ﺇﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺒﺼﺮ٬ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ ﻋﻤﻰ٬ ﻭﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻷﺫﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻊ٬ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳُﺼﺒﻬﺎ ﺻﻤﻢ٬ ﻭﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻖ٬ ﻭﺗﺘﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﺻﺒﺐ٬ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻳﻠﻮﻯ ﻋﻨﺎﻧﻬﺎ ﻭﻳﺜﻨﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﻟﻠﻔﻄﺮﺓ٬ ﻗﺪ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺳﺐ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ٬ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺔ٬ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ٬ ﻭﻫﻰ ﺷﺪﻳﺪﺓ
ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺠﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻞ٬
ﻭﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻰ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﺣﻬﺎ ﻭﻛﺴﺮ ﺣﺪﺗﻬﺎ٬ ﻭﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﻏﻮﺍﺋﻠﻬﺎ٬ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﺎﺋﻬﺎ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﻭﺗﺆﺩﻯ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﺔ٬
ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻻ ﻳﺆﺳﺲ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﺔ٬ ﺃﻭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ
ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ٬ ﺇﺫ ﻻ ﻳﻜﻔﻰ ﻓﻰ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻟﻐﻴﺮﻩ : ﺍﻓﻌﻞ ﻛﺬﺍ٬ ﺃﻭ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ . ﻓﺎﻟﺘﺄﺩﻳﺐ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ٬ ﻭﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻌﻬﺪﺍ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﻭﻟﻦ ﺗﺼﻠﺢ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻮﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ٬ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﻓﻰ ﻧﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺃﺛﺮﺍً ﻃﻴﺒﺎ. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻤﻦ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺼﻪ٬ ﻓﻴﺮﻭﻋﻬﺎ ﺃﺩﺑﻪ٬ ﻭﻳﺴﺒﺒﻬﺎ ﻧﺒﻠﻪ ٬ ﻭﺗﻘﺘﺒﺲ - ﺑﺎﻹﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺾ - ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ٬ ﻭﺗﻤﺸﻰ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﺔ ﻓﻰ ﺁﺛﺎﺭﻩ. ﺑﻞ ﻻﺑﺪ - ﻟﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ - ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻰ ﻣﺘﺒﻮﻋﻪ ﻗﺪﺭ ﺃﻛﺒﺮ ٬ ﻭﻗﺴﻂ ﺃﺟﻞ.
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺜﻼً ﺃﻋﻠﻰ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ٬ ﻓﻬﻮ ﻳﻐﺮﺱ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺴﺎﻣﻰ ٬ ﺑﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻃﺮﺓ ٬ ﻗﺒﻞ
ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺳﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻭﻋﻈﺎﺕ.. ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ - ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﺎﺣﺸﺎ ﻭﻻ ﻣﺘﻔﺤﺸﺎ ٬ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ”ﺧﻴﺎﺭﻛﻢ ﺃﺣﺎﺳﻨﻜﻢ ﺃﺧﻼﻗﺎ
إن الكتب تغير طباع الناس يوم يقرؤونها، ويدرسونها، ويثقفون أنفسهم بها، ويحسنون أخلاقهم بآدابها، ويحكمون غرائزهم بقيودها. هذه طبيعة الكتب؛ عندها تُنشئ حضارة، وتجعل أمة ما قديرة على القيادة.
محمد الغزاليوأحسب أن الذين تسوقهم سياط الرهبة أكثر من الذين يحدوهم نداء الرغبة : { قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو أهدى سبيلا }
محمد الغزاليشرائع الله لعباده مبناها الرحمة الشاملة ٬ لا مكان فيها لإعنات أو إجحاف. قد يقسو الأب على أولاده أو يجهل أو يحيف. وقد يلحقه من طبيعة البشرية ما يشوب تأديبه لهم بالأثرة ٬ والغرض.
أما رب العالمين فإنه يشرع لعباده ما يعود عليهم بالخير المحض ٬ وما يكفل مصلحتهم الصرف. فحنوه عليهم مقرون بالغنى المطلق عنهم. وهداياته لهم دائرة كلها على ما يصون محياهم ويرفع مستواهم
إن الإنسان بدأ نفخة من روح الله. فالحفاظ على هذا النسب الشريف ٬ والإبقا ء على هذه الصلة الرفيعة هما سر القوانين التى تضبط سلوك الإنسان ٬ وتعصمه عن الدنايا ٬وتلزمه التقوى ٬ وترشحه آخر الأمر ٬ لجنة عرضها السموات والأرض..!!
