الفكر البشري حين يتحرر ويخرج على التقاليد لا يستطيع أن يحتفظ بطابع اليقين على أية صورة. إنه حين يشك في أمر واحد من أمور حياته لا يستطيع أن يقف في شكه عند هذا الحد. فالشك كالمرض المعدي لا يكاد يبدأ في ناحية حتى يعم جميع النواحي. والإنسان إذ يكسر تقليداً واحداً لابد أن يأتيه يوم يكسر فيه جميع التقاليد. وهو بذلك قد استفاد من جهة وتضرر من جهات أخرى ص27
علي الوردي Ali Al-Wardiإن التماسك الاجتماعي والجمود توأمان يولدان معاً. ومن النادر أن نجد مجتمعاً متماسكاً ومتطوراً في آن واحد. ص20
علي الوردي Ali Al-Wardiإن من شرائط البحث العلمي الدقيق أن يكون صاحبه مشككاً حائراً قبل أن يبدأ البحث. أما أن يدّعي النظرة الموضوعية وهو منغمس في إيمانه إلى قمة رأسه فمعنى ذلك أنه مُغفّل أو مخادع. ص40
علي الوردي Ali Al-Wardiالعقل البشري لا يحس بوطأة الإطار الموضوع عليه إلا إذا انتقل إلى مجتمع جديد، ولاحظ هناك أفكاراً ومفاهيم مغايرة لمألوفاته السابقة. إنه يشعر عندئذ بأنه كان مثقلاً بالقيود الفكرية وأن فكره بدأ يتفتح. ص47
علي الوردي Ali Al-Wardiلقد اندهشت حين وجدت نزاعاً عنيفاً ينشب بين المسلمين حول علي و عمر -رضي الله عنهما- و كانت الأعصاب متوترة والضغائن منبوشة. وكنت أتحدث مع أحد الأمريكيين حول هذا النزاع الرقيع. فسألني الأمريكي عن علي وعمر: هل هما يتنافسان الآن على رئاسة الحكومة عندكم كما تنافس «ترومين وديوي» عندنا؟
فقلت له: إن علياً وعمرَ كانا يعيشان في الحجاز قبل ألف وأربعمائة سنة، وهذا النزاع الحالي يدور حول أيهما كان أحق بالخلافة !
فضحك الأمريكي من هذا الجواب حتى كاد أن يستلقي على قفاه, وضحكت معه ضحكاً فيه معنى البكاء. وشر البلية ما يضحك !" ص247
أوجب الإسلام على أتباعه أن يتحققوا من صحة التهمة قبل أن يحكموا فيها. والظاهر أن بعض رجال الدين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم. وهذا كان من الأسباب التي جعلت أبناء الجيل الجديد ينفرون من الدين وينفرون من رجاله.
إن رجال الدين يمثلون الدين في نظر الناس. وكل عمل سيء يقترفونه إنما يهدمون به الدين من حيث لا يشعرون. فالإنسان مجبول على تقدير الأمور بمظاهرها. ومظهر الدين أصبح منوطاً برجال الدين، فإذا ساء مظهرهم ساء مظهر الدين معهم. وقد كبر مقتاً عند الله أن يقولوا ما لا يفعلون! ص298
إن الذى يريد أن ينجح فى هذه الحياة يجب عليه أن يدارى الرؤساء و أولى الجاه و ارباب القلم و ذلاقة اللسان.
فالمساكين من الناس لا ينفعون من ينفعهم. إذ هم لا يعبّرون عن امتنانهم كما يعبّر عنها الشاعر الفصيح و لا يستطيعون أن يساعدوا أحداً كما يساعده أولو الجاه و النفوذ
ينهض الثائر ثم يموت ... فيثير بموته ثواراً آخرين. و بهذا تتلاحق قافلة الثائرين جيلاً بعد جيل. و هم فى كل مرة يضيفون إلى شعلة النور لهيباً جديداً
علي الوردي Ali Al-Wardiإن ابن خلدون لم يقدره أحد التقدير اللائق به في البلاد الإسلامية. ولولا ظهور بعض المعجبين له في بلاد الغرب أخيرًا لما التفت إلى أفكاره أحد. فبعدما رأينا بعض كبار الغربيين يمجدونه مجّدناه معهم تقليدًا. ولا يزال كثير منا يقدرون ابن خلدون من غير أن يقرأوا مقدمته الرائعة. ولو قرأوها لنفروا منها في باطن عقولهم ثم استحسنوها في الظاهر اتباعًا لما سمعوا عنها في الغرب من مدح كثير.
علي الوردي Ali Al-Wardiإن واقع الحياة أقوى من أية خظة يضعها عقل محدود.
علي الوردي Ali Al-Wardi« prima precedente
Pagina 41 di 47.
prossimo ultimo »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.