تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
لكنْ
هي الأرضُ يا أُمُّ، ما مِن سِواها لنا
ولنا أن نعيشَ هنا، هكذا، مِثْلَنا
مِثْلَ مَن لاحَقوهُ طويلاً
وما عاد مِن مَخرَجٍ عندهُ غير أن يستديرْ
واقفاً
في مواجهة الهَوْلِ كي يتدبَّرَ أمرَ النجاةْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
يا أُمُّ لا كوكبٌ، غير هذي الحياةْ
شهوةٌ لبلادٍ تطالبُ أبناءَها
بأقلّ مِن الموتِ جيلا فجيلا
وفيها من الوقتِ وقتٌ نُخصِّـصُهُ
للخطايا الحميمةِ والغلطِ الآدمىِّ البسيطِ
وزحزحةِ الإفتراضِ البطوليِّ عنّا قليلا.
فمسكينةٌ أُمَّةٌ حين تحتاجُ كلَّ البطولاتِ
مِن كُلِّ أبنائها
وتعيشُ الحياةَ قتيلا قتيلاً.
شهوةٌ لوجوه النساء اللواتى يَخفْن قليلاً
ولكن يقفن طويلاً بجفن الرَّدى وهو نائمْ
وطرْحاتُهن الغيومُ وأقدامهن الجنانُ
وفى روحهن الأساورُ والماسُ لا فى المعاصِمْ
يطرّز اثوابَهن العَجاجُ الكريمُ
فيخدشن خوذة عصر الغزاةِ
ويُسقِطن عَصْر الهوانمْ.
شهوة أن تضايقنا فى المرايا ككل العباد
التجاعيد حول الجفون
شهوة أن نفكر فى رهبة الموت
من بعد ما صار كالخَسِّ فى السوق كدَّسَهُ البائعون
من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة: ابدأ حكايتك من (ثانيا)! نعم. هذا ما فعله رابين بكل بساطه. لقد أهمل الحديث عما جرى (أولا).
ويكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى ينقلب العالم.
يكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى تصبح سهام الهنود الحمر هى المجرمة الأصيلة، وبنادق البيض هى الضحية الكاملة!
يكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى يصبح غضب السود على الرجل الأبيض هو الفعل الوحشي!
يكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى يصبح غاندي هو المسؤل عن مآسي البريطانيين! يكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى يصبح الفيتنامي المحروق هو الذي أساء إلى إنسانية النابالم!
وتصبح أغاني (فكتور هارا) هى العار وليس رصاص (بينوشيت) الذي حصد الآلاف فى استاد سنتياغو!
يكفي أن تبدأ حكايتك من (ثانيا) حتى تصبح ستي أم عطا هى المجرمة و اريئيل شارون هو ضحيتها !.
أسمع طقطقة الخشب تحت قدمي. على كتفي اليسري حقيبة صغيرة.
أمشي بإتجاة الغرب مشية عادية . مشية تبدو عادية ..
ورائي العالم ، وأمامي عالمي
ليسوا خيالاَ كأفلام الكارتون .. وليسوا من إختراع والت ديزني
... و إذا كان الأحياء يشيخون .. ، فإن الشهداء يزدادون شباباً
Tags: الشهداء-رام-الله
وكيف نفسر اليوم بعد أن كبرنا وعقلنا أننا في الضفة الغربية كنا نعامل أهلنا معاملة اللاجئين ؟ نعم أهلنا الذين طردتهم إسرائيل من مدنهم وقراهم الساحلية عام 1948 ، أهلنا الذين انتقلوا اضطراراً من جزء الوطن إلى جزئه الثاني وجاءوا للإقامة في مدننا وقرانا الجبلية أسميناهم لاجئين ! وأسميناهم مهاجرين !
من يعتذر لهم ؟ من يعتذر لنا ؟ من يفسر لمن هذا الإرتباك العظيم ؟
.. كيف لم نسأل أنفسنا في ذلك الوقت عن معنى تلك المفردات ! كيف لم ينهرنا الكبار عن استخدامها ؟
منذ الـ 1967 وكل ما نفعله مؤقت و"إلى أن تتضح الأمور" .. والأمور لم تتضح حتي الآن بعد ثلاثين عاماً
مريد البرغوثيعلى التلفزيون لا نشاهدهم إلا مسلحين ..
هل يخافون منا حقاً ،أم نحن الذين نخاف ؟
« first previous
Page 44 of 48.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.