ألا يا نسيم الفجر سلم على فجري // فقد غاب في الليل الطويل من الهجر
متى يا حبيب القلب هجرك ينتهي // ومن أول الأيام فيه انتهى صبري ؟!
و إني لأحمل في غضبها من الهم ما لا أرهق بأوجع منه لو عاداني كل من معي وجفاني كل ما حولي ،
ولكانت والله قد هانت لو أنها غضبة عدو ، ولكنها غضبة حبيب هو بحبه فيها .
يا ظلام القمر ... كيف تكون ظلاماً وقد تعلقت بمخلوق النور ؟؟
يا لطف نفسي للعشاق ! تحسبهم .. يوم النوى نزعت من قلبهم قطعُ
الحب قاتِلهم بالصبر إن صبروا .. والحب قاتِلهم بالهمّ إن جزعوا
إن ودعوا ذاهباً لم تلقَ حزنهمو .. من أنه سار ، بل من أنهم رجعوا
ربي ، متى تَهبُ الأحزان مخترعاً .. في هذه الأرض للنسيان يخترعُ ؟!
الحب إيمان النفس بكائن طاهر ، والدين إيمانها بكائن خفي ، ألا يكون ذلك أسلوباً في الطبيعة
لحفظ الإيمان في الإنسانية ؟!
فسبحان من علم آدم الأسماء كلها لينطق بها ، وعلمك أنت من دون أبنائه وبناته السكوت ..
والسلام عليك في أزلية جفائك التي لا تنتهي ، أما أنا فالسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ..!
حيّا وسلّم ثم صافح تاركاً .. يده على الكبد التي أدماها
وأتى لعتذر الغزال فلجلجت .. كلمات فيه ، ففي فمي أخفاها
ودنا ليغترف الهوى ، فتهالكت .. أسراره فرمت به فرماها
قلب الحبيب متى تكلم لم تجد .. كلماً ولكن أذرعاً وشفاها !
وكنت مع طيفها كأني ملقى في حالة من حالات الوحي لا في ساعة من ساعات الكرى
ورأيت حباً رائعاً معبوداً أشعرني إذ ملكته في تلك الخطرات أن الإنسان قد يملك من الجنة
نفسها ملكاً وهو على الأرض في دار الشقاء إذا هو احتوى بين ذراعيه من يهواه !
كأن هذا الحب قد ضرب بيننا وبين الحقائق بسورٍ
ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب ،
فكل ما رأيناه رأي العين من فرح الأشياء ولذتها
علمناه في علم أنفسنا أوجاع مكابدة وآلام حرمان !
إذا آمنت لم تعد بمقدار نفسك .. ولكن بمقدار القوة التي أنت بها مؤمن
مصطفى صادق الرافعيTag: وحي-القلم
كنت أرى أن الحب هو الطريقة التي يعثر بها الإنسان على روحه وهو مغشى بماديته، فيكون كأنه في الخلد وهو بعد في الدنيا وأكدارها، فأصبحت أرى الحب كأنه طريقة يفقد بها الإنسان روحه قبل الموت، فيعود كأنه ضارب غمرة من الجحيم وهو قار في نسيم الدنيا!
مصطفى صادق الرافعي« prima precedente
Pagina 50 di 70.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.