كل شئ باق .. لا شئ يضيع في هذه الدنيا .. وإنما هو يتحول ويتبعثر ويتشتت.
مصطفى محمودوكذلك حالنا نحن العميان بالنسبة للمستقبل .. لا نصدق أنه يمكن أن نرى في الزمان كما نرى في المكان .. وأن التاريخ يمكن أن يتحول بالنسبة لنا إلى مسرح مرئي .. وأن مخنا بذرة لجهاز عجيب يمكن أن يستطلع الماضي ويرى ما حدث فيه رأى العين.
مصطفى محمودماذا نكون نحن في عمر الدنيا حتى ندعي الإحاطة بكل شئ. هذه دنيا كلها طلاسم.
مصطفى محمودإن كلمة يسار في بلادنا وفي كل بلاد العالم وفي قاموسها الأصلى تعني في أقصى حالاتها الوصول إلى العدل بحل جذرى ووسيلة جذرية وذلك بانتزاع رأس المال من أصحاب رأس المال وانتزاع الأرض من أصحابها والمصانع من ملاكها وانتزاع ملكية وسائل الإنتاج من كل يد منتجة، ليكون كل هذا ملكية دلاة لا ملكية أفراد ويكون كل الشعب موظفين في هذه الدولة، وهو ما نسميه عندنا بالتأميم، ومعناه ببساطة أن يحول الحاكم الشعب بأسره وبجرة قلم إلى عبيد سمة لقمتهم جميعاً في يده..ورزقهم في يده..وحريتهم بالتالي في يده، وبذلك يحول الجميع إلى قطيع بلا رأي(.......)وما تلبث أن تنتهى هذه المؤسسة العامة إلى مجتمع من اللامبالاة والكسل وفقدان الهمة والإهمال وسوء الإنتاج ويصبح حالها تماماً مثل حال الأرض الوقف وهو ما نرى صورته حولنا في كل مرافق القطاع العام والنتيجة هبوط الإنتاج في النوع والكم..ثم انقلاب الآية فإذا ما تصوره الفلاسفة اليساريون على أنه حل اقتصادي ينتهي إلى العجز الاقتصادي.(......) ثم إنك لا يمكنك أن تنتزع الأرض من أصحابها والمصانع من ملاكها ووسائل الإنتاج من يد كل منتج دون أن تستخدم الجيش والبوليس وتسجن وتعتقل وتشرج وتضرب بيد من حديد، ومن هنا كان القهر والعنف والنظم القمعية من خصائص اليسار(.......) ثم إنه في بلد صغير مثل مصر لا يمكن أن تفعل هذا من دون أن تعتمد على معونة دولة كبيرة مثل روسيا فتدعو إلى بلدك النوفذ الروسي والأموال الروسية والخبراء الروس ثم ترسف في النهاية في الديون الروسية والضغوط الروسية والشروط الروسية(....)ثم تكتشف بعد فوات الآوان أن روسيا ليست دولة أيدولوجية بقدر ما هي دولة كبرى تتصرف بمنطق الدولة الكبرى ذات المصالح، وأنك أمام استعمار من نوع جديد...استعمار مذهبى عقائدي يؤلب عليك أهلك .. ويحرض الأخ على أخيه والابن على أبيه ويزرع الحقد والحسد والبغض والكراهية في طريقك ويضع لك الشوك في حلقك.
ذلك هو المضمون الخافي داخل كلمة اليسار
يتصرف المثقفون ذو الياقات العالية أن الإسلام سبيل فرقة وليس سبيل وحدة لأنهم يفهمون الإسلام على أنه نقيض للمسيحية وأنه سوف يأتي بالعصبية الدينية وبالحرب على كل من هو غير مسلم، ومن عجب الإسلام أنه لا أحد يطرح الإسلام كسبيل وحدة وحينما يطرح الإسلام في مجالس المثقفين نرى الذى يزوى بصره. والذي يشيح بيده والذى يمصمص بشفتيه في استخفاف!وينسى الكل أن الذي أعطاهم لغة واحدة يتكلمون بها والذي صنع منهم أمة عربية لها تاريخ هو الإسلام والقرآن ومحمد
مصطفى محمودوإذا كان الإسلام هو القوة الفريدة التي لها قدرة تعبوية ساعة الخطر ولحظة المصير..وإذا كان الإسلام هو الذي يسارع فيجمع العرب كلما تهددهم الزوال..فلماذا يشمئز المثقفون أصحاب الياقات العالية؟ ولماذا يشيحون بالأيدى ويمصمصون الشفاه كلما تكلمنا عن الإسلام وكأننا تكلمنا إفكاً ونطقنا زوراً؟ وإذا كانت تلك هي حقيقة التاريخ وخريطة الواقع فلماذا هذا الإصرار على التجاهل.. إلا أن يكون هو المكابرة والعناد.
( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً )14-النمل
( يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون )83-النحل
يقول أكثرهم اعتدالاً حينما ينكشف عناده وتعنته..لا ننكر أن الإسلام عامل له مكانه في الوحدة.. بل نقول لهم ويقول التاريخ ويقول الواقع .. بل هو العامل الأول والحاسم والقاطع في جميع لحظات المصير
حال التراث الماركسي في التطبيق العملي .. نراه دائماً يتحول إلى أشخاص وأهواء وتارات ومادة الخصومة واختلاف أزلي بلا هدنة وبلا نهاية..وشعار الماركسي هو كلمة جوركى الشهير..( جئت إلى العالم لكي أختلف معه ) لم يقل لكي أختلف مع الباطل..بل مع العالم أياً كان هذا العالم على الحق أو على الباطل..لأن التناقض والصراع هو مفهوم التقدم عندهم..وهو مفهوم يعطى رخصة القتل والتصفية الجسدية لأي زعيم يجلس على الكرسى
مصطفى محمودألم نتعلم أن الانتخاب الحر هو أن يكون لنا حق الاختيار بين عدة مرشحين..فجاءوا هم بتعريفٍ مبتكر وعلمونا أن الانتخاب الحر هو ألا نجد من نختار إلا مرشحاً واحداً نقول عليه : لا..نعم.
ألم تصعد نتائج الاستفتاءات على أيامهم فرأيناها تصل في سوريا إلى 99.999%.
ولو أن الله استفتى على ذاته لما فاز سبحانه وتعالى بهذه النسبة الخرافية..وهو القائل عز وجل"( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) فلن يصوت مع الله إلا القلة، هكذا يقول رب الجلالة عن نفسه
المتدين لا يعرف إلا سراطاً واحداً مستقيماً ليس فيه يمين ولا يسار لأن الحق عنده وحده، وليس على يمين الحق وليس على يساره إلا الباطل
مصطفى محمودالدين أحساس قبل أن يكون نظرية تؤخذ بالبرهان وهو حالة قلبية أولا قبل أن يكون حالة عقلية
مصطفى محمود« erste vorherige
Seite 91 von 121.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.