يريد الله للناس أن يخلفوه فى أرضه ٬ وأن يحيوا فيها علماء راسخين ٬ وأن يجعلوا منها مهادا حسنا لمعرفته وإنفاذ أمره. وما معرفته وإنفاذ أمره إلا منهاج الرشد والنفع لهم ٬ والضمان الأول والأخير لمصالحهم. ولو ترك الناس لأهوائهم لتدلوا إلى الحضيض ٬ ولعاشوا بعيدا عن شرائع الله فى
درك تسوده الوحشة والريبة٬ والمظالم والظلمات.
قال ابن القيم: `إن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد فى المعاش والمعاد. وهى عدل كلها ٬ ورحمة كلها ٬مصالح كلها. فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور ٬ وعن الرحمة إلى ضدها ٬ وعن
المصلحة إلى المفسدة ٬ وعن الحكمة إلى العبث. فليست من الشريعة وإن دخلت فيها بالتأويل
فالشريعة عدل الله فى عباده ٬ ورحمته بين خلقه ٬ وظله فى أرضه ٬ وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسله أتم دلالة وأصدقها..
فالشريعة عدل الله فى عباده ٬ ورحمته بين خلقه ٬ وظله فى أرضه ٬ وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسله أتم دلالة وأصدقها
محمد الغزاليالمسجد هو روح المجتمع الإسلامي الأول، وأن الرجال الذين يُرَبَّوْنَ فيه هم الذين يبنون النهضات، ويصنعون الحضارات، ويُكَوِّنونَ أرقى المجتمعات.
إن المَصْنَعَ نوعان: مصنع للسلع والأسلحة، والمسجد مصنع للرجال؛ وكل أمة ليست لديها مصانع للرجال فإن الأسلحة مهما تكاثرت في أيديها لا تُغني عنها لا قليلاً ولا كثيراً
Stichwörter: خطبة-الي-المسجد
وﻗﺪ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻰ ﺃﻓﺮﺍﺣﻬﻢ ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻬﻢ ﺑﺪﻋﺎ ﺷﺘﻰ٬ ﻭﺗﻮﺍﺿﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺴﺎﻙ ﺑﻬﺎ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻤﺴﺎﻛﻬﻢ ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ٬ ﻻ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﺑﺄﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﷲ ﺳﻨﺎﺩ. ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﺟﺮﺃﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ٬ ﺳﻮﻑ ﻳﻼﻗﻰ ﺍﻟﻌﻨﺖ.
ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻳﺨﺸﻰ ﻓﻰ ﷲ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ٬ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﻀﻰ ﺇﻟﻰ
ﻏﺎﻳﺘﻪ٬ ﻻ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﻨﻘﺪ٬ ﻭﻻ ﺟﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ .
ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺮﻭﺝ ﺣﻴﻨﺎ٬ ﺛﻢ ﻳﺜﻮﺭ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺴﻘﻄﻮﻥ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ. ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻷﺷﻴﺎﻉ ﺃﻣﺪﺍ ﻃﻮﻳﻼ٬
ﻭﺭﺏ ﻣﺨﺎﺻﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﺎﻃﻞ ﺍﻧﺨﺪﻉ ﺑﻪ٬ ﺃﻣﺴﻰ ﻧﺼﻴﺮﺍ ﻟﻤﻦ ﺧﺎﺻﻤﻬﻢ٬ ﻣﺴﺘﺮﻳﺤﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ٬ ﻣﺆﻳﺪﺍ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺷﻘﺎﻕ .
وﻗﺪ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻰ ﺃﻓﺮﺍﺣﻬﻢ ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻬﻢ ﺑﺪﻋﺎ ﺷﺘﻰ٬ ﻭﺗﻮﺍﺿﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺴﺎﻙ ﺑﻬﺎ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻤﺴﺎﻛﻬﻢ ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
محمد الغزاليإن الإسلام في هذه الأيام ليس فقط جواز المرور إلى الجنة عندما نلقى الله، إنه -قبل أن نلقى الله- هو ضمان البقاء لنا على ظهر الأرض. هذا الدين ليس فقط تأمين آخرتنا عند ربنا، إنه الآن تأمين حياتنا العاجلة؛ فإن المسلمين أُعلنت عليهم حرب إفناء، وأعلنت على محمد -صلى الله عليه وسلم- حرب اجتياح لكتابه وسنته وتاريخه وآثاره، فإذا أراد المسلمون أن يعيشوا هملاً فمصيرهم هو الذبح لا غير.
محمد الغزاليStichwörter: من-خطبة-العالم-في-انتظاره
« erste vorherige
Seite 146 von 157.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.