كمن يرى نفسه لأول مرة فى المرآة أن حياتها لا تشبهها وأنها أساءت فهم الغربة زمنا طويلا
سوزان عليوانTag: الغربة
كنت في أعماقي أبكي دون أن يلحظ انكساري أحد سواها
سوزان عليوانفي الضبابِ أضَعْتُ موطئَ ظلِّي
كما يضيعُ عُمْرٌ، حُلُمٌ، حُبٌّ
وطنٌ من بين الأصابع
مثلما يسقطُ خاتمٌ في نهرٍ
مثلما ينكسِرُ فنجانٌ
أو إنسان
ماذا أُسمِّي الفراغَ بينَ شاهدِ قبري وشهادة ميلادي؟
سوزان عليوانوحدي أنا الغريبة ﻻ أشبهُ أحدًا
سوزان عليوانقوسُ القزح، فرحةُ الأطفال ذاتِهمْ، وقد ربّت اللهُ على أكتافِهمْ وابتسم*
سوزان عليوانثم كمحراث ثلج
لدفعت الضفة البائسة
بعيدًا عن ضحكتي
الريح كعبها العالي
الروح كعبها المكسور
لو أن الأيام بيننا
لاقتربنا وابتعدنا كأرجوحة
لأعادتنا لعبة البكاء أطفالًا
لصنعت للصغيرة رجل ثلج
بلمسة من قسوتنا يذوب
بحيرة بجع من طينك الناصع
لدموعي ألفة الطبشور
أرسم طيورًا
تعلو وتعود
حول أناملي خيوط
الأرض منطاد يبتعد
في قعر المرآة
لسماء أدرت ظهري
هل تسامحني النجوم؟
لم أعد ملاكًا
أجنحتي لطيور
لست بالقساوةالتي أظهرها
الظل يبالغ
كمصباح وسط عاصفة أعبر
مستنقع قارس
التماسيح حولي تحوم
ملامحي في السحب
في حضني وجهي الذي سقط دون دوي
قطعة معدنية على قناع استقرت
أغرق لأقترب
مَن سواك؟
كتابتنا ناقصة
أقل من قطرة أيها النهر
أشد قسوة من المشارط أصابعنا
كل ما رسمناه لمحة
لون وحيد كحجر
ثلج
كلما علونا بضحكة
بأسنانه أعادنا إلى أرضنا
لن يصحبنا أحد إلى تلك الحجرات المخنوقة المتربة، حيث لا مفاتيح ضوء و لا نوافذ نواربها. ستكون الأمهات مشغولات بإخوتنا، أشباهًا جارحين كحوافّ المرايا. سيذرفنَ الحسرة دون انتباهٍ في الأواني، ليكون طعام العائلة مالحًا، مرًّا، كالتراب في أفواهنا، كلّما ابتسمنا لملاك يعبر عتمتنا و يتوارى. أمّا الأصدقاء، فلا بدّ أنّهم سيعون فكرة الموت مبكرًا ويرتبكون تجاه التعلّق و الفقد. ربّما يتركون لنا بعض وردات على عتبات أبواب لن تُفتح. سنذهب وحيدِين إذًا، ترافقنا الأجساد لحين، ثمّ تُنسل ببطء خيوطًا لا تلحظها الستائر، تمامًا كالأرواح التي غادرتنا.
سوزان عليوانTag: موت
« prima precedente
Pagina 52 di 53.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.