تستطيع الايديولوجية أن تعيش في لغة الجماعة , من دون أن تلمس واقعها وان تكون أفكار مضيئة في وطن مظلم وبديلا من الأمان في وطن خائف وبديلا من العدل في وطن مقهور ... ان الايديولوجية تستطيع ان تتكلم بينما جميع الناس ساكتون وذلك للاسف ما حدث للاسلام في غياب شرعه الجماعي
الصادق النيهوملقد سقط نظام الادارة الجماعية وسقطت معه, مسؤولية الناس عن مصيرهم في هذه الحياة الدنيا . وتقدم الفقهاء لحل معضلة لا يملكون لها حلا. وخلال وقت قصير كان الفقه الاسلامي يفسر الاسلام بأسره , تفسيرا قائما على التبشير بجنة سماوية في حياة أخرى , وكانت فكرة الجنة في هذه الحياة أو على الاقل نصف الجنة قد خرجت من حسابات الفقه الاسلامي إلى الأبد
الصادق النيهومإن الله لم يفطر الناس على الصلاة الصوم وتقبيل الصلبان وحجاب المرأة بل فطرهم على حب الحياة الآمنة التي لا تستطيع أن تكون حياة , أو أن تكون آمنة إلّا في مجتمع إنساني قادر على ردع منطق القوة بضمان حقّ الاغلبية في صياغة القوانين . وهي الرسالة التي عمل الأنبياء على تبليغها بالدعوة إلى إقامة العدل . وعمل الفقهاء على تغييبها بالدعوة إلى إقامة الشعائر , في معركة لا مبرر لها سوى حاجة الفقه إلى تطويع الدين في خدمة الاقطاع
الصادق النيهومثمة أمامنا طريقين ,
الاولى : ان ننكر واقعنا الحرج ونكتم صوت العقل , مصرّين على القول بأن الاسلام ( هو ما وجدنا عليه آباءنا . وإنّا على آثارهم لمقتدون ) وهي وصفة عملية جدا , من شأنها أن تغلق باب النقاش من أوله , وتضمن لنا أربعة عشر قرنا أخرى من تقليد السلف الصالح , نقضيها في حماية رعاتنا من الملوك والرؤساء والسلاطين الذين نجحوا حتى الان في أن يكفلوا لنا موقع الصدارة بين أكثر شعوب العالم تخلفا وفقرا . فنحن حاليا أمة تتسول لقمة عيشها اليومي من دول الشرق والغرب , وتعيش على الصدقات والهبات , وتعاني مآسي الحروب الأهلية على طول المنطقة الممتدة من الصحراء الغربية إلى قرى الأكراد في العراق , وتتلقى الهزائم على جميع الجبهات الصغيرة والكبيرة وترزح تحت أسوء نظم الحكم التي عرفها التاريخ وبتدو مضحكة ومبكية أيضا مثل مهرج مات في منتصف العرض .
الطريق الاخرى _ والاكثر مشقة _ هي أن ننظر إلى الواقع في عينه وننصت مليا إلى صوت الحق. فالاسلام الذي ورثناه عن أسلافنا , ليس هو الاسلام الذي بشّر به القرآن , بل نسخة ناقصة عنه ومشوهة إلى ما لا نهاية . إنه مجرد بديل فقهي صنعه الاقطاع على مقاسه , بأن سلبه قلبه وصوته معا , وأحاله إلى صنم أجوف , قد يشبه الاسلام في شكله ولغته لكنه يختلف عنه عمليا بقدر ما يختلف الميت عن الحي . واذا كنا حريصين على جوهر الدين حقا , ويهمنا أن نلتزم بروح النص ومحتواه , فإن علينا أن نراعي أن جميع نصوص القرآن وفتاوى أصحاب المذاهب وخبراء التشريع الاسلامي قد إلتفت على القول بأن الاسلام لا يقوم من دون سلطة الاغلبية , وأن كل محاولة لتطبيق الشريعة من دون إشراف المواطن على سير الادارة وإصدار القوانين فكرة موجهة لضرب الاسلام باسم الاسلام
فالعيد الحقيقي ليس هو اليوم الذي تحدده مؤسسة ما في شهر ما بل هو كل يوم يفتح في المواطن عينيه في وطن يعمه السلام والعدل والنعمة معا . إنه عيد له فرحة ملموسة في أرض الواقع وليس مجرد مناسبة تاريخية , للاحتفال بواقع آخر .
الصادق النيهومونداء " الله اكبر , الله اكبر "" يعني أن مجتمعنا ليس فيه مواطن صغير
الصادق النيهومفي ضوء , هذا الواقع , ازدادت صيغة الجامع غيابا عن ثقافتنا السياسية المعاصرة , حتى أصبح مجرد طرحها للنقاش فكرة " لا تليق " بروح العصر . فليس ثمة فرصة حقيقية الان في ثقافة العرب أو في واقعهم لاستعادة هذه الصيفة أو طرحها بين الحلول المقترحة أو الدفاع عنها ضد أصحاب المصلحة في تدميرها . إلا بجهد إداري مركّز قادر على اختراق جدار الصمت والصمود في معركة طويلة معقدة لايصال صوت الناس الى الناس , ومواجهة قكرنا السياسي المعاصر بابعاد الكارثة الدستورية والادارية التي حلّت بأمتنا في غياب نظام الجامع . وهي معركة قاسية حقا , لكنها مضمونة النتائج , بموجب أربعة بنود أساسية في منطق المعركة نفسها .
( يفصل الصادق البنود الاربعة )
ليس ثمة فرق في نهاية المطاف.. إذا حفرت في الأرض تصنع بئراً وإذا حفرت في السماء تصنع مئذنة
الصادق النيهوملايفهم الحرية باعتبارها هدفاً سياسياً بل بإعتبارها ضرورة انسانية
الصادق النيهومTag: نقاش صادق-النيهوم
إن الحضارة لايمثلها الغرب أو الشرق بل يمثلها الانسان القادر على تذوق الجمال أينما يراه
الصادق النيهوم« prima precedente
Pagina 3 di 4.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.