لماذا تعانينَ من عقدة النقص؟
تختلقين الأكاذيبَ
تنتحرينَ بقطرة ماءْ
وتستعملينَ ذكاءك حتى الغباءْ
لماذا تحبين تمثيل دور الضحيةِ؟
في حين ليس هناك دليلٌ
وليس هناك شهودٌ
وليس هنا دماءْ
ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟
وجريرٍ .. والفرزدق؟
ومن الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة ..
ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..
وتوقيع البيانات .. وتحطيم المتاجر..
وهي تدري أننا لم نكن يوما ملوكَ الحرب..
بل كنا ملوك الثرثرة
(كرمة ابن هانيء ) تفتح لنا ذراعيها ..
نضع رؤوسنا المتعبة على صدر أحمد شوقي ونبكي ..
نشكو إليه سقوط دولة الشعر أمام دولة المقاولين ، والمرابين ، والسماسرة ، وتجار السلاح ..
نشكو إليه هذا الزمان العربي الذي انفصل نهائياً عن الشعر .. وتحول إلى نثر رديء ..
نشكو إليه قسوة هذه الصحارى العربية التي تحدها العصبيات القبلية من شرقها ، وتحدها جبال الأنانية من غربها ، وتحدها الأورام النفطية من جنوبها .. والكلاب البوليسية من شمالها ..
نشكو إليه هذه السماء المعدنية الممتدة من المحيط إلى الخليج .. والتي تمطرنا ملوحةً وقرفاً وطاعوناً وجنونا ..
نشكو إليه كثافة الملح على شفاهنا .. وتراكم البشاعة في نفوسنا ، وجفاف الينابيع في داخلنا ..
نشكو إليه موت جميع العصافير الحب العربية .. مقتولةً برصاصٍ عربي ..
نشكو إليه حياتنا التي أصبحت رحلةً مرعبةً بين حبة فاليوم أخذناها .. وحبة فاليوم سوف نأخذها ...
لماذا البحر الطويل ، والبسيط ، والوافر ، والكامل ، والرجز .. إذا كان بحر النفط هو سيد البحار ؟ ..
لماذا الفصاحة ، والبلاغة ، والبديع ، والبيان ، إذا كانت المصفاة التي تكرر النفط .. أهم من القلب الذي يكرر الدم ..
ثم ماذا يفعل شاعر مثلي رأسماله الكلمة .. إذا كان الكلام ذاته محجوزاً عليه ، وموضوعاً تحت الحراسة ..
اللغة العربية في طريقها إلى الانقراض .. لأنها لا تــُستعمل ..
والشفاه العربية في طريقها إلى الضمور .. لأنها لا تهتز ..
والأصابع العربية في طريقها إلى الزوال .. لأنها لا تتحرك ..
وما دام الكلام ممنوعاً من الكلام ..
وما دام الصوت ممنوعاً من أن يكون له صوت ..
وما دامت الدمعة لا تجد قناة تصب فيها .. فإننا سائرون حتماً إلى عصر انحطاطنا الثاني .. فعصور الانحطاط لا تجئ إلا عندما تـُمنع أمة من استعمال شفاهها ..
Tag: العصافير-لا-تطلب-تأشيرة-دخول
آهٍ يا أرض الكتب المقدسة التي لا قداسة فيها لكتاب ..
ويا أرض النبوءات التي أكلت جميع أنبيائها ...
Tag: العصافير-لا-تطلب-تأشيرة-دخول
علمني حبك .. أن أبكي من غير بكاء
نزار قباني.. كم أنا أحبك حتى أن نفسي من نفسها تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك .. فلولا عيناك لا شعر يُكتب ..
فرحا بشيء ما خفيٍّ، كنْت أَحتضن
الصباح بقوَّة الإنشاد، أَمشي واثقا
بخطايَ، أَمشي واثقا برؤايَ، وَحْي ما
يناديني: تعال! كأنَّه إيماءة سحريَّة ٌ،
وكأنه حلْم ترجَّل كي يدربني علي أَسراره،
فأكون سيِّدَ نجمتي في الليل... معتمدا
علي لغتي. أَنا حلْمي أنا. أنا أمّ أمِّي
في الرؤي، وأَبو أَبي، وابني أَنا.
فرحا بشيء ما خفيٍّ، كان يحملني
علي آلاته الوتريِّة الإنشاد . يَصْقلني
ويصقلني كماس أَميرة شرقية
ما لم يغَنَّ الآن
في هذا الصباح
فلن يغَنٌي
الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال.
نزار قبانيلم تستطيعي ، بَعْدُ ، أن تَتَفهَّمي
أن الرجال جميعهم أطفالُ
Tag: التمثال-إلى-تلميذة
« prima precedente
Pagina 29 di 37.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.