في الجنة سنرى ملائكة كالنعيم... وأخوة وأصدقاء وأقارب كالفرح..
سنرى أخوة سبقونا بالإيمان تحرقنا لرؤيتهم وأبكتنا سيرهم وإنجازاتهم..
سنقيم الولائم والحفلات لمحمد وأخوته الأنبياء عليهم السلام..
لدى كل واحد منا متسع من الوقت لكي يلتقي بكل نبي ويراه ويكلمه
ويسمع قصصه وأخباره..
لدينا متسع من الوقت لكي ننفرد بأبي بكر وأخوته الصديقين..
ونقيم الأمسيات والسهرات لحمزة وأخوته الشهداء..
ونحتفل بعمر وأخوته المهاجرين، وسعد بن معاذ وأخوته الأنصار،
لدينا أشعار ومشاعر نقولها بين يدي بلال وأخوته المعذبين والمناضلين في سبيل الله..
إنها الجنة وقد قيل لنا عند بواباتها: ادخلوها بسلام..
سلام لن نرى معه سوى الأحباب..
ولن يفصلنا عنهم سوى الشوق والأشعار..
لدينا متسع من الوقت..
أليست مليارات السنوات بكافية؟
أليست مليارات المليارات من السنوات أطول من أعمارنا الستينية التي يضيع تسعة أعشارها بالنوم
والأمراض والصيانة والعمل والكد....
في الجنة لا طمع بما عند الآخر ولا جشع ولا سطو على ممتلكات الغير..
الكل يتمنى أن يعطي ويهب ويهدي..
الكل يشعر أنه أغنى البشر..
المرأة لا تحتاج في الجنة إلى ولي أو وصي أو شهود..
تنتقي ما شاءت، وتتزوج من شاءت..
لها عالمها الخاص..
ووليها (في الدنيا) في شغل عنها إلا إن دعته لمشاركتها احتفالاتها..
فنحن في الجنة حيث لا خوف،
ولا رجال كالذئاب والوحوش يلاحقوننا،
ولا رجال يلبسون لباس النصح من أجل استغلالنا..
نحن هنا حيث لا أمراض ولا عيادات نساء وولادة، ولا متاعب صحية أو حمل أو ولادة أو نفاس..
الأب لا سلطة له في الجنه على ابنته،
ولا حاجة لابنته كي يوافق على زواجها،
فهي مستقلة عن خلق الله في عالمها المدهش العظيم،
وعلاقتها معه في هذا النعيم علاقة أخوة وحب في الله..
الزوج لا قوامة له في الجنة..
الزوج والزوجة في الجنة لا يلتقيان كما في الدنيا على تقاسم المسئوليات،
وأعباء المعيشة وتربية الأولاد والعناية بهم والقوامة (المسئولية) وتحمل أخطاء بعضهم مع بعض،
الزوجان في الدنيا يقدمان التنازلات من أجل أن تبحر السفينة بسلام,
أما الزوجان في الجنة فلا تنغص لقاءاتهما حسابات النفقة والمعيشة، أو شروط عقد الزواج ومسئوليات الأبناء والمنزل والوالدين،
ولا تفلت أحد الطرفين من التزاماته،
لم تعد المرأة تحمل هم زوج يتسلل إلى غرفتها قبيل الفجر..
لا تحمل هم تعلقه بأخرى أو أخريات،
أو تقصيره في النفقة أو العطف والرعاية والاهتمام،
أو انطفاء مشاعره نحوها واختفاء عباراته الدافئة مع مرور الليالي والأيام
والزوج لن يحمل هم انصراف زوجته عنه نحو أبنائه،
ولا انصرافها عن الاهتمام بمظهرها وأناقتها مع تقدم سنها،
ولن يحمل هم تجعدات وجهها ويديها وجسمها بعد اليوم..
