ان للحب فنونا من الجنو واقبح فنونه ان يعتقد المتحابان ان حبهما دائم لا تغيره حوادث الأيام ولا تنال منه الصروف والغِيَر ولو عقلالعلما ان الحب لون من الوان النفس وعرض من اعراضها الطائرة تاتي به شهوة وتذهب به اخرى ولا يذهب به المثل مثل الفاقة ان اشتدت واستحكمت حلقاتها فان النفس تطلب حياتها وبقائها قبل ان تطلب لذائذها وشهواتها
مصطفى لطفي المنفلوطيوكذلك يعبث الدهر بالانسان ما يعبث، ويذيقه ما يذيقه من صنوف الشقاء وألوان الألم حتى إذا علم أنه قد أوحشه وأرابه وملأ قلبه غيظا وحنقا أطلع له في تلك السماء المظلمة المدلهمة بارقة واحدة من بوراق الأمل الكاذب فاسترده بها إلى حظيرته راضيا مغتبطا كما تقاد السائحة البلهاء بأعواد الكلأ الى مصرعها، فما أسعد الدهر بالانسان ! . . . وما أشقى الانسان به!..
مصطفى لطفي المنفلوطيالحرية شمسٌ يجب أن تشرق في كل نفسٍ، فمن عاش محروماً منها عاش فى ظلمة حالكة يتصل أولها بظلمة الرحم وآخرها بظلمة القبر
مصطفى لطفي المنفلوطيو جلس ناحية يكتب ذلك الأمر الذى يصدره الأطباء إلى عمالهم الصيادلة أن يتقاضوا من عبيدهم المرضى ضريبة الحياة
مصطفى لطفي المنفلوطيلا ارى لذة العيش إلا بجوارها ، و لا أرى نور السعادة إلا فى فجر ابتسامتها
مصطفى لطفي المنفلوطياستقر فى نفسى أن أعيش فى هذا العالم منفردا كمجتمع و غائبا كحاضر و بعيدا كقريب
مصطفى لطفي المنفلوطيو انطفأت تلك الابتسامات العذبة التى كانت لا تفارق ثغرها
مصطفى لطفي المنفلوطيو نسى العالم الذى كان يعيش فيه ، و العالم الذى انتقل إليه ، و نسى الليل و النهار ، و الظلمةو النور ، و السعادة و الشقاء ، و أصبح فى منزلة بين منزلتى الحياة و الموت ، فلا يفرح و لا يتألم ، و لا يذكر الماضى ، و لا يرجو المستقبل ، و لا يعلم هل هو حجر بين تلك الأحجار ، او قطعة بين قطع الظلام ، او جسد يتحرك ، او خيال يسرى ، او وهم من الأوهام ، أو عدم من الأعدام
مصطفى لطفي المنفلوطياللهم إنك تعلم أنى غريب فى هذة الدنيا ، لا سند لى فيها و لا عضد ، و أنى فقير لا أملك من متاع الحياة ما أعود به على نفسى ، و أنى عاجز مستضعف لا أعرف السبيل إلى باب من أبواب الرزق بوجه و لا حيلة ، و ان الضربة التى اصابت قلبى قد سحقته سحقا فلم يبق فيه حتى الذماء ، و إنى أستحى منك أن أمد يدي إلى هذة النفس التى أودعتها بيدك بين جنبى فأنتزعها من مكانها ، فتول أنت أمرها بيدك ، و استرد وديعتك إليك ، و انقلها إلى دار كرامتك ، فنعم الدار دارك ، و نعم الجوار جوارك
مصطفى لطفي المنفلوطيو متى كانت هذة الحياة موطنا للسعادة أو مستقرا لها ؟ و متى سعد ابناؤها فنسعد مثلهم كما سعدوا ؟ و إن كان لابد من سعادة فى هذة الحياة فسعادتها ان يعيش المرء فيها معتقدا أن لا سعادة فيها ، ليستطيع أن يقضى ايامه المقدرة له على ظهرها هادئ القلب ، ساكن النفس ، لا يكدر عليه عيشه أمل كاذب و لا رجاء خائب
مصطفى لطفي المنفلوطي« first previous
Page 19 of 20.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.