لأن حبك الكبير هذا, حبك القاهر هذا, مامر عليّ مثله من قبل, ولم تقف عليه حدود مخيلتي العذراء, ولا شغاف قلبي البكر, ولم تتورّد في فمي حلمة حبٍ قبله قط.
التقينا كما يلتقون, جمعتنا الحياة في أزقتها, لكننا لم نتوقع أن تكون الملحوظة التي كتبتها الحياة على هامش التقائنا هناك: "سيقعان في الحب" وعلّقت الورقة الصفراء على لوح القدر.
دائمًا هو الحب الأول خرافيٌ مجنون, حتى لو تأخر إلى آخر العمر, يجيء مراهقًا.
كم يوجعني الشتـاء! ذاكرتي منه موبوءة ومريرة، مثل تواريخ البلاد التعيسة، ليس لأن كل أحزاني حدثت في الشتاء، فلحسن الحظ أن أقداري ليست بهذه الدقة، ولكن الشتاء يملك قدرة وحيدة على بعثها من جديد!، وعلى أن يعيد سرد أخباري مثل راديو الدهر، ويستطيع أن يعيدني صغيرًا جدًا، ويلقيني مرة أخرى في الزاوية المظلمة المغبرة من خزانة الثياب. يستطيع أن يفعل العجائب، هذا الكائن البارد عنده مهمات قهرية أكثر بكثير من مجرد الزمهرير والبرودة !
محمد حسن علوانلأنك تبالغ في وجومك ، مثلما تبالغ في فرحك . هذا يعني أنّك تعيش قيد الحب ،
أو مابعده . الحبّ لا يعلّق على وجوهنا لوحة الحزن االثابتة كما نتوقع .
كلّ مايفعله هو أن يزيد حرارتك درجة واحدة ، تكفي لتجعلك متذبذبا بين حالات مختلفة .
حبك مثل الموت والولادة
صعب أن يعاد مرتين
أي امرأةٍ تلك التي ستكفيني بعد أن رفعتِ أنت سقف الكفاية إلى حد تعجز عنه النساء؟
محمد حسن علوانأنا يا أبي مذ أن فقدتك لم أزل
أحيا على مرّ الزمان.. بمأتمِ
تجتاحني تلك الرياح.. تطيح بي
في مهمةٍ قفرٍ.. ودربٍ أقْتَمِ
وتمرُّ بي كل العواصف .. والردى
يدنو مع الأمواج..و اسمك في فمي
أنا لم أزل أشكو إليك.. ولم تزل
ذكراك قنديل الطريق المعتمِ
أخبريني ماذا ستكونين ؟
نجمة بحر ؟
ورقة حظ ؟
أوراق نبي ؟
أخبريني كيف ستتحركين في الدنيا ، اتركي لي وصية على شكل خارطة ، أتبعها إليكِ كلما أوغلت في البلادة ، واخترت لنفسي عملآ مختلفاً في الحياة .
_
صوفيا لقد عُدْت ،
هل تعودين ؟
اتركي لي رقم غيمة ،
ارسمي الطريق على جبيني بإصبعك الواهنه هذه وسأتذكره حتمًا ،
أعطيني أي شيء منك يضيء باتجاهك يومًا ما !
قلامة ظفر ،
خصلة شعر،
أعطيني زيتونًا من عينيكِ وخبزًا من ظهرك ... سأجيء !
_
اتركي لي تعويذة تطرد لعنات الوجوه من بعدك .
لقد تعبت لنكون معًا ، اجعلينا نبق معا في الخلف هناك ، لا اريد ان تكوني شفقًا واكون ترابًا ، لآأريد ان تكوني ترتيلآ وأكون صمغًا ، لآ اريد ان تكوني موسمًا واكون مجرد تذكرة !
_
سأحلم ، اطرقي بيت احلامي رجاءً
سأترك في قلبي تفاحًا ، كوني تفاحة يا صوفيا .
سأجعل الأطفال يبتسمون ، كوني أسنانًا لبنية يا صوفيا !
هكذا حياة الملآئكة ، رهانٌ مستمرٌ على حمل الضوء مسافة أبعد ، لذلك الكون الذي لا ينتهي ، والله يزيد ، ويزيد .
لآبد من مضمار كافٍ لأخلاقهم ، لابد من مرتع فيه يستبقون ، وينثرون حكاية النور التي تسكُنهم !
ينطلقون بآيات ويعودون بأخرى ، كأن أعمارهم هي عدد الشؤون التي يقضونها في الخليقة !
ثم موتٌ أولُ بعده عدة ميتات مُحتملة ، تتفرّق أجسادهم ، وتُعيد تركيب نفسها من جديد ، على هيئة اخرى ، ولكن لا تتذكر هيئتها السابقة أبدًا !
لآ تتذكر منها طرفة عين !
إننا نُسمّيه موتًا ، لأننا لا ننتقل ، ولا نتحول الا الى رماد ،
إن الموت بالنسبة الى الملائكة مُختلف !
رُبما لا يعني أكثر من فُقدانٍ مُتكرر لذاكرة الحالة السابقة !
شيء اسمه بكاء ، أو غباء !
شيء يتسلل إلى قلوبنا صغيرًا
ثم ينتفخ فجأة مثل صدر ضفدع ويضيق به المكان
فيتسرّب عبر عيوننا حتى لا ننفجر
ليتني أستطيع أن أسدَّ منافذ قلبي أمام هذه الأشياء
كلّ يوم يتسلّل منه الكثير إلى قلبي اللاّهث
عانيت لسنوات من هذه الثغرة القلبيّة المكشوفة أمام جرثومَة البكاء
تعبتُ جداً من كثرة ما أغلقتها كل ليلة كما يغلق الرعَاة أكواخهم ليلة الريح
*آمنتُ أنه من الصعوبة على مثلي أن يتّخذ قراراً كهَذا
قرارا بألاّ تبكي !
كم هي مُحرجة الوعود التي كنت أقطعها أمام شحوبي في المرآة
ألاّ أُعَاود العبث بالدموع ليلة أخرى !
الحب ثمرة يجب أن تُؤكل في وقتها، تؤكل كاملة، مرة واحدة، وفي وقت محدد، أو تفسد! الثمار لا تخزن في خزائن العمر، ولا يقول أحدهم إنها ستصير خمراً. إن الخمر شيء لا تخلقه إلا ألف ثمرة ميتة أصلاً!
محمد حسن علوان« prima precedente
Pagina 16 di 59.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.