أي جنازات أنجبت هذة الأكتاف العالية والعيون الشديدة الإنتباه ؟ أي أنقاض خرجت منها طفولتهم إلى رجولتها بلا إذن من القتلة ؟
مريد البرغوثييدخل ناجي العلي قادماً من موته القديم، من موته الطازج .
هذة ضحكة عينيه وهذا قوامه النحيل، أصغي إلى صرختي التي فجأة انفلتت من صدري وأنا أقف أمام قبره في ضاحية من ضواحي لندن، همست وأنا أنظر إلى قوس التراب بكلمة واحدة هي :
- لا !
كسروا جمال قلبه وجمال نواياه،
ضربوا إلى الأبد أحلامه لرؤية رام الله ولو لأيام.
.. رأيتهم يدخلون من الباب تباعاً، ليقفوا حولي في هذة الغرفة التي هي جسر بين عالمين ، ..
هل كنت سأصغي له و أصوات سكوتهم الأبدي تنشر رعشتها هنا ؟
بالظبط هنا؟ في المكان الذي ماتوا بعيداً عنه أو استشهدوا دونه؟
الموتي لا يطرقون الباب .
قفزت عتمة قبره إلى أذني وأنا أسمعها تصف شغفة بالفضاء
مريد البرغوثييدخل غسان كنفاني بصوته الذي كان لابد أن لدويّ يهز الحازمية أن يواريه. هل كنت سأصغي لهذا الحارس النييء العمر، وغسان يغرس حقنة الأنسولين في ذراعه، ويدبر ابتسامه ترحيب أخري برضوي وبي في مكتبه؟
مريد البرغوثيقال لي بشير البرغوثي قبل عدة سنوات إنه من شرفة بيته في دير غسانة كان يرى أضواء المستوطنات تتزايد سنة بعد سنة حتى باتت تحيط بدير غسانة على شكل دائرة ؛ وفي ظل صمتنا الطويل ، انتشروا في كل مكان
مريد البرغوثيكان يرى أضواء المستوطنات تتزايد سنة بعد سنة ... في ظل صمتنا الطويل ، انتشروا في كل مكان
مريد البرغوثيمن يعتذر لهم ؟ من يعتذر لنا ؟ من يفسر لمن هذا الإرتباك العظيم ؟
مريد البرغوثيإنه الشمبانزي، يؤيد ثم يعارض!
ثم يؤيد، لكنه يريد أن يبدو معارضاً!
ثم ينشق عن تنظيمه، ويشكل فصيلاً أو حزباً، يضاف إلى الزحمة التى لا مبرر لها، ويلقي على الناس مواعظة البليغة حول روعة الوحدة.
« first previous
Page 45 of 48.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.