ما من يدٍ تُلامِسُ بِفضّةٍ وحدتها
سوزان عليوانرئةٌ، مخذولةُ الأنفاس
سوزان عليوانإلى الجحيم سنذهب.
نحنُ لا نعرفُ أحداً في الجنّةِ
ونراجيلُنا يلزمها جمرٌ كثير
تفتحُ دونَ مواربةٍ قلبها
سوزان عليوانفزّاع الطيور
" كثيرةٌ هي أمنياته
أكثرَ من السنواتِ التي أمضاها واقفاً في هذا الخلاء
أكثرَ من البذورِ التي يحرسها الهواء
عبرَ جسدهِ القليل
يحلمُ بمقعدٍ يُريحُ ساقهُ النحيلةَ
بوضع يدهِ في جيبٍ
في كفِّ امرأةٍ
بغيمةٍ تستقرُّ فوق رأسهُ تماماً
بأطفالٍ طيبينَ يقذفونَ نحوهُ كُرةَ القدمِ
بينَ حينٍ وآخر
بدلاً عن الأحجار
بأزهارٍ قليلة تنبتُ حولهُ
ليطمئنَّ أنَّ أحداً في العالم سيفتقده
إن سقطَ
بضربةِ منجل
سيملؤها الفراغُ بفراشاتهِ البيضاء
وتكتشفُ
كمن يرى نفسهُ لأوّل مرّةٍ في مرآةٍ
أنّ حياتها لا تشبهها
وأنها أساءت فهم الغربة
زمناً طويلاً
لا تحاولي.
لا النعناع ولا نصف الليمونة في ماء النارجيلة
سيعيدان إليكِ طعم الشتاء الماضي.
لأنَّ الصباح فقدَ لهفتهُ
لأنني تجاوزتُ رغبتي
وأفرغتُ الكلامَ من كراكيبه الكثيرة
لأنني بلا أصدقاء
قلبي وردةُ ظِلٍّ
جسدي شجرةُ غياب
لأنَّ الحبر ليسَ دماً
لأنَّ صوري لا تُشبهني
والقمرَ المعلّق في الخزانة لا يصلحُ قميصاً لروحي
لأنني أحببتُ بصدقٍ لا قيمةَ لهُ على الإطلاق
وفقط حينَ انكسرتُ
أدركتُ حجمَ المأساةِ
لأنّ هذه المدينة تُذكّرُني
بصوت امرأةٍ أعجزُ عن نسيان انكسارها
لأنّ الله واحد والموتُ لا يُحصى
ولأننا لم نعد نتبادل الرسائل
يُحدِثُ المطرُ
في الفراغِ الذي بينَ قطرةٍ وأخرى
هذا الدويّ الهائل
أشبّكُ رعشةَ أصابعي بيدِ الريحِ وأمضي
سوزان عليوان بيدٍ مُرتعشةِ الظلال
أواربُ النافذةَ على رطوبةِ الليلِ
على أملِ نسمةٍ خضراء
لأجدني، بلمسةٍ أبعدَ من السفرِ، على عتبةٍ أعرفها:
أصابعي تديرُ مقبضَ بابٍ
تصافحُ غيمةً
تخلعُ معطفي
تعلقّهُ دمعةً على كتفِ كرسي
تمتدُّ إلى سيجارة بطعمِ النعناعِ
في علبةٍ
في قاعِ حقيبتي
تُشعلها
تختفي،مع الوجوه والجدران، في دخانها
في ضبابهِ
المقهى الذي يُشبهُ عناقاً عابراً
بين شارعين
« prima precedente
Pagina 18 di 53.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.