إني لا أعرف شرفاً غير شرف النفس، ولا نسباً غير نسب الفضيلة.
مصطفى لطفي المنفلوطيالناس مراءون مخادعون يزعمون لأنفسهم من الفاضئل والمزايا ما تنكره نفوسهم عليهم، فهم يحتقرون المذنب ويزدرونه لا لأنهم أطهار أبرياء كما يدعون، بل ليوهموا الناس أنهم غير مذنبين، ولو أنهم تكاشفوا أو تصارحوا وصدق كل منهم صاحبه بالحديث عن نفسهه لتتاركوا وتهادنوا ولما آخذ أحد منهم أحدا بذنب ولا جريرة.
مصطفى لطفي المنفلوطيتعلم يا أبت أن التاج الذي يتناوله مُتناولهُ من يد عدوّه ليس بتاج شريف....ولكنه تاج على أي حال.
مصطفى لطفي المنفلوطيإن الرجل الفاضل الشريف يعيش من شرفه وفضيلته في سعادة يهنأ بمثلها الملوك في قصورهم.
مصطفى لطفي المنفلوطيهنا ذرفت عينا ذلك الرجل العظيم الذي لم يبك في يوم من أيام حياته لضربة سيف، أو طعنة رمح، أو رشقة سهم، وعلا صوت نحيبه ونشيجه كما يفعل النساءالضعيفات في مواقف حزنهن وثُكلهن، وما كان مثله أن يبكي أو يذرف دمعة واحدة من دموعه لو أن الذي كُتب له في صحيفة الغيب من الشقاء، كان الوقوف بين السيف والنطع....ولكنه الشرف، شديدٌ جدّا على صاحبه أن تنزل به نازلةُ مذلةٍ، أو أن يتصل به ظفر جارح من أظفار الهوان، فإذا شعر بشيء من ذلك هاله وراعه، وخارت عزيمته ووهنت قوّته، فبكى بكاء الضعفاء، وأعول إعوال النساء.
مصطفى لطفي المنفلوطيان الله قد خلق لكل روح من الأرواح روحا اخرى تماثلها وتقابلها وتسعد بلقائها وتشقى بفراقها ولكنه قدر ان تضل كل روح عن اختها في الحياة الأولى فذلك شقاء الدنيا وأن تهتدي اليها في الحياة الثانية وتلك سعادة الآخرة
فإن فاتتني سعادتي بك في الأرض فسأنتظرها في علياء السماء
قمت من مكاني كأنني انتزع نفسي من الأرض انتزاعا ومشيت إلى ابيك كما يمشي الحائن إلى مصرعه حتى جثوت بين يديه وأخذت بيديه فاستفاق من غشيته ونظر ذاهلا مشدوها فقلت له
: اتعتقد يا سيدي انني أحب ولدك
قال: نعم
قلت: حبا هو منتهى ما تستطيع امراة ان تحتمل ؟
قال : نعم
قلت : وان هذا الحب هو كل آمالي وسعادتي وما املك في الحياة ؟
قال : نعم يا بنيتي
قلت : قد ضحيته من أجل ابنتك فعد اليها وبشرها بسعادة المستقبل وهنائه وقل لها :إن امرأة لا تعرفك ولم ترك في يوم من ايام حياتها ولكنها تحبك وتشفق عليك تموت الآن من أجلك فاسألي الله لها الرحمة والغفران
فسيبلى حبي في قلبه كما يبلى كل حب في كل قلب
مصطفى لطفي المنفلوطيان العظيم عظيم في كل شيء حتى في احزانه وآلامه
مصطفى لطفي المنفلوطيان الثم الذي اقترفته في ماضي قد اثمته وحد ولا ينبغي ان القيه على عاتق احد غيري
مصطفى لطفي المنفلوطي« first previous
Page 18 of 20.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.