صبرا -- فتاة نائمة
رحل الرجال الى الرحيل
والحرب نامت ليلتين صغيرتين،
وقدمت بيروت طاعتها وصارت عاصمة..
ليل طويل
يرصد الأحلام في صبرا،
وصبرا نائمة.
صبرا- بقايا الكف في جسد القتيل
ودّعت فرسانها وزمانها
واستسلمت للنوم من تعب، ومن عرب رموها خلفهم.
صبرا- وما ينسى الجنود الراحلون من الجليل
لا تشتري وتبيع الا صمتها
من أجل ورد للضفيرة.
صبرا- تغني نصفها المفقود بين البحر والحرب الأخيرة:
لمَ ترحلونَ
وتتركون نساءكم في بطن ليلٍ من حديد؟
لمَ ترحلونْ
وتعلّقون مساءكم
فوق المخيم والنشيد؟
صبرا- تغطي صدرها العاري بأغنية الوداع
وتعد كفيها وتخطئ
حين لا تجد الذراع:
كم مرة ستسافرونْ
والى متى ستسافرونْ
ولأي حلم؟
وإذا رجعتم ذات يومْ
فلأي منفى ترجعون،
لأي منفى ترجعون؟
صبرا- تمزق صدرها المكشوف:
كم مرةْ
تتفتح الزهرةْ
كم مرةْ
ستسافر الثورة؟
صبرا- تخاف الليل. تسنده لركبتها
تغطيه بكحل عيونها. تبكي لتلهيه:
رحلوا وما قالوا
شيئا عن العودة
عادوا وما عادوا
لبداية الرحلة
والعمر أولاد
هربوا من القبلة.
لا، ليس لي منفى
لأقول: لي وطن
صبرا- تنام. وخنجر الفاشي يصحو
صبرا تنادي.. من تنادي
كل هذا الليل لي، والليل ملح
يقطع الفاشي ثدييها -- يقل الليل --
يرقص حول خنجره ويلعقه. يغني لانتصار الأرز موالا،
ويمحو
في هدوء.. في هدوء لحمها عن عظمها
ويمدد الأعضاء فوق الطاولة
ويواصل الفاشي رقصته ويضحك للعيون المائلة
ويجن من فرح فصبرا لم تعد جسدا:
يركبها كما شاءت غرائزه، وتصنعها مشيئته.
ويسرق خاتما من لحمها، ويعود من دمها الى مرآته
ويكون -- بحر
ويكون -- بر
ويكون -- غيم
ويكون -- دم
ويكون -- ليل
ويكون -- قتل
ويكون -- سبت
وتكون -- صبرا.
صبرا -- تقاطع شارعين على جسد
صبرا نزول الروح في حجر
وصبرا -- لا أحد
صبرا -- هوية عصرنا حتى الأبد
النسيان تدريب الخيال على احترام الواقع بتعالي اللغة , وأحتفاظ الأمل العصامي بصورة ناقصة عن الغد
Mahmoud Darwishوشفّاف
حضورك, فلا أدري إن كانت روحك تسكن
جسدك, أم أن جسدك يلبس روحك
ويشعّ لؤلؤة في عتمتي.يختلط عليّ
الشكل والجوهر,فأرى الشكل جوهراً
والجوهر شكل الكمال
الإحباط هو ما يلي الإحساس الزائف
بالسعادة التي تشبه العطس بسبب
رائحة البنزين . أسعدني أني عطست ،
لكن ذلك لا يصلح لاختراع ذكرى
أستعيدها
الشاعر الكبير هو من يجعلني صغيراً حين أكتب ... وكبيراً حين أقرأ!
Mahmoud Darwishتحيا مناصفة ،
لا أنت أنت ، ولا
سواك
أين ( أنا ) في عتمة الشبه ؟
كأنني شبح
يمشي إلى شبح
فلا أكون سوى شخص مررت به
خرجت من صورتي الأولى
لأدركه
فصاح حين اختفى:
يا ذاتي انتبهي!
هو الحب , كالموج
تكرار غبطتنا بالقديم _الجديد
سريع , بطيء
بريء كظبي يسابق دراجة
وبذيء … كديك
جريء كذي حاجة
عصبي المزاج رديء
هادئ كخيال يرتب ألفاظه
مظلم , معتم … ويضيء
فارغ ومليء بأضداده
هو الحيوان / الملاك
بقوة ألف حصان , وخفة طيف
وملتبس ,شرس , سلس
كلما فر كر
ويحسن صنعاً بنا ... ويسيء
يفاجئنا حين ننسى عواطفنا
ويجيء ...
هو الفوضوي/ الأناني /
والسيد /الواحد /المتعدد
نؤمن حيناً ونكفر حيناً
ولكنه لا يبالي بنا
حين يصطادنا واحداً واحدة
ثم يصرعنا بيد باردة
إنه قاتل … بريء
في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة
Mahmoud Darwishليس الألم موهبة. هو امتحانها: فإما أن
تقهره... أو يقهرها!
في الخَطَابة يكون الصدق "زلة لسان"..!!؟
Mahmoud Darwish« erste vorherige
Seite 27 von 100.
nächste letzte »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.