لنَ نفترقَ ولنَ نخاف البّعد ولا الموت و لا الظروُف ولا السفَر في الجنّه
لن نغـآر ولن ننآم ولن نتعَب في الجنّة
لا بكَاء ولا جروح ولا دموع ولا ألّم في الجنّة
سأكون مطمئنه حتماً عليكَ لأنك لن تمرضَ ولن تتعب ولن تجوُع و لن تموت في الجنّة
سنكَون على سُرراً متقابلين وسنشرب خمراً /و نأكل عنباً / !
في الجنّة : ستموت خصيلاتّ الشّيب و هالآت ألعيّن و أجهاد السهّر و دموعَ الحنيّن !
في الجنّة سنكَون أجملَ بكثييير
قال أبو هريرة رضي الله عنه لرجل من أهل اليمامة:
(يا يمامي.. لا تقولن لرجل: والله لايغفر الله لك، أو لايدخلك الله الجنة أبدا.
فقال اليمامي:
يا أباهريرة إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب.
قال: فلا تقلها.. فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
كان في بنى إسرائيل رجلان كان أحدهما مجتهدا في العبادة، وكان الآخر مسرفا على نفسه،
فكانا متآخيين، فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب فيقول:
يا هذا أقصر، فيقول: خلني وربي أبعثت على رقيبا؟
إلى أن رآه يوما على ذنب استعظمه، فقال له: ويحك اقصر. قال: خلني وربى أبعثت على رقيبا؟
فقال: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة أبدا....
فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما واجتمعا، فقال للمذنب :
اذهب فادخل الجنة برحمتي. وقال للآخر:
أكنت بي عالما..؟ أكنت على ما في يدي خازنا..؟ اذهبوا به إلى النار.
قال:
فوالذي نفس أبي القاسم بيده لتكلم بالكلمة أوبقت دنياه وأخرته)
كم منا من كان يغفل عند الحكم على الآخرين تلك الأسرار التي بين الإنسان وبين ربه،
والعلاقات الخفية التي تربط الآخرين بربهم،
كصدقة السر، وذكره في الخلوات، والتوكل عليه، والثقة بنصره ووعده،
وتقديم حبه على كل حب، واحتراق المشاعر عند رؤية المظالم التي حرمها الله على نفسه وحرمها على عباده،
والرحمة بالخلق وقضاء حاجاتهم، والجود وإغاثة الملهوف،
وشكر الله كلما وقعت عيناه على من هو أضعف منه أو أقل شأنا..
وأشياء كثيرة تطمسها لائحة التفوق على الآخرين التي نعلقها على جدران غرورنا.
كم أنا بشوق إلى إبداع أحلم بتحقيقه، لكن الأرض لاتطيقه..
كم أنا بشوق إلى عالم دون حروب ومآس وحسد وأحقاد..
عالم بلا ممنوعات او قمع أو سلطات..
كم انا بشوق إلى الجنة..
كم أنا بشوق إلى أن يجمعني الله في فردوسها ومن يقرأ هذه الحروف مع النبياء والصديقين والشهداء.
أطالت القراءة، وأطلت السفر في عالم هي شمسه..
لم يكن هناك مايقلقني ما دامت بين عيني، ولم يكن يأخذني من الغيبوبة بها سوى كلماتها...
لم يتداعى قلبي حتى الآن إلا أمامها ولا أدري ما حيلتي أمام هذا النعيم المحاط بالنعيم..
تمنيت لو تطول وتماطل وليطول وقوفي..
كان صمتها يستدعي المزيد من الشغف والكتابة.
توارات نجمة عني كحلم.... تجر ثيابها فيتيه عقلي
أتعلم نجمتي أني وحيد.... يجوب الحزن أشعاري وليلي
أيحمل كفها في الليل شعري.... وتقرأ بعضه فتئن مثلي
محال فالنجوم بلا قلوب.... أحب بريقها وتحب قتلي
« prima precedente
Pagina 4 di 5.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.