لأن "ثوريي" السياسة والكتابة في العصر العربي الذي نعيشه يفترضون أن الجدية تتمثل بالكلمات الفخمة ذات الرنين العالي،والشعارات الكبيرة،و أيضا بالبطل الإيجابي الذي ينتصر على كل أعدائه،والذي لا يعرف الخوف أو الإبتسام،فقد اتخذتُ موقفاً معاكساً منذ وقت مبكر:أن أحب أشياء كثيرة لا يحبها "الثوريون"،أو يتظاهرون أنهم لا يحبونها.أحببت القراءة لدرجة الإدمان.أحببت الموسيقى لدرجة إفساد الآخرين.أحببت المسرح لدرجةٍ أفضله على الإجتماع الحزبي.أحببت الوردة والورقة الخضراء و الشكل الجميل،وهكذا وجدت نفسي،و منذ وقت مبكر،متورطاً في أشياء لا يحبها "الثوريون"!
لم يكن هذا الموقف رغبة في المشاكسة،وإنما لتقديري أن الأشياء مترابطة متداخلة،وأيضا مشتبكة و متشابكة،بحيث لا يمكن فصلها عن بعضها،أو لا يمكن أخذها مجزأة.فالثوري،سياسياً أو كاتباً،إذا لم يستطع اكتشاف الصوت الجميل،أو اللحظة البراقة؛إذا لم ير في الحياة هذا الطيف الهائل من التنوع و الغنى و التداخل لا يمكن أن يكون سياسياً جيداً أو كاتباً جيداً.
يبدو أن هذا الكمّ من الحماقة الذي يرقد في قلب الإنسان يجعله يفكر بطريقة حمقاء أوّلا ؛و يدفعه لأن يتجاوز البديهيات بعد ذلك .. و إلى أن يقتنع، و بعد أن يدفع ثمناو غالبا ما يكون كبيرا، و في بعض الأحيان حياته
يتعلم .. لكن الوقت يكون متأخر .
يجب ان نكون شديدي الحذر من الشعارات الكبيرة ومظاهر التقوى علينا ان ننظر الى الاشياء الصغيرة والبسيطة قبل ان ننظر الى الكلمات الكبيرة واللافتات لان هذه الاخيرة غالبا ما تخفي الاعمال الرديئة والاكاذيب ، والا كيف نفسر كل ما يقع تحت ابصارنا وسمعنا في كل لحظة ؟ وكيف نفسر السجون والقتل والسرقة وعشرات الارتكابات الاخرى في ظل الشعارات الكبيرة ومظاهر التقوى .
عبد الرحمن منيفاللغة السرية في بلادنا وحدها اللغة المتداولة، وهي نتيجة السجن الطويل، سجن الأباء والأديان والاقوياء، ولا احد يعرف متى يمكن أن تترجم هذه اللغة الى كلمات فوقائع يقرأها جميع الناس ويعرفون في أي مستنقع يعيشون !
عبد الرحمن منيفهناك مسائل ياوليدي، ما يخلتف فيها اثنين: الشجاعة للألمان، والدهاء للإنكريز، واللي يحبّون الدنيا والكيف الفرنسيين، والطرب للأتراك، والصبر لأهل الهند والصين، واللي يرمون قروشهم بالقاع وما يخافون الأمريكان..
وحنّا، وبتوفيق من الله، نصلي ورا علي وناكل مع معاوية .. بالسياسة مع الانكريز وبالمصلحة والشغل مع الأمريكان!".
في أحيان كثيرة الكلمة تحيي وتميت، وأغلب الناس لا يدركون ذلك
عبد الرحمن منيفالفرق كبير، كبير جداً، بين ما نرغب فيه وما نقدر عليه
عبد الرحمن منيفكيف نستطيع أن نتحدث عن الأمور الأخرى ما دام السجن الآن هو عارنا، وهو الذي يأكل زهرة أيامنا وأحسن رجالنا ومادام يطاردنا حتى في المنافي
عبد الرحمن منيفهؤلاء الشرقيون عاطفيون وسريعو التأثر، ويمكن لارواحهم، وهي تغادر اجسادهم، ان تنفجر، لانها ارواح شفافة، وهي على شكل بالونات صغيرة ذات لون ازرق.
عبد الرحمن منيفإن العلاقة بين البشر، والصداقة بشكل خاص، لا تقاس قوتها، ومتانتها بالزمن وحده
عبد الرحمن منيف« prima precedente
Pagina 13 di 34.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.