سألته:لماذا لا أتذكر،هل تظن أنى مريض؟
قال:يحدث ذلك مع مرضى من نوع آخر:مرض الحنين الى النسيان!
أشياؤنا تموت مثلنا
لكنها لا تُدفن معنا
نسر على ارتفاع منخفض
قال المسافر في القصيدة
للمسافر في القصيدة:
كم تبقَّى من طريقك؟
-كله
-فاذهب إذاً، واذهب
كأنك قد وصلت...ولم تصل
-لولا الجهات، لكان قلبي هدهداً
-لو كان قلبك هدهداً لتبعته
-من أنت؟ ما اسمك؟
-لا اسم لي في رحلتي
-أأراك ثانية؟
-نعم. في قمتي جبلين بينهما
صدى عال وهاوية... أراك
-وكيف نقفز فوق هاوية
ولسنا طائرين؟
-إذن نغني:
من يرانا لا نراه
ومن نراه لا يرانا
-ثم ماذا؟
-لا نغني
-ثم ماذا؟
-ثم تسألني وأسأل:
كم تبقى من طريقك؟
-كله
-هل كله يكفي لكي يصل المسافر؟
-لا. ولكني أرى نسراً خرافياً
يحلق فوقنا... وعلى ارتفاع منخفض!
لم تنتظر أحداً
مشيتَ على رصيفك سادراً
ومشيتُ خلفك حائراً.
والشمسُ غابت خلفنا...
ودَنوْتَ مني خطوةً أو خطوتين
فلم تجدني واقفاً أو ماشياً
ودَنوتُ منك فلم أجدك...
أكنتُ وحدي دون أن أدري
بأني كنت وحدي؟ لم تقل
إحدى النساء : هناك شخصٌ ما
يطارد نفسَهُ!
عن اللا شيء
هو اللا شيء يأخذنا إلى لا شيء ,
حدَّقنا إلى اللاشيء بحثاً عن معانيه ...
فجرَّدنا من اللاشيء شيءٌ يشبه اللاشيءَ
فاشتقنا إلى عبثية اللاشيء
فهو أخفّ من شيء يُشَيِّئنا...
يحبُّ العبدُ طاغيةً
لأن مَهابة اللاشيء في صنم تُؤَلِّهُهُ
ويكرهُهُ
إذا سقطت مهابته على شيء
يراهُ العبد مرئيّاً وعاديّاً
فَيَهْوَى العبدُ طاغيةً سواهُ
يطلُّ من لا شيءَ آخرَ ....
هكذا يتناسل اللاشيء من لا شيء آخرَ ...
ما هو اللاشيء هذا السيِّدُ المتجدِّدُ ,
المتعدِّدُ , المتجبرّ, المتكبرِّ, اللزجُ
المُهَرِّجُ.... ما هو اللاشيء هذا
ربُمَّا هو وعكةٌ رُوحيَّةٌ
أو طاقةٌ مكبوتةٌ
أو , ربما هو ساخرٌ متمرِّسٌ
في وصف حالتنا !
سنصير شعباً حين ننسى ما تقولُ لنا القبيلة.... ,
حين يُعْلي الفرد من شأن التفاصيل الصغيرةْ
سنصير شعباً حين ينظر كاتبٌ نحو النجوم , ولا يقول:
بلادنا أَعلى ...وأجملْ !
- إن أردنا
على قلبي مشيت
على قلبي مشيتُ ، كأنَّ قلبي
طريقٌ ، أو رصيفٌ ، أو هواءُ
فقال القلبُ : أتعبَنِي التماهي
مع الأشياء ، وانكسر الفضاءُ
وأَتعبني سؤالُكَ : أين نمضي
ولا أرضٌ هنا ... ولا سماءُ
وأنتَ تطيعني... مُرني بشيء
وصوِّبني لأفعل ما تشاءُ
فقلتُ له : نسيتُكَ مذ مشينا
وأَنت تَعِلَّتي ، وأنا النداءُ
تمرَّدْ ما استطعت عليَّ ، واركُضْ
فليس وراءنا إلاَّ الوراءُ !
لولا حاجتلى الغامضة الي الشعر لما كنت في حاجة الي شئ
Mahmoud Darwishغنّي، ولم يجد المعنى
وأَطربَهُ
إيقاع أُغنية ضاقت بها الطُرُقُ
وقال: قد يُولَدُ المعنى
مصادفةً
وقد يكون ربيعي...ذلك القَلَقُ!
كنا ضيوفاً على الأشياء , أكثرُها
أقلُّ منَّا حنيناً حين نهجُرُها
النهر يضحك , إذ تبكي مسافرةٌ :
مُرِّي, فأُولى صفات النهر آخِرُها
لاشيء ينتظرُ . الأشياءُ غافلةٌ
عنا , ونحن نُحَيِّيها ونشكرها
لكننا إذ نُسَمِّيها عواطِفَنا
نصدِّقُ الاسم . هل الاسم جوهرُها ؟
نحن الضيوف على الأشياء , أكثرنا
ينسى عواطِفَهُ الأولى ... ويُنْكِرُها !
« erste vorherige
Seite 26 von 100.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.