أعدك أن أنام
غير أنى متعب
والمشقة فى قلبى لا فى الطريق
والعتم فى عينى
في سمعى
فى الأعوام التى توالت عاما بعد عام
ولم أر
أعدك أن أنام
أن أنتظر الصباح المقبل
وما يليه
لكنى مجبر علي الرحيل الآن،
لا عمل أو موعد أو نزهة أو أى
شىء من هذا القبيل
فأنا متعب وقد خدمت روحى ما استطعت
ما الذى يجعل نومك
هادئا
مثل تفاحة
تنهضين
يطلع الصباح من السرير
لا الألم
بل مكانه بعد أن يزول
مكانه الذي له
يبقى موجعاً
لشدّة ما يزول
أسأل الرجل الذى صادفته فى حلم الرجل الآخر:
إن سلكت إسفلت هذه الطريق، هل أصل؟
يقول: إلى أين؟
أقول: لا أدرى، ولكن هل أصل؟
يقول: لم أدر من قبل أنّ طريقاً قد تفضى إلى هناك؟
ويقول:ربما قلبكَ هو الطريق.
لفرط ما أحذف النهارات لم يبق مني الا كائن الأرق، شبيهي، الذي يحسب ان الوقت يمضي اذا مشيته مراراً من الباب الى النافذة، من الشرفة الى النافذة، من النافذة الى النافذة، ولا ادرك جدواه. لفرط ما أحاول نسيان الوقت أقع في خطأ الانتظار واعلم ان من هو مثلي لا ينتظر شيئاً ولا يرغب في شيء، لأن الاشياء قاطبة تقيم في نهارات احذفها لكي لا يبقى مني الا رميم الأرق، شبيهي، الذي ما عرفت سواه.
بسام حجارإصغاء
منورُ الإصغاء هو الزجاج الناصع ، بل الطيف المقيم فى البعيد ، هو العناق إذا كان اللقاء والعناق ، إذا كان البعاد والدمع ملحاً لهذا وذاك ، هو القبلة على الخد ، على الشفة ، أو فى راحة اليد ، الدافئة ، هو اللمسة بالإصبع أنملُها الرعشة تسرى مثل التعاريق فى الأملس الكثيف ، لعتمة القلب ، هى الرخامة الأرق من سماء ، إذا السنونوات أخلت بها ، الأنصع من أقحوانة هى القبر ، ظنت منه المياة ، وكان لى التوأم ، ملاذ الغرباء رحَّل ومقيمين ، أشقاء وأغياراً فى صحبة الملاك ، هو الملاك الأرق من قطرة مكثت برداً على التويج على البتلة ، على ساقة الإعياء لبخور مريم ، لزنبقات يوسف ، الوحيدة ، هناك ، على سفح قريب ، على شرفة مائلة .
في إطارٍ مُرتَجَل
لا أحد هنا،
وهنا
لا تُسمّى القبور ـ
ولو مأهولةً بالموتى ـ
تلك التي يخلّفها المسافرون ـ
قبوراً
بل علامات
لمسافرين سوف يمرّون بها
من بعدهم
ويتركون بجوارها قِربَةَ ماء وأطعمةً وأغطيةً وآثار أقدام،
هنا
لا تُسمّى المواكبُ إليها جنازاتٍ بل
أسفار،
لا تُسمّى القبور إلى جانبِ الطريق
ـ ولو غير آهلةٍ ـ
قبوراً
بل مزارات
(كأن يمرّ بها الغريبُ، عابرُ السبيل، ويتركُ بقربها منديلاً، أو شالاً، أو عقب سيجارة، أو حصاةً ينتقيها للذكرى، ويرمي بها فوق كومة الحصباء والأحجار لا ليخلّف أثراً بل ليمحو أثرا فلا المزار علامة ولا الحصاة ولا الغريب)
بيوتٌ مُرتَجلةٌ في العراء
لم تكتمل بعدُ
ولم يقطنها بعدُ
أحدْ
لكنّها، منذ البَدءِ، مأهولة بشخصِ الذكريات
ولا تُسمّى أضرحةً فلا مَن يرقد فيها
مجرّد علاماتٍ يلتفت إليها العابر بسيّارته مُسرِعاً
أو المارّ بها سائراً على القدمين،
ساهياً،
لا أشجار باسقة شاكيةً تحيط بها أو تظلّلها،
لا شواهدَ
لا أسماء
لا أسوار
لا شارات
لا دروبَ
قبل أن يحجبكَ عنها،
المفترق
أنتَ لا شىءَ
وحديثُكَ عابرٌ، مثلك،
بين عابرين
لذلك
أتحدّث عنّي،
أنا،
العابر قليلاً
في ظنِّك
« prima precedente
Pagina 2 di 2.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.