يُغفل المجتمع تلك الضوابط الخفية التي أنشأها في أعماق نفسه الجيل السابق المتحفظ، والتي لن يخلفها هو للجيل المقبل لأنه غير مؤمن بها، يظنها تشدداً بلا ضرورة ولا لزوم!
ثم يتراجع هذا الجيل ويجيء جيل جديد يربيه الأب والأم الذان ذاقا شيئاً من "المتعة" ولم يسقطا السقوط الكامل ولن ينظرا إلى التقاليد "المتزمتة" بعين الاحترام.
ومن ثم ينشأ الجيل الجديد وقد ضعف الشخص الواقف في داخل النفس بالمرصاد، ولانت العصا لم تعد تترك أثراً في الضمير،ـ وتفككت التقاليد فلم تعد تمنع المحظور.
ويأتي جيل يرى أمةً قد تعرت، من شيء من الثياب وشيء مماثل من الفضيلة.
الولد الذي يرى أمه عارية لا تثور في نفسه نخوة الرجولة والحرص على الأعراض، فقد زالت في نفسه حرمة الجسد، وصار نهباً يباح للعيون وبعد ذلك لما هو أكثر من العيون.
إن الذي يغرق في الشهوات يظن بادئ الأمر أنه يستمتع بلذائذ الحياة أكثر مما يستمتع غيره . ولكن هذا الظن الخاطئ يسلمه بهد قليل إلى عبودية لا خلاص منها ، وشقاء لا راحة فيه، فالشهوة لا تشبع أبدًا بزيادة الانكباب عليها ، ولكنها تزداد تفتحًا واستعارًا، وتصبح الشغل الشاغل لمن تملكه فلا يستطيع التخلص من ضغطها عليه ، فضلًا عن التفاهة التي يهبط إليها حين يصير همه كله أن يستجيب لصياح الشهوات
محمد قطبومزية الإسلام في مسايرته للفطرة أنه لايترك وتراً من أوتار النفس لا يُوقع عليه، ثم هو لا يوقع على وترٍ أكثر من طاقته ، أو يبخسه قدره فلا يوقع عليه مايستحق من نغمات.
وبذلك يشمل الكيان الإنساني كله ، وفوق ذلك يحدث التوازن في داخل النفس بشدها إلى أوتارها جميعاً فلا تميل من هنا ولا تميل من هناك ، والتوقيع على أوتارها جميعاً فلاتنطق من جانب وتظل في الجانب الآخر صماء .
طريقة معالجة الإسلام للخطوط المتقابلة للنفس البشرية '
كتاب منهج التربية الإسلامية لـمحمد قطب
ونقل هذا الإقتباس ايضاً في كتابه دراسات في النفس الإنسانية ..()
Tag: محمد-قطب دراسات-في-النفس-الإنسلنية
« prima precedente
Pagina 9 di 9.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.