تتوب و تئوب و ترجع و سمعتك تقول في حنان.. لبيك عبدي..
و رأيت يدك التي ليس كمثلها شيء تلتقطني و تخرجني من نفسي إلى نفسك.
و اختفى ديكور القماش و الورق و ذاب مسرح الخدع الضوئية.
و عاد اللا شيء إلى اللا شيء.
و عدت أنا إليك.
لا إله إلا أنت.
سبحانك
و لا موجود سواك
القرب منك يضيف.
و البعد عنك يسلب.
لأنك وحدك الإيجاب المطلق.
و كل ما سواك سلب مطلق.
كلنا سنرِدُ النار.. ثم ينجي الله الذين اتقوا.. ولا أعرف هل اتقيت أم لا ؟.. يعلم هذا علام القلوب.. وكل عملي – للأسف – حبر على ورق..
وقد يسلم العمل ولا تسلم النية.. وقد تسلم النية ولا يسلم الإخلاص.. فنظن الواحد منا أنه يعمل الخير لوجه الله وهو يعمله للشهرة والدنيا والجاه بين الناس.. وما أكثر ما يخدع الواحد منا في نفسه ويدخل عليه التلبيس وحسن الظن والاطمئنان الكاذب من حيث لا يدري.. نسأل الله السلامة..
حقيقة المسألة أن الإنسان لم يتقدم و إنما تأخر ، وهو كل يوم يتأخر .
الأدوات التي في يديه هي التي تقدمت و تحول هو من صانعها إلى خادمها ، ثم إلى عبدها .
« prima precedente
Pagina 112 di 121.